الصيرفة الإسلامية بحاجة لمركز معلومات

لاحم الناصر

TT

تواجهني في كثير من الأحيان صعوبة كبيرة في الوصول للمعلومات المتعلقة بالصيرفة الإسلامية سواء فيما يتعلق بالأرقام والإحصاءات أو البيانات الأخرى مثل صناديق الاستثمار الإسلامية أو المصارف الإسلامية حول العالم وشركات التأمين التكافلي وغيرها من المؤسسات المالية التي تندرج تحت هذه الصناعة أو تقدم منتجاتها، والمعلومات المتعلقة بالهيئات الشرعية وأعضائها، إضافة إلى ان الكثير من الأرقام المتعلقة بهذه الصناعة تفتقد للمصداقية، حيث تختلف هذه الأرقام من تقرير إلى آخر وفقا للجهة المصدرة، فلا تكاد تجد تقريرا يتطابق مع الآخر في الأرقام حتى ان نسبة نمو هذه الصناعة التي تقدر بين 20% إلى 15% سنويا لا يمكن التحقق من صحتها، بل إن بعض المعلومات المنشورة حول هذه الصناعة في بعض الدوريات أو المجلات تكون خاطئة مائة بالمائة مثل القول بأن القطاع المصرفي في السعودية لا يقدم سوى الخدمات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وقد اطلعت على تقرير في دورية تعنى بهذه الصناعة ذكر ان القطاع المصرفي في تركيا إسلامي مائة بالمائة فذهلت لجسامة الخطأ مع إمكانية الوصول للمعلومة بكل دقة عن طريق الموقع الرسمي للبنك المركزي التركي. ولكنها الاتكالية في النقل مع عدم الحرص على التثبت من صحة المعلومة مما يدلك على ضعف هذه التقارير وبالتالي عدم الوثوق بها.

ولعل نقص المعلومات حول هذه الصناعة، وهذا التناقض في الأرقام الذي يصل إلى حد العبثية، هما نتاج عدم وجود مركز معلومات لهذه الصناعة مبني وفق الأسس والاشتراطات التي يجب ان تتوفر لمثل هذه المراكز، فجميع المراكز والمؤسسات الموجودة التي تقدم مثل هذه الخدمة لا ترقى إلى مرتبة مركز معلومات، إضافة إلى ما تعانيه صناعة الصيرفة الإسلامية في بعض الدول من ضعف في الإفصاح والشفافية المتعلقة بهذه الصناعة. ففي دولة مثل المملكة العربية السعودية التي تشكل عمليات الصيرفة الإسلامية فيها حوالي 64% من إجمالي عملياتها المصرفية لا تجد أي بيانات أو معلومات عن هذه الصناعة صادرة عن مؤسسة النقد العربي السعودي، وهي الجهة المخولة بالإشراف على القطاع المصرفي والتأميني، وبالتالي فكل التقارير الصادرة عن حجم هذه الصناعة ونسبة نموها في المملكة العربية السعودية هي مجرد أرقام لا يمكن التحقق من صحتها حيث ان من يملك البيانات لم يفصح عنها. لقد أصبح جمع البيانات وتوفيرها صناعة تدر أرباحا طائلة في هذا العصر، حيث ان من يملك المعلومة الصحيحة يملك القرار الصحيح، وبالتالي فالجميع يسعى للحصول على هذه المعلومة ولا يتردد في الدفع مقابل الحصول عليها، لذا فإن إنشاء مركز معلومات يختص بصناعة الصيرفة الإسلامية أصبح أمرا ملحا لمسيس الحاجة إليه مع تحقق جدواه الاقتصادية، واقترح ان يعنى المركز بتوفير ما يلي :

ـ بيانات المؤسسات المالية الإسلامية والمؤسسات التقليدية التي لديها نوافذ إسلامية أو تبيع منتجات إسلامية.

ـ بيانات أعضاء الهيئات الشرعية وخبراء الصيرفة الإسلامية.

ـ بيانات عن صناديق الاستثمار الإسلامية تحتوي على اسم الصندوق ومديره ورأس ماله وقيمة الوحدة ونسبة النمو والموقع الالكتروني للصندوق مع إمكانية المقارنة بين أداء مختلف الصناديق. ـ بيانات عن الصكوك الإسلامية حول العالم من حيث المصدر ومكان الإصدار والإدراج وكمية الإصدار ونوعه وقيمته الدفترية والحالية.

ـ بيانات عن جميع منتجات الصيرفة الإسلامية حول العالم كبطاقات الائتمان والتمويل والمشتقات. ـ بيانات مؤسسات الصيرفة الإسلامية المساندة مثل مجلس الخدمات المالية الإسلامية وغيره من المؤسسات المساندة.

ـ بيانات المؤسسات الأكاديمية التي تقدم برامج تتعلق بهذه الصناعة مثل هارفرد وجامعة نورث كارولاينا وغيرهما من المؤسسات الأكاديمية. ـ الرسائل العلمية والتقارير والدراسات والأبحاث وأوراق العمل التي تتعلق بصناعة الصيرفة الإسلامية.

ـ الفتاوى والقرارات الفقهية الصادرة عن مختلف الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية المتعلقة بهذه الصناعة.

ـ الكتب والدوريات والمجلات المتعلقة بهذه الصناعة.

ـ تسجيلات للبرامج التلفزيونية والتقارير الإخبارية والمؤتمرات الخاصة بهذه الصناعة.

ـ بيانات مؤتمرات الصيرفة الإسلامية حول العالم.

ـ إصدار تقارير ربع سنوية عن صناعة الصيرفة الإسلامية ككل وعن كل دولة ناشطة في هذا المجال على حدة.

* مستشار في المصرفية الإسلامية [email protected]