دراسة أكاديمية: خطة من 3 مراحل لتحويل البنك التقليدي إلى إسلامي

دعت لتحويل الفروع إلى مراكز إدارية متخصصة

TT

أوصت دراسة أكاديمية بحثية بإعداد خطة زمنية متعددة المراحل عند رغبة البنوك التقليدية التحول جزئيا أو كليا لتقديم المصرفية الإسلامية. ووضعت الدراسة عدة إرشادات لهذه التوصية يجب أخذها في الاعتبار قبل وأثناء عملية التحول، أهمها أن تسند مهمة تحويل الفروع التقليدية إلى إدارة مركزية متخصصة تحت اسم إدارة المعاملات الإسلامية أو إدارة الخدمات المصرفية الإسلامية، وتكون مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ وتقييم عملية التحول، بدلا من إسنادها إلى احد إدارات البنك التقليدية في المركز الرئيسي.

كما تضمنت توصيات الدراسة التي أعدها مصطفى ابراهيم محمد مصطفى لنيل درجة الماجستير حول (تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية الإسلامية)، أن يبدأ تاريخ تحويل الفرع التقليدي إلى فرع إسلامي مع بداية السنة المالية للبنك، وأن يكون التحول في الفروع التي تقع جغرافيا في مناطق، يفضل معظم عملائها المصرفية الإسلامية عن التقليدية.

كما يفضل البدء بتحويل الفروع صغيرة الحجم أولا، وتأجيل الفروع المتوسطة والكبيرة إلى مرحلة لاحقة بعد التأكد من نجاح الفروع المحولة، مع ضرورة استطلاع رأى السلطات الرقابية قبل الدخول في تفاصيل خطة التحول، وتكوين فريق التحول من الأشخاص المؤمنين بفكرة المصرفية الإسلامية والداعمين لها.

وتضمنت التوصيات أن يتم اعتماد مبدأ التحول كهدف استراتيجي للبنك، ويكون التوسع في التحول، كلما كان محققا لمصالح البنك وعملائه معا، وأن يكون هناك تنسيق تام بين إدارة الخدمات المصرفية الإسلامية ـ المسؤولة على تنفيذ خطة التحول بالبنك ـ وبين باقي الإدارات التي لها علاقة مباشرة بالتحول.

وخلصت الدراسة إلى أن تقسيم خطة تحويل فرع تقليدي ليصبح فرع إسلامي إلى ثلاثة مراحل، هي: مرحلة تحليل وتقييم الوضع الحالي للفرع المراد تحويله، ومرحلة تطبيق إجراءات خطة التحول من أنشطة ومهام، ومرحلة المتابعة وتقييم النتائج أثناء التطبيق وبعد الانتهاء من إجراءات التحويل.

وقدم الباحث مصطفى ابراهيم شرح تفصيلي لإجراءات تنفيذ المرحلة الأولى للتحول والتي تبدأ من جمع بيانات الفرع، وتحليل هذه البيانات، وإعداد الخطة لهذه المرحلة. فيما تتضمن إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية الإعلان عن التوجه الإسلامي للفرع عن طريق إبلاغ العملاء بتاريخ تحول الفرع إلى فرع إسلامي، وتوزيع النشرات الإعلامية بالمنتجات المصرفية الإسلامية وتوفيرها بالفرع، وتغيير لوحة الفرع الخارجية لتحمل شعار الفرع الإسلامي وغيرها من الإجراءات.

كما تشمل إجراءات التحول في هذه المرحلة تدريب وتطوير الموظفين، وإجراءات تطويع الأنظمة التقنية بما يتوافق مع متطلبات المصرفية الإسلامية، وتعديل الأنظمة المحاسبية بما يتوافق مع متطلبات المصرفية الإسلامية، وإجراءات صيانة وتجهيز الفرع المحول.

وخلال المرحلة الثالثة والأخيرة من خطة التحول، فأكد الباحث أنه يجب أن تشمل مراجعة وتقييم التقارير الواردة من الجهات المختلفة في البنك، وعمل زيارات ميدانية دورية للفروع المحولة أثناء وبعد تطبيق خطة التحول للتأكد من سير عملية التحول مع الالتزام التام بالضوابط الرقابية خلال هذه الفترة.

واقترحت الدراسة جدولا زمنيا لتحويل فرع تقليدي لفرع إسلامي وهي سنة مالية، على أن تكون الثلاثة أشهر الأولى منها للإعداد والتحضير، وتنفيذ خطة التحول والتي تستغرق مدة ثلاثة أشهر، والمتابعة والتقييم والتي تستغرق مدة ثلاثة اشهر أخرى، على أن يتخلل هذه الشهور تقييم بين كل فترة وأخرى لمدة شهر كامل بعد كل فترة زمنية.

وكانت فرضيات الدراسة التي ناقشها الباحث في قسم الاقتصاد الإسلامي في الجامعة الأمريكية المفتوحة في القاهرة، قد ركزت على ارتباط التوسع في تقديم البنوك التقليدية للمنتجات المصرفية الإسلامية برغبة العملاء في الحصول على هذه المنتجات، وتعدد دوافع إقدام البنوك التقليدية على التحول نحو العمل المصرفي الإسلامي، وتعدد آثار تحول البنوك التقليدية نحو العمل المصرفي الإسلامي متخذي قرار التحول إلى أطراف عديدة.

وهدفت الدراسة إلى دراسة وتقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية الإسلامية، والمعوقات التي تواجه البنوك التقليدية عند تحولها للمصرفية الإسلامية، واقتراح الحلول الملائمة للقضاء أو الحد من هذه المعوقات. وعرفت الدراسة المصرف الإسلامي بأنه مؤسسة مالية تقوم بدور الوساطة المالية بين فئتي الفائض والعجز المالي، وفقا لآلية المشاركة في الربح والخسارة المبنية على أحكام عقد المضاربة الشرعية وقاعدة الغنم بالغرم. وتستمد المصارف الإسلامية مشروعيتها من التزامها بأحكام الشريعة الإسلامية في كافة تعاملاتها المصرفية والاستثمارية، ومن أهمها عدم التعامل بالفائدة المصرفية التي هي من الربا المحرم، والمشاركة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.