مؤشرات جامعة الملك سعود للصيرفة الإسلامية

لاحم الناصر

TT

سيبادر كثير من قراء هذا المقال للبحث عن هذه المؤشرات قبل أن يكمل قراءة هذا المقال، فهل مؤشرات جامعة الملك سعود للصيرفة الإسلامية موجودة حقيقة؟ أم هي أمنية؟ المتابع لشؤون الصيرفة الإسلامية سيعرف بلا شك أنها أمنية وليست حقيقة، فليس لدى جامعة الملك سعود بعد، مؤشرات للصيرفة الإسلامية ولكنها أمنية من ضمن أمنيات كاتب هذا المقال، التي يسعى من خلالها لتطوير هذه الصناعة، ووضع المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين في أصقاع الأرض، في مكانها اللائق بها كحاضن لهذه الصناعة، ومركز من مراكزها المالية الأهم في العالم، ولا شك أن مما شجعني على الإفصاح عن هذه الأمنية عبر هذا المقال، هو ما تعيشه جامعة الملك سعود هذه الأيام من ازدهار في شتى المجالات الأكاديمية والبحثية تحت قيادة معالي الدكتور عبد الله العثمان، حيث أصبحت الجامعة، قبلة لكل باحث وأمنية لكل دارس، فاستطاعت الجامعة أن تقارع الجامعات العالمية في مجال البحث والتطوير، مما انعكس على تصنيف الجامعة العالمي، حيث دخلت ولأول مرة ضمن أفضل 400 جامعة عالمية وفقا لتصنيف جامعة شنغهاي جياو تونغ، وهو من أكثر التصنيفات قبولا على النطاق الأكاديمي، كما حصلت على المرتبة رقم 164 ضمن تصنيف ويبوماتريكس الإسباني والمرتبة 247 وفقا لتصنيف التايمز البريطاني، إن الجامعة وهي تخطو هذه الخطوات الواثقة في مجال التميز الأكاديمي والبحثي، لهي في أمس الحاجة إلى طرق أبواب من البحث العلمي لم يطرقها أحد من قبلها، بحيث تتميز بها عن بقية المؤسسات الأكاديمية في العالم فتصبح مرجعا فيها لكل باحث في هذا الشأن أو متعاط معه، ولا شك أن ما أطرحه في هذا المقال من اقتراح تبني جامعة الملك سعود لإصدار مؤشرات للصيرفة الإسلامية، مثل مؤشر الجودة الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية، ومؤشر رضا العميل عن خدمات الصيرفة الإسلامية، ومؤشر ربحية المؤسسات المالية الإسلامية، ومؤشر الأسواق المالية الإسلامية، سيساهم بلا شك في تميز الجامعة وإكسابها شهرة عالمية، نظرا لكون القطاع المالي الذي أتحدث عنه، أصبح اليوم ملء سمع وبصر العالم ومحط أنظار الأسواق المالية قاطبة، وحديث أشهر المؤسسات الإعلامية العالمية مثل «الوول ستريت جورنال» و«الفايننشال تايمز» و«الايكونوميست» و«فوربس» و«تومسون رويترز»، ولا أدل على أهمية هذه الصناعة وقوة تأثيرها في الأسواق من أن كبريات مزودي البيانات المالية كـ«تومسون رويترز» و«داو جونز» قد أنشأت أقساما خاصة لها، كما تبنت جامعة هارفرد مؤتمرا سنويا للصيرفة الإسلامية بلغ دورته التاسعة هذا العام.

إن إفصاحي عن هذه الأمنية في هذا الوقت بالذات، يعبر عن ثقتي الكاملة في أنها ستجد بإذن الله أذنا مصغية وقلبا واعيا، لدن معالي الدكتور عبد الله العثمان الذي لا يألو جهدا في إكساب الجامعة كل ما يميزها ويضعها على قدم المساواة مع الجامعات العالمية العريقة.

إن قيام الجامعة بإصدار مؤشرات للصيرفة الإسلامية، لن يكون بدعا في المجال الأكاديمي، حيث يوجد اليوم الكثير من المؤشرات المالية والاقتصادية التي تصدرها الجامعات العالمية، لعل أشهرها في هذا المجال ما تصدره جامعة ميتشغن من مؤشرات لثقة المستهلك الأميركي ومؤشر توقعات التضخم، التي أصبح الكثير من المستثمرين ينتظرون صدورها لتوقف قراراتهم الاستثمارية على نتائجها، وكما هي الحال مع مؤشرات جامعة ميتشغن، ستكون مؤشرات جامعة الملك سعود للصيرفة الإسلامية في حال صدورها بإذن الله، عاملا مؤثرا في الأسواق المالية نظرا لما تتمتع به الجامعة من مصداقية عالية لدى العملاء والمستثمرين.

* مستشار في المصرفية الإسلامية