دعوات اسكتلندية لإنشاء مؤسسات مالية إسلامية والاستثمار في الثروات الطبيعية

بهدف جذب الأموال من منطقة الخليج

TT

دعا خبير الصيرفة الاسكتلندي جون رايت إلى إنشاء مؤسسات متخصصة في التمويل الإسلامي في اسكتلندا لجذب مزيد من الاستثمارات من منطقة الشرق الأوسط. وقال رايت، الرئيسي التنفيذي الأسبق المتقاعد لبنكي يوركشير وسليديزدلي، والذي ترأّس أيضا بنك عمان الدولي لسبع سنوات، إن وجود بنك إسلامي في البلاد من شأنه «فتح الباب» أمام المستثمرين المسلمين للقيام بأعمال تجارية في اسكتلندا. وأضاف أنه من المثالي أن تكون المؤسسة المالية عبارة عن مشروع مشترك بين المجموعات الإسلامية القائمة على الصيرفة المالية ومؤسسة بنكية اسكتلندية موجودة. وقالت الحكومة الاسكتلندية إنها قد أجرت «مباحثات تمهيدية» مع المؤسسات الإسلامية حول الموضوع من خلال فرع التنمية الدولية الاسكتلندي التابع لها. تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في اسكتلندا عدد من البنوك تقدم مجموعة من الحسابات التجارية وحسابات الصيرفة بالتجزئة للمجتمع الإسلامي ولكن لا يوجد بنك مخصص للمعاملات الإسلامية. وجاءت تعليقات رايت مع إطلاق مؤتمر "اتصال" الذي تشرف عليه المؤسسة الإسلامية الاسكتلندية، وهو مؤتمر للأعمال الاسكتلندية والإسلامية من المزمع عقده في غلاسكو في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأكد الخبير الاسكتلندي إن بلاده تعد مركزا ماليا هاما، ورغم الانحسار الذي حدث في الاقتصاد مؤخرا، فإنه يجب بالفعل أن تكون لدى اسكتلندا فعالية في مجال التمويل الإسلامي، وأضاف: «إنه بالنظر إلى قدراتنا الكبيرة في خدمات التمويل، سيكون من المنطقي أن نقدم على تلك الخطوة في بلدنا». وأضاف رايت أن هناك فرصة عظيمة لإقامة روابط لبيع المنتجات وتوليد الاستثمارات من منطقة الخليج، وهو الشيء الذي لا يُستغل حتى هذه اللحظة، مبينا أن هناك عددا من الشركات الاسكتلندية الكبرى مثل مجموعة «واير» ومجموعة «وود»، ومؤسسة «أجروكو» ـ لها وجود في منطقة الخليج، ولكن هناك المئات من الشركات الأخرى الغائبة. وتابع رايت أنه في السنوات القليلة الأخيرة، كان من الواضح أن المسلمين لم يكونوا هم المهتمين الوحيدين بمبادئ الصيرفة الإسلامية. لعل الناس يبحثون، في ظل المناخ الحالي، عن بديل للبنوك العادية المعروفة. وذكر رايت أن هناك فرصة كبيرة للاستفادة من الاستثمار في شركات الطاقة المتجددة، مثل تلك المتخصصة في طاقة الرياح أو الأمواج، مشيرا إلى أن اسكتلندا تمتلك العديد من الموارد الطبيعية التي يمكنها تقديمها للمستثمرين، منوها إلى أن البيئة مسألة في غاية الأهمية بالنسبة إلى المستثمرين المسلمين الذين يوجد لديهم الكثير من الأموال التي يستطيعون استخدامها للاستثمار في هذه البيئة.

جدير بالذكر أن ممثلين عن المؤسسة الإسلامية الاسكتلندية، بما فيهم الرئيس التنفيذي أسامة سعيد، زاروا مؤخرا العاصمة الإندونيسية جاكرتا، لحضور المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، حيث أجروا اتصالات مع صناديق الثروة السيادية في ماليزيا. وقال سعيد: «تتمتع منطقة الشرق الأوسط بوجود وفرة في السيولة في صناديق الثروة السيادية. وقد أجرينا اتصالات مع رئيس صندوق الثروة السيادية في ماليزيا الذي يمكن أن يزور اسكتلندا في تشرين الأول (أكتوبر) لحضور مؤتمر (اتصال)، ومن المحتمل قيامه بأعمال تجارية. وأضاف أن اسكتلندا تتأهب للاستفادة كثيرا من ذلك عبر إنشاء هذه البوابة الاستثمارية أمام العالم الإسلامي. وقالت متحدثة باسم البنك الملكي الاسكتلندي إنه لا يوجد حاليا لدى البنك خطط لإنشاء هيئة للصيرفة الإسلامية في اسكتلندا، ولكنها أشارت إلى خدمة الرهون الحالية المتوافقة مع الشريعة التي يقدمها البنك. وأضافت: «لدينا مجموعة كاملة من المنتجات والخدمات المصرفية التي تناسب جميع العملاء واحتياجات قطاع الأعمال، بما في ذلك فريق من مديري العلاقات الذين يركزون على تلبية متطلبات العملاء المتخصصين». وذكرت مجموعة الخدمات المصرفية «لويدز» أنها تقدم مجموعة واسعة من المنتجات للمجتمع الإسلامي من خلال فرع «لويدز» تسب، ولكنها لم تعلق على احتمال إنشاء رابطة لتفعيل القدرات المالية الإسلامية في اسكتلندا.