الأمين التنفيذي للإسكوا لـ«الشرق الأوسط»: الصكوك الإسلامية ساهمت في مشاريع تمويلية وصلت إلى 63 مليار دولار

بدر عمر الدفع: المصارف الإسلامية قدمت خدمات لم تكن متوفرة

بدر عمر الدفع («الشرق الاوسط»)
TT

أوضح بدر عمر الدفع، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأمين التنفيذي للإسكوا ESCWA (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا)، أن المصارف الإسلامية تقدم العديد من الخدمات التي كانت غير متوفرة من قبل للمستثمرين، مشيرا إلى أن الصكوك الإسلامية لعبت أخيرا دورا بارزا في تمويل التنمية، وأنه وصل حجم الموارد المقدمة لتمويل مشاريع تنموية في العالم العربي خلال الفترة 2001 ـ 2007 إلى63 مليار دولار. واعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في حواره مع «الشرق الأوسط» في الرياض، أن الصناديق الاستثمارية الإسلامية مصدرا مهما لتمويل التنمية خاصة بعد نمو سوق هذه الصناديق بشكل كبير في الفترة الأخيرة لتصل إلى حوالي 300 مليار دولار. كما أكد الأمين التنفيذي للإسكوا أنه يمكن لمؤسسات التمويل الإسلامية أن تلعب دورا مهما وحيويا لدعم رأس مال المخاطر (venture capital) في المنطقة من أجل التنمية خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تواجه صعوبات للحصول على قروض من المصارف التقليدية، وقد ارتفعت قيمة الرأسمال الناتجة عن رأس مال المخاطر بالعالم العربي من 4.3 مليار دولار عام 2005 إلى 6 مليار دولار عام 2006 أي ارتفاع بنسبة 40 في المائة. إلى التفاصيل:

* ما هي اللجان الإقليمية التابعة للأمم المتحدة في العالم؟

ـ هناك خمس لجان إقليمية تابعة للأمم المتحدة تشمل كلا من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا ESCWA)، ومقرها بيروت وتتألف من 13 عضو وهي الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن، والجمهورية العربية السورية، والعراق، وفلسطين، ولبنان، وجمهورية مصر العربية واليمن.

وهناك اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ECLAC، ومقرَها سنتياغو ـ شيلي، بالإضافة إلى اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ESCAP، ومقرَها بانكوك ـ تايلاند.

وكذلك اللجنة الاقتصادية لأفريقيا ECA ، ومقرها أديس أبابا ـ أثيوبيا، وأخيرا اللجنة الاقتصادية لأوروبا ECE، ومقرها جنيف ـ سويسرا.

* ما هو الدور الذي تقوم به الإسكوا؟

ـ تساعد الإسكوا الدول الأعضاء في مجالي الاقتصاد والاجتماع من أجل تحقيق التنمية المستدامة بالإضافة إلى الإسراع في تحقيق التكامل الإقليمي العربي، وتتولى هذه المهمة إدارات عدة ومنها إدارة العولمة والتكامل الإقليمي وإدارة التنمية المستدامة والإنتاجية بالإضافة إلى إدارة التحليل الاقتصادي وإدارة التنمية الاجتماعية بجانب إدارة تخطيط البرامج والتعاون الفني وإدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما أن هناك إدارات لمركز المرأة والإحصاء انفصلا عن إدارة وحدة القضايا الطارئة والنزاعات. ولكل من هذه الإدارات دور محدد يصب نحو النمو والتكامل الإقليمي في المنطقة.

* أليس غريبا أن تنظم الإسكوا منتدى حول دور المؤسسات المالية الإسلامية في تمويل التنمية؟

ـ الحقيقة يعد تمويل التنمية من الأهداف الرئيسية للإسكوا وذلك من أجل تحقيق مستوى أفضل من النمو الاقتصادي في العالم العربي. ونظراً لأهمية مؤسسات التمويل الإسلامية كمصدر من المصادر الرئيسة والواعدة لتمويل التنمية في العالم العربي والإسلامي، لذا كان من الضروري تنظيم ملتقى إقليمي حول دور المؤسسات المالية الإسلامية في تمويل التنمية في الفترة 5 ـ 6 أيلول/سبتمبر 2007 في المنامة، بمملكة البحرين بالتعاون مع مصرف البحرين المركزي.

* هل وجدت دعوة الإسكوا لعقد هذا الملتقى الاستجابة المتوقعة من المؤسسات المالية الإسلامية؟

ـ بالتأكيد الإجابة نعم، والدليل على ذلك هو الدعم المالي الذي تلقاه الملتقى من قبل 6 مؤسسات مالية كبرى في المنطقة ومشاركة 350 خبيراً مالياً ومصرفياً من مختلف أنحاء العالم ومشاركة منظمات دولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية ووفود حكومية من 14 دولة عربية.

* وما هو الدور الفني الذي لعبته الإسكوا لإنجاح هذا الملتقى؟

ـ قام فريق عمل التكامل الإقليمي وتمويل التنمية بالإسكوا بإعداد برنامج عمل الملتقى، وقدمت الإسكوا عددا من الدراسات خلال هذا الملتقى الهام حول دور الصكوك في تمويل التنمية الاقتصادية ودور المؤسسات المالية الإسلامية في تمويل التنمية في الدول الأعضاء في الإسكوا، ودور الصناديق الاستثمارية في تمويل التنمية في الدول العربية. كذلك شارك فريق عمل الإسكوا في إعداد التقرير النهائي للملتقى وتوزيعه على كافة المشاركين.

