دبلوماسيون مصرفيون وشرعيون يناقشون الفرص المتاحة للمال الإسلامي في الدوحة غدا

برعاية رئيس وزراء قطر لبحث التحديات التي تواجه التمويل الإسلامي

TT

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة غدا الأربعاء، المؤتمر الأول للمال الإسلامي تحت رعاية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الذي يعقد على مدى يومين، تحت عنوان «التمويل الإسلامي والواقع الاقتصادي الجديد»، وتنظمه شركة «بيت المشورة» للاستشارات المالية، ويحضره مصرفيون ورجال أعمال وفقهاء ومستثمرون في القطاع المصرفي في الوطن العربي والعالم.

وقال الدكتور أسامة قيس الدريعي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «بيت المشورة»، إن المؤتمر يهدف إلى بحث الفرص المتاحة أمام التمويل الإسلامي والتحديات التي تواجهه، ومناقشة إمكانية إبرازه كبديل ناجع عن وسائل التمويل التقليدية، ودراسة مدى تطبيقه للاستخدامات والقواعد الحديثة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية الإسلامية بهدف إيجاد نظام لسوق تنافسية في ظل تحديات الحوكمة، وإبراز المسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية لنظام التمويل الإسلامي.

وأضاف الدريعي أن المؤتمر يناقش أربعة محاور، الأول بعنوان «الاقتصاد الإسلامي واقتصادات الدول الإسلامية»، والثاني «التمويل الإسلامي والمستجدات الاقتصادية العالمية»، والثالث «المؤسسات المالية الإسلامية وتحديات الحوكمة»، والأخير بعنوان «التمويل الإسلامي والمسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية».

وأفاد أن المؤتمر سيخصص جائزة مالية إسلامية سنوية لدعم المبتكرين والمنفذين للمنