استعرض الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الهيئة الشرعية لبنك الجزيرة، قصة تحول البنك للعمل وفق الشريعة الإسلامية، قبل نحو عشرة أعوام، والتي صادفتها أعمال شاقة وانتقادات من بعض المصارف التقليدية.
وقال الشيخ المنيع إن الهيئة الشرعية، عندما بدأت العمل كان البنك على وشك الإفلاس وقيمة السهم 109 ريالات (قبل التقسيم)، وكان العائد في السابق 30 مليون ريال، ليصل العائد في العام الماضي إلى 2.5 مليار ريال، وأصبح البنك قوة مالية منافسة.
وبين الشيخ المنيع خلال حفل لبنك الجيزة نظم الأسبوع الماضي، أن المصرفية الإسلامية أصبحت اليوم حقيقة وليست خيالا، وأنهم قابلوا من كان يسخر منهم باستخدام «إذن من عجين وأخرى من طين»، موضحا أن الذين انتقدوا هذا التوجه عادوا للأخذ بالمصرفية الإسلامية كمبدأ نحو تحويل المصارف التقليدية إلى إسلامية، وأن التوجه العالمي نحوها ليس حبا في الإسلام، وإنما لعدالة الاقتصاد الإسلامي.
وأضاف المنيع الذي كان يتحدث أمام عدد كبير من عملاء بنك الجزيرة، أن الهيئة الشرعية في البنك اجتمعت مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، وتبين لها بعد دراسة مستفيضة لجميع العمليات التي يقوم عليها البنك، أنه أصبح بنكا إسلاميا يتمتع بجميع خصائص البنوك الإسلامية، وبالتالي «فإن شراء أو تملك أو بيع سهم البنك جائز وحلال».
ولم ينس الشيخ المنيع الإشارة إلى عملاء البنك، وأن وقوفهم معه كان أحد أهم أسباب عودة البنك للوقوف بقوة في صناعة المصرفية الإسلامية، مشيرا إلى أن أسهم البنك الآن أصبحت حلالا 100 في المائة، ويجوز شراؤها وتملكها وتداولها.
وأوضح المنيع أن البنوك السعودية فضلت التدرج في التحول إلى المصرفية الإسلامية وجميعها ماضية الآن في التحول وتختلف درجة سرعتها من بنك إلى آخر بحسب حرص مسؤولي البنك نفسه، كما هو الحال في سرعة تحول البنك الأهلي والتي وصلت فروعه التي تقدم خدمات المصرفية الإسلامية إلى 264 فرعا في السعودية.
وأشار رئيس الهيئة الشرعية في بنك الجزيرة إلى أن حجم الاستثمار في المصرفية الإسلامية في السعودية، بلغ 65 في المائة من حجم التعاملات المصرفية، فيما بلغت نسبة فروع البنوك المصرفية الإسلامية التابعة للبنوك نحو 75 في المائة.
من جهته قال الدكتور محمد بن سعيد الغامدي رئيس مجموعة الخدمات المصرفية الإسلامية ومقرر الهيئة الشرعية في بنك الجزيرة، إن تبني البنك استراتيجيته في التميز بتقديم وتطوير خدمات ومنتجات مصرفية حديثة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، شجعته للاستمرار في تطوير المنتجات والخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية لتوفير المزيد من فرص الاستثمار والتمويل المتوافقة مع أحكام الشريعة وتلبية لرغبات العديد من العملاء.