ندوة «البركة» تناقش تفعيل الهيئات الشرعية في البنوك الإسلامية

إضافة إلى «شراء الدين» و«المشتقات الإسلامية»

TT

يناقش علماء وفقهاء وخبراء في الاقتصاد الإسلامي في السادس من أيلول (سبتمبر) المقبل من خلال ندوة فقهية، عدد من القضايا ذات الشأن المصرفي، والتي تبرز في ساحة المصارف الإسلامية.

ومن المنتظر أن تناقش «ندوة البركة» السنوية التي تنظمها مجموعة البركة المصرفية، قضايا مهمة أبرزها دور المؤسسات المالية في تمويل المشاريع التنموية، وغيرها من المواضيع.

وقال عدنان أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، لـ«الشرق الأوسط» إن الندوة التي ستعقد في جدة تعد ملتقى شرعيا واقتصاديا، فهي تمثل محورا أساسيا يهدف إلى تطوير العمل المصرفي الإسلامي من الناحيتين الفنية والفقهية في الاقتصاد الإسلامي.

وبين يوسف أنه سيتم خلال الندوة التي تحتفل بعامها التاسع والعشرين، عرض المستجدات من الصيغ والمعاملات والأفكار على نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء و الفقهاء والمفكرين والمهتمين والباحثين في الاقتصاد والمصرفية الإسلامية والتنفيذيين ومديري المؤسسات المالية والمصرفية والوحدات المصرفية التابعة للمجموعة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وأضاف يوسف أن المحاور العلمية للندوة هذا العام تتمثل في مراعاة مقاصد الشريعة ومآلات الأفعال في العمل المصرفي الإسلامي والتحوطات البديلة عن الضمان في المشاركات والصكوك الاستثمارية وتطبيقات الوكالة والفضالة (والمرابحة العكسية) إلى جانب ضوابط إجارة الخدمات وتطبيقات الإجارة الموصوفة في الذمة وغيرها من الموضوعات والتطبيقات. وأوضح عدنان يوسف أن أحد أهم الموضوعات التي ستناقش هذا العام هو موضوع «تفعيل الهيئات الشرعية»، خاصة أن البنوك الإسلامية باتت تسجل ميزانيات ضخمة وأرباحا عالية خلال الأعوام الأخيرة، وأنها بدأت بالتوسع والانتشار من المحلية إلى الإقليمية والعالمية، الأمر الذي يستوجب تفعيل دور الهيئات الشرعية في مقابل هذا الانتشار.

كما أوضح رئيس مجموعة البركة أن هناك مواضيع لا تقل أهمية وتحظى بحديث العديد من المصرفيين، منها موضوع «شراء الدين» خاصة بعد أزمة الرهن العقاري والتي كانت المصارف الإسلامية بعيدة عنها، مشيرا إلى أن الندوة سوف تتطرق كذلك إلى موضوع «المشتقات الإسلامية». وبين يوسف أن المجموعة منذ إنشائها في بداية السبعينيات على يد روادها الأوائل سعت جاهدة نحو ترسيخ وتأصيل العمل المصرفي الإسلامي، وجعله أكثر قربا من جذوره الفقهية وأكثر التصاقا بجوهر المعاملات المالية الإسلامية، كما حرصت على الابتعاد وبالتزام قوي عن الواقع الربوي شكلا ومضمونا.

وأفاد رئيس المجموعة بأن هذا الاتجاه نال ثقة جمهور المسلمين وغيرهم، ما ساعد في نجاح نماذج العمل التي قدمتها مجموعة البركة وانتشارها وانتقالها من مرحلة الريادة إلى مرحلة أصبحت فيها مجموعة مصرفية متميزة لها مبادئها ونظمها وآلياتها وأدواتها وضوابطها ومعاييرها. وأضاف عدنان أنه في إطار توسيع نطاق المشاركة والاستفادة وزيادة التفاعل بين المشاركين فسوف يتم توفير ترجمة فورية من اللغة العربية إلى الإنجليزية والعكس، وذلك تلبية لاحتياجات قطاع عريض من المشاركين الناطقين باللغة الإنجليزية وتمكينهم من المشاركة الفعالة بآرائهم فيها. كما أضاف يوسف أنه تماشيا مع الطلب المتنامي لإصدارات المجموعة في مجال الاقتصاد والمصرفية والمعاملات الإسلامية فإنه سيتم خلال الندوة تدشين موقع مجموعة البركة المصرفية بعد إضافة إصدارات المجموعة إليه بحيث يسهل الرجوع إليها والاستفادة منها من قبل الباحثين وطلاب العلم من شتى أنحاء المعمورة.

وأكد يوسف أن مجموعة البركة المصرفية تفخر بالسبق في توفير المظلة الفكرية والإطار الشرعي الذي يقوم عليه معظم المنتجات المنتشرة في السوق المالي الإسلامي حاليا، وذلك من خلال آلية المنتدى الفقهي الذي تنظمه المجموعة سنويا ويضم ألمع العلماء في فقه المعاملات، بالإضافة إلى مجموعة من الفنيين والباحثين، مشيرا إلى أن ندوات البركة للاقتصاد الإسلامي أضحت مرجعا في الفتاوى والتوصيات الفقهية للباحثين والدارسين في الجامعات ومراكز البحوث المختلفة. وبين عدنان يوسف أنه تم تجميع فتاوى هذه الندوات في كتاب خاص باللغة العربية بعنوان «قرارات وتوصيات ندوات البركة للاقتصاد الإسلامي» وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، لافتا إلى أنه نتج عن انعقاد الندوة حتى تاريخه ما يفوق 150 فتوى وتوصية تعد بحق عماد عمل ونشاط كثير من المؤسسات المالية الإسلامية. وحول موعد ومكان الندوة الذي ظل في جدة لأعوام طويلة، أوضح عدنان يوسف أن ما يميز توقيت الاجتماع ومكانه هو التقاء العديد من الشخصيات في مكان وزمان واحد، وأنه يتم خلال الندوة اجتماعات مع أعضاء مجالس الإدارات وكذلك اجتماع لأعضاء الهيئات الشرعية، وذلك بهدف الاستفادة من تواجد هذا الكم الكبير من العلماء والمشايخ ورؤساء البنوك.

ومجموعة البركة المصرفية هي شركة مساهمة بحرينية مدرجة في بورصتي البحرين ودبي، وهي بنك إسلامي عالمي رائد حاصلة على تصنيفات ائتمانية طويلة وقصيرة الأجل من قبل مؤسسة ستاندر أند بورز العالمية. وتقدم المجموعة خدمات التجزئة المصرفية، والتجارية والاستثمارية، وكذلك خدمات الخزانة، وذلك وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية. ويبلغ رأس المال المرخص به للمجموعة 1.5 مليار دولار، وللمجموعة انتشار جغرافي واسع ممثلا في وحدات مصرفية تابعة في عشر بلدان تدير نحو 230 فرعا، في الجزائر والبحرين ومصر والأردن ولبنان وجنوب أفريقيا والسودان وتركيا وباكستان وإندونيسيا.

ودرجت المجموعة على تنظيم هذه الندوة قرابة ثلاثة عقود، حيث انعقدت ندوة البركة الأولى للاقتصاد الإسلامي في المدينة المنورة في الفترة من 17 ـ 20 رمضان 1403هـ برعاية الشيخ صالح عبد الله كامل، وبمشاركة واسعة من الفقهاء والمصرفيين والتنفيذيين. ثم توالى انعقاد ندوات البركة بين تونس والجزائر وتركيا ومكة المكرمة وجدة وغيرها.