الأزمة المالية تتسبب في تراجع أرباح بنك سبأ الإسلامي اليمني 36%

رغم كونه أول مصرف يمني ينضم لرابطة تمويل التجارة العالمية لإنجازاته المصرفية

TT

كشفت القوائم المالية لبنك سبأ الإسلامي للعام الماضي 2008، عن تراجع ملحوظ في حجم أنشطة البنك على مستوى الأرباح والعائد على الفوائد بنسبة 36 في المائة، وذلك نتيجة الأزمة المالية العالمية.

ويعتبر بنك سبأ أول بنك يمني وإسلامي يقر بتأثير تداعيات الأزمة العالمية على أنشطته، إضافة إلى تأثيرات الأوضاع الاقتصادية المحلية وما يعانيه الاقتصاد اليمني من مشكلات مزمنة ضاعف من وطأتها تراجع عائدات البلاد من العملة الصعبة بسبب انخفاض إنتاجها من النفط وتراجع أسعاره في السوق العالمية.

وكشفت الحسابات الختامية لبنك سبأ عن تراجع أرباح البنك بنسبة 36 في المائة لتنخفض من 700 مليون ريال يمني عام 2007 إلى 445 مليون ريال العام الماضي (الدولار يساوي 201 ريال يمني).

كما انخفض العائد على الودائع بالعملة اليمنية (الريال) من 13 في المائة إلى 6.5 في المائة وتبع ذلك تراجع ربح السهم الواحد إلى 82 ريالا يمنيا مقابل 157 ريالا للسهم الواحد عام 2007.

وبينت الحسابات الختامية والقوائم المالية المتداولة أيضا تراجع استثمارات البنك في قطاع العقارات خلال العام إلى 639 مليون ريال، وذلك مقارنة بـ3.2 مليار ريال عام 2007. وفي مقابل هذه التراجعات غير المسبوقة، فإن أداء بنك سبأ الإسلامي للعام الماضي سجل عددا من المؤشرات الايجابية، كان أبرزها ارتفاع أرصدة البنك لدى البنك المركزي والبنوك الأخرى إلى 47.9 مليار ريال يمني مقابل 31.8 مليار ريال عام 2007، كما ارتفع إجمالي أصول البنك إلى 129 مليار ريال، مقارنة بـ 100.7 مليار ريال عام 2007.

بالإضافة إلى رفع رأس المال من 4.8 مليار إلى أكثر من 6 مليارات ريال يمني، وذلك إنفاذا لقرار البنك المركزي اليمني برفع رأس مال البنوك العاملة في البلاد إلى ستة مليارات ريال بحلول عام 2009.

وقال مصدر مسؤول في بنك سبأ الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»، إن ما حدث من تراجع في بعض مؤشرات أداء البنك العام الماضي يعد أمرا طبيعيا في ظل الأزمة المالية العالمية التي عكست نفسها سلبا على أداء أكبر وأضخم البنوك في العالم.

وأكد المصدر أن بنك سبأ والبنوك الإسلامية الأخرى في اليمن تعد الأفضل حالا والأقل تأثرا بهذه الأزمة، كما أنها ما زالت قادرة على تجاوز تداعياتها بأقل قدر من الخسائر، بالنظر لقوة مراكزها الائتمانية وتزايد ثقة المودعين في أدائها.

وأضاف أن تضخيم وسائل الإعلام المحلية لمسألة تراجع بعض مؤشرات أداء البنك العام الماضي، أمر يعكس مساعي بعض الأوساط الاقتصادية اليمنية للتقليل من حجم النجاحات والإنجازات التي حققتها البنوك الإسلامية في اليمن خلال الأعوام الماضية، بحيث استأثرت بثلثي حصة السوق المصرفي اليمني.

واستطاع بنك سبأ الإسلامي الذي بدأ نشاطه عام 1996 تحقيق إنجازات مصرفية غير مسبوقة، فكان أول بنك يمني ينضم إلى رابطة تمويل التجارة العالمية عام 2007، من خلال مؤسسة التمويل الدولية، أحد أذرع البنك الدولي، وذلك في إطار صفقة حصلت بموجبها الشركة الإسلامية السعودية لتنمية القطاع الخاص التابعة للبنك الإسلامي للتنمية على 10 في المائة من أسهم البنك. كما حصل بنك دبي الإسلامي بموجب تلك الصفقة على 15 في المائة من مجموع أسهم بنك سبأ.

وتعمل في اليمن حاليا أربعة بنوك إسلامية، هي بنك التضامن الإسلامي الدولي، وبنك سبأ الإسلامي، والبنك الإسلامي اليمني، وبنك اليمن والبحرين الشامل. كما يعتزم عدد من البنوك التجارية اليمنية فتح نوافذ تعمل وفقا للمصرفية الإسلامية، وذلك بعد إدخال تعديلات على قانون البنوك الإسلامية في اليمن.