تستضيف بيروت في الواحد والثلاثين من الشهر الجاري «منتدى الصيرفة الإسلامية» الذي ينظم لأول مرة في لبنان تحت عنوان «التوسع في الأسواق المالية». ويناقش المنتدى عدداً من الموضوعات، من أهمها الدين والأدوات المالية القائمة عليه، والذي يشخص الانتقاد الذي يوجه للنظام المصرفي الإسلامي وصناعة التمويل الإسلامي، الذي كان يرتكز على تقديم أدوات مالية تقلد الهيكليات الائتمانية القائمة في أنظمة التمويل التقليدية بدلاً من التركيز على استحداث أدوات تقوم على المشاركة في الأرباح والخسائر. ويناقش المنتدى الدور النظري للدين والابتكار بالنسبة للأدوات المالية القائمة على الدين، من خلال دوره وتأثيره، والمعاملات القائمة عليه أو على البيع في الاقتصاد الإسلامي، ومقارنته بالاقتصاد التقليدي، ووجهة النظر القانونية الإسلامية فيما يتعلق به، من خلال الأدوات المالية القائمة على الدين أو البيع، والأدوات المالية للمستهلكين، أو للمؤسسات القائمة على العمليتين، سواء الدين أو البيع.
وقال عدنان أحمد يوسف، رئيس اتحاد المصارف العربية، إن المنتدى سيناقش الملكية والأدوات المالية القائمة على الملكية، وأهمية مبدأ المشاركة في الأرباح في النظام المالي الإسلامي الذي كان موضوعاً مطروحاً للنقاش منذ السنوات الأولى في صناعة التمويل الإسلامي. وسيقومُ المنتدى بدراسة وجهات النظر القانونية والاقتصادية فيما يتعلق بالملكية، إضافة إلى التركيز تحديداً على محاولات استحداث أدوات مالية جديدة قائمة على الملكية. وأضاف يوسف أن المنتدى الذي سيفتتحه محافظ البنك المركزي اللبناني وسيعقد مقارنات اقتصادية بين مفهومي الدين والملكية، بما في ذلك المخاوف حول توزيع الموارد المالية، ووجهة نظر الشريعة الإسلامية حول ذلك، والتنظيم والرقابة. وسيتم التطرق إلى المتغيرات في صناعة التمويل الإسلامي، إلى جانب دعم الجهود الرامية إلى الدخول في مشاريع البنية التحتية بلبنان من خلال مؤسسات التمويل الإسلامي، وتحليل تلك التغيرات على اعتبار أن المصرفية الإسلامية حديثة عهد بلبنان، ولم تدخل البنوك الإسلامية هناك إلا من 15 عاما من خلال بنك البركة.
ومن المتوقع أن يحضر المؤتمرَ عدد من محافظي البنوك المركزية ورؤساء البنوك الإسلامية، خاصة أنه يحظى برعاية من اتحاد المصارف الإسلامية الذي يضم في عضويته العديد من البنوك العربية والإسلامية. يشار إلى أن اتحاد المصارف العربية عمد خلال العامين الماضيين إلى توسع نشاطه، والتوجه إلى فتح أبواب جديدة من التعاون مع دول شرق آسيا كالهند والصين، بالإضافة إلى دعم التوجهات المحلية والعالمية لصناعة التمويل الإسلامي، مع تبوؤ عدنان يوسف رئاسة الاتحاد، وهو الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية الإسلامية التي تتخذ من البحرين مقراً لها.