لا تصدقوا إسرائيل .. هذه هي الحقائق.. السادات قدم تنازلات كثيرا ما اضطرته لقمع جنرالاته

كيسنجر منبها السفير البريطاني: ما قلته لك غير معروف خارج هذه الجدران الأربعة

TT

* وثيقة رقم: 97

- التاريخ: 29 مارس 1975 - من: السفير رامسبوثام ، السفارة ـ واشنطن - الى: وزير الخارجية، عاجل وسري للغاية

* الموضوع: برقيتكم 726 عن العرب واسرائيل.

1 ـ استقبلني كيسنجر صباح اليوم بناء على طلبي بعد تسلمه لنسخ ارسلتها له من رسالة آلون لرئيس الوزراء ولك، وردك عليها.(الإشارة هنا لإيغال آلون وزير خارجية اسرائيل... الإيضاح من «الشرق الأوسط»)

2 ـ كيسنجر ساخط على رسالة آلون، على خلفية أن هذا الحساب منه للمفاوضات زائف كليا، ويقول كيسنجر إنه وطوال خبرته قليلا ما رأى مثل هذا الاختلاف حول الحقائق. لا شك أن آلون قد أرسل نسخا مماثلة للحكومات الأخرى، فيما يزعم الاسرائيليون الآن بأنهم قد تسلموا ردود فعل متعاطفة من الحكومات الغربية. وبدا كيسنجر قلقا من وجهة النظر التي يحملها حول روابط الصداقة بين أعضاء الحكومة البريطانية وحزب العمال مع القادة الاسرائيليين، ومن قلقه ذاك يرى أن عليك أن تمتلك كل الحقائق في ضوء سحب الدخان هذه التي يصنعها الاسرائيليون.

3 ـ مضى كيسنجر بعد ذلك ليعطيني ملامح مفاوضاته مصحوبة بتفاصيل في بعض تبادله الماضي لوجهات النظر مع المصريين والإسرائيليين، على قواعد شعر معها بما يكفي من المبررات لمحاولة اتفاقية فض اشتباك ثانية، وسأرسل لك المزيد حول هذا بالحقيبة الدبلوماسية.

4 ـ النقاط الرئيسية كانت:

1) ظل كل من كيسنجر والرئيس فورد ومنذ يوليو الماضي، وعلى مدى مناسبات كثيرة، (أطلعني على ورقة ترصد على الأقل نحو 20 من تلك المحادثات)، يخبران الاسرائيليين بأنه لا مكان لاحتمال تحت كل الظروف للحصول على موقف معلن من المصريين لجهة إعلان إنهاء حالة الحرب بالصورة التي يبحثون عنها، وأن انسحابهم من الممرات وحقول النفط سيكون شرطا ضروريا لأي اتفاق. ويقول كيسنجر إنه تلقى كل سبب يدفعه للاعتقاد بأن الاسرائيليين قد تفهموا ذلك، وأنهم راغبون في ان يمضي بالتفاوض من وجهة نظر الوصول لاتفاق. وفي حقيقة الأمر فقد دعاه رابين أن يبني رحلة الاتفاق على مرحلتين هما: الزيارة الاستكشافية في فبراير وهي مصممة لتنوير مجلس الوزراء الاسرائيلي بالحقائق لتليها عملية التفاوض ذاتها، فيما اعتقد السادات أن إطلاق المفاوضات بهذا السيناريو كان خطأ، ويقول كيسنجر أن السادات كان على صواب.

2) لم يقدم الاسرائيليون لكيسنجر في أية لحظة وعلى مدى مفاوضات الأسبوعين خريطة تحمل خطوطا للانسحاب يجدون أنفسهم مستعدين لتقديمها للمصريين، وذلك أمر جعل الأمور صعبة للسادات وجنرالاته، في مقابل أن السادات، ومن وجهة نظر كيسنجر، أشبع تماما مطالب الاسرائيليين بإعلان عن إنهاء حالة الحرب بتعهد مكتوب، يتم توقيعه من قبل العسكريين المصريين وممثلي البعثات الدبلوماسية، مع فقرة في التعهد تحدد بأن هذا التعهد سيبقى نافذا إذا لم يتم تجاوزه باتفاقية أخرى، وذلك أمر يجعل تعهد إنهاء حالة الحرب في حقيقته دائما، بل ان السادات عرض تمديده ليشمل كل الشرق الأوسط .

3) السادات كان راغبا كذلك في الموافقة على:

(أ) حل سلمي لكل الخلافات بين مصر واسرائيل.

(ب) منع تصعيد النشاط العسكري

(ج) التجديد السنوى لوجود قوات الأمم المتحدة.

(د) تسكين الحملات على اسرائيل في الإعلام العام.

(هـ) حرية المرور عبر القناة وباب المندب (ز) تخفيف المقاطعة الاقتصادية لتشمل في مراحلها الأولية المؤسسات الأميركية .

(ح) تكوين مفوضية مصرية اسرائيلية مشتركة تحت اشراف الأمم المتحدة لمعالجة أية مصاعب ومشاكل يمكن أن تنشأ.

4) وبرغم هذه التنازلات ظل الاسرائيليون يصرون على إعلان رسمي بإنهاء حالة الحرب فيما أبدوا استعدادهم فقط لانسحاب نصفي من الممرات واستخداما مقيدا في أبورديس فيما يظلون على الاحتفاظ بسيطرة اسرائيل الساحل المؤدي لحقول النفط ؟

5) ليس صحيحا كما زعم آلون في رسالته، أن استعداد المصريين لتقديم التنازلات لإسرائيل سيكون أقل بكثير مما كان مفترضا قبل أن تبدأ المفاوضات. بل على العكس، كيسنجر كان مندهشا لمدى التنازلات التي كشف السادات عنها النقاب خلال المفاوضات، فيما قاده ذلك الى فرض هيمنته على جنرالاته الناقمين عدة مرات .

6) النص المتعلق بثلاثة تنازلات في رسالة آلون، التي أفاض فيها كثيرا، الحقيقة أن تلك التنازلات جاءت فقط بعد أن انهارت المفاوضات. وليس صحيحا أن كيسنجر قال إنه على استعداد للعودة الى أسوان وتحديد تلك العروض على الخريطة، فيما ليس بالصحيح أيضا أن إجابة السادات كانت رفضا كليا، فيما لم يكن هناك، وفي أية لحظة، تحرك حقيقي من الاسرائيليين، فحين عرض عليهم تنازلات إضافية حول إنهاء حالة الحرب، تسمر الاسرائيليون عند شروط انسحابهم، وحين قدمت لهم التنازلات على الأرض جدد الاسرائيليون مطالبهم حول شرط الإعلان الرسمي بإنهاء حالة الحرب .

7) الرئيس (الإشارة للرئيس الأميركي جيرالد فورد.. الإيضاح من «الشرق الأوسط»)، أرسل هذه الرسالة القاسية للاسرائيليين، فقط في ضوء معرفة أن المفاوضات كانت قد انهارت أصلا، وليس للتأثير على المفاوضات. والرسالة التي أطلعني كيسنجر على نسخة منها، احتوت على لغة قوية.

8) كيسنجر شدد على أن معظم ما قال له لي ليس معروفا خارج المكتب الذي استقبلني فيه، وبوضع هذه الملحوظة في الذهن، هل أترك لك الشأن لتقرر في مدى تعميم أكثر لهذه الرسالة .

9 – أنظر my 2ifts.

* توقيع رامسبوثام السفيرـ واشنطن