تعتزم جامعة سعودية تنفيذ برنامج دراسات عليا في إدارة المالية الإسلامية، تهدف من خلاله لنشر علوم المالية الإسلامية وأصول أخلاقياتها عبر الاستفادة من خلال فكر العلوم المالية التقليدية.
وقالت مسؤولة رفيعة في جامعة عفت السعودية، إن برنامج درجة الماجستير التنفيذي لإدارة المالية الإسلامية، يعد مقراً للعلماء والباحثين في مجال المالية الإسلامية وملتقى الطرق للمهتمين بالمالية الإسلامية والتقليدية.
وذكرت الدكتور إيمان محمد مديرة برامج التعليم المستمر في جامعة عفت، أن البرنامج يهدف لتسليط الضوء على أهمية نظم المالية الإسلامية؛ لكونها أهم الأدوات اللازمة لتحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي للاقتصاد المعاصر، إضافة إلى مساندة الملتحقين في البرنامج لتحقيق الدمج الأمثل ما بين أدوات المالية الإسلامية والمالية التقليدية لمواجهة تحديات الاقتصاد العالمي المعاصر لصالح كافة المؤسسات والأفراد. وأكدت سعي البرنامج لاحتضان الباحثين والباحثات وتنمية قدراتهم العملية في مجال المالية الإسلامية لتطوير المملكة بشكل خاص والمنطقة بأكملها بشكل عام؛ تشجيعاً للعالم لتبني نظم المالية الإسلامية وتعليماتها الناجعة.
وأشارت إلى وجود تعاون من خلال البرنامج مع رواد الأعمال والاقتصاد في المجتمع السعودي وكافة القادة العالميين في مجالي المالية الإسلامية والتقليدية لتحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي، إضافة للبحث في مجال المالية الإسلامية، وذلك لتحقيق نقلة نوعية محلية ودولية نحو التغيير لمنظور جديد للإدارة المالية.
وأكدت الدكتور إيمان أن الجامعة ستعمل على تنفيذ البرنامج بالشراكة مع المعهد العالي للأعمال في بيروت وكلية روتردام للإدارة في هولندا. مؤكدة أن الدراسات والتقارير الدولية تؤكد وجود نقص جلي في المهارات الإدارية مع الحاجة الماسة لكوادر ماهرة في إدارة القطاعات المالية الإسلامية المتوافقة مع الشريعة.
وأضافت بأن الجامعة تهدف لضخ الكفاءات في سوق العمل بدول الخليج، وذلك للاستفادة من الفرص المصرفية، مما يتطلب التخطيط بعناية لتجاوز مشكلة نقص الكفاءات. مشيرة إلى أن الإدارية المالية الإسلامية لم تعد حكراً، وبالتالي فإن اعتماد ممارسات الإدارة الاستراتيجية هي مفتاح النجاح في المصرفية الإسلامية.
وأوضحت مديرة برامج التعليم المستمر في جامعة عفت أن البرنامج يعتبر أول درجة علمية متخصصة في مجال الإدارة المالية الإسلامية عالمياً، وهو يركز على مهارات الإدارة المالية من خلال تقييم الأداء، وإدارة المخاطر، واتخاذ القرار، وتصل مدته إلى 15 شهراً.
يذكر أن البرنامج يدرس تقنيات الإدارة المالية الإسلامية، والأدوات اللازمة لتوسيع نطاق الاستفادة من الواقع المالي المعاصر بحسب ما ذكرته الدكتورة إيمان، التي أشارت إلى أن طلبة البرنامج يتعلمون تقييم مخاطر المالية الإسلامية، ومن ثم تقييم وسائلها التي ستمكنهم بدورها من إصدار القرار المناسب. كما يدمج البرنامج النواحي الإدارية والتقنية للإدارة المالية الإسلامية لتحقيق الفعالية المنشودة من القطاع المالي، وهو ثمرة تعاون بين المعهد العالي للأعمال، الذي يتخصص في تقديم البرامج التدريبية الإدارية المتخصصة في المالية الإسلامية، وكلية روتردام للإدارة في جامعة إراسموس، التي صُنفت ضمن كليات الأعمال العشرين الأولى في العالم لبرامجها في مجال الإدارة المالية.