* ما هي أهم التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى؟

ـ تم التوصل خلال الملتقى إلى مجموعة من التوصيات كان أهمها أنه على الإسكوا متابعة الجهود المبذولة في مجال التنمية الاقتصادية والإنمائية وزيادة التعاون مع المنظمات الإقليمية الداعمة للمؤسسات المالية الإسلامية مثل البنك الإسلامي للتنمية والمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية من أجل ضمان التعاون الهداف وتبادل المعلومات، كذلك وافق المشاركون على اقتراح الإسكوا الذي يدعوا إلى تشكيل مجلس مخصص لكبار رجال الأعمال في غرب آسيا لدعم النشاطات والمبادرات المختلفة التي تقوم بها المنظمات المتعددة الأطراف. وقد يكلف هذا المجلس بإقامة حوار أوسع مع شخصيات بارزة في المنطقة من أجل تحسين فعالية المؤسسات وتشجيع التنمية الاقتصادية بهدف رفع معدلات النمو الاقتصادي بالعالم العربي وخلق فرص عمل جديدة للشباب وبالتالي خفض معدلات الفقر.

* كيف سيتم تفعيل هذه التوصيات؟ ـ ستقدم هذه التوصيات في الاجتماع التحضيري الإقليمي للدول الأعضاء في الإسكوا حول التقدم المحرز في تطبيق توافق آراء مونتيري المتوقع عقده في الربع الأول من عام 2008 ببيروت وبمشاركة كافة الدول الأعضاء، ويهدف هدا الاجتماع إلى إعداد الدول الأعضاء للاجتماع الدولي الثاني حول تمويل التنمية الذي سيعقد في الدوحة بدولة قطر في النصف الثاني من عام 2008، والمنظم من قبل الأمم المتحدة وسيشارك في المؤتمر رؤساء الدول والحكومات.

* ما هي أدوات التمويل التي تقدمها المؤسسات المالية الإسلامية والمستخدمة في تمويل التنمية؟

ـ تقدم المصارف الإسلامية العديد من الخدمات التي كانت غير متوفرة من قبل للمستثمرين. فقد لعبت الصكوك الإسلامية مؤخرا دورا بارزا في تمويل التنمية، وقد وصل حجم الموارد المقدمة لتمويل مشاريع تنموية في العالم العربي خلال الفترة 2001 ـ 2007 إلى 63 مليار دولار. إضافة إلى ذلك، تعتبر الصناديق الاستثمارية الإسلامية مصدرا مهما لتمويل التنمية، وقد نمت سوق هذه الصناديق بشكل كبير في الفترة الأخيرة لتصل إلى حوالي 300 مليار دولار. كما يمكن لمؤسسات التمويل الإسلامية لعب دور هام وحيوي لدعم رأسمال المخاطر (venture capital) في المنطقة من أجل التنمية، خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تواجه صعوبات للحصول على قروض من المصارف التقليدية، وقد ارتفعت قيمة رأس المال الناتجة عن رأس مال المخاطر بالعالم العربي من 4.3 مليار دولار عام 2005 إلى 6 مليارات دولار عام 2006 أي ارتفاع بنسبة 40 في المائة.

* ما هي التحديات التي تعيق الدور التمويلي للمؤسسات المالية الإسلامية؟

ـ تواجه المؤسسات المالية الإسلامية عدة صعوبات. فمن ناحية الصكوك مثلا، تتجه حوالي 49 في المائة من التمويلات في دول مجلس التعاون الخليجي إلى قطاع التشييد والبناء، كما أن بعض الصكوك يتطلب الاكتتاب فيها مليون دولار، وبالتالي يحول دون مشاركة شريحة كبيرة من المستثمرين. أما بالنسبة لرأس مال المخاطر، فإن منطقة الإسكوا تواجه تحديات عدة مثل ضعف الاستثمارات في مجال البحث والتنمية، إضافة إلى التقدم البطيء في الخصخصة وضعف الجودة الإدارية والخبرة في مجال رأس مال المخاطر.

* وماذا بعد هذا الملتقى؟

ـ بعد النجاح الكبير للمتقى المنعقد قي مملكة البحرين، تقوم الإسكوا حاليا بالإعداد لمؤتمر دولي حول دور المصارف الاستثمارية والصناديق العربية في تمويل التنمية وذلك في شهر تشرين الأول/أكتوبر لعام 2008، وسيمول هذا الملتقى من خارج الميزانية الاعتيادية للإسكوا، وسيهدف المؤتمر إلي إبراز الصورة الحقيقية للدور الإيجابي الذي تقوم به مؤسسات التمويل العربية في دعم التنمية بالدول النامية داخل وخارج العالم العربي، وتتطلع الإسكوا مجدداً إلى التعاون الحثيث مع شركاء استراتيجيين من داخل المنطقة العربية للإعداد لهذا المؤتمر الهام.