إسبانيا تشهد انعقاد أول تجمع مصرفي إسلامي نظمته جامعة مدريد

سفير السعودية لـ «الشرق الأوسط» : تأسيس أقسام للتمويل الإسلامي في البنوك والجامعات الأوروبية برهان نجاح التجربة

TT

شهدت إسبانيا مؤخرا لأول مرة انعقاد تجمع مصرفي إسلامي كان مكانه بورصة العاصمة الإسبانية مدريد حيث كان مقر فعاليات المنتدى الدولي الأول للمصرفية الإسلامية الذي نظمه مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي التابع لجامعة مدريد لإدارة الأعمال بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز والبيت العربي.

وشارك في الافتتاح وزير الصناعة الإسباني ممثلا برئيس معهد التجارة الخارجية، والأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية في مدريد، وأنطونيو ثويدو رئيس بورصة مدريد، وخيما مارتين مونيوث المديرة العامة للبيت العربي، ورافاييل بوغول نائب رئيس جامعة مدريد لإدارة الأعمال والمسؤول عن العلاقات المؤسساتية فيها.

وتناول الخبراء في لقاء الطاولة المستديرة ملفا عنوانه «ما بعد الأزمة: التمويل الإسلامي في النظام المالي الجديد»، شارك فيه خبراء في علم الاقتصاد، في مقدمتهم الدكتور عمر شابرا مستشار المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية، والدكتور فرناندو فرنانديث أستاذ علم الاقتصاد في جامعة مدريد لإدارة الأعمال.

وشدد المشاركون في الطاولة المستديرة على أسباب الأزمة المالية الحادة التي تمر بها حاليا الحكومات والأسواق المالية الأوروبية وكيف يمكن للمصرفية الإسلامية المساهمة في استقرار النظام المالي، ثم تطرقوا إلى كيفية إصلاح النظم المالية والنقدية لتحاشي وقوع الأزمات في المستقبل.

وتطلع الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية في مدريد لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هذه المبادرة فاتحة لسلسلة من اللقاءات بين الفعاليات الأكاديمية والمهنية السعودية والإسبانية، خصوصا بعد الاتفاق الذي وقعته وزارة التعليم العالي السعودية مع عدة جامعات إسبانية في العام الماضي، انطلاقا من التعاون العلمي بين الطرفين للاستفادة من التجارب الناجحة وبالأخص التجربة السعودية في مجال المصرفية الإسلامية. واعتبر أن تأسيس أقسام خاصة للمصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي في أهم وأكبر المصارف العالمية يعد دليلا واضحا عن نجاح هذه التجربة والدور الرائد الذي يمكن أن تلعبه في تخطي الأزمة المالية الحادة التي يمر بها العالم والحد من وقوعها مجددا في المستقبل.

وشدد الأمير على الدور الهام الذي تلعبه جامعة الملك عبد العزيز في الاقتصاد والتمويل الإسلامي على المستويين المحلي والدولي، مضيفا أن هذه المبادرة ليست إلا جزءا من سلسلة من المبادرات الأخرى التي يأمل أن تلحقها في مجالات وقطاعات مختلفة ليس على المستوى الأكاديمي فقط وإنما على المستوى المهني أيضا.

وأنهى المنتدى أعماله بمشاركة فعاليات أخرى إسبانية وإسلامية بهدف نشر مبادئ الاقتصاد والتمويل الإسلامي في إسبانيا وأوروبا بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين قطاع الأعمال والقطاع الأكاديمي في البلدين.

يذكر أنه تم إنشاء مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي بعد اتفاقية تعاون بين جامعة الملك عبد العزيز وجامعة مدريد لإدارة الأعمال في شهر مارس (آذار) الماضي، حيث تعد جامعة مدريد من الجامعات المرموقة على المستويين الأوروبي والعالمي في مجال إدارة الأعمال، إذ حصلت عام 2009 على المرتبة الثالثة على المستوى الأوروبي والسادسة على المستوى العالمي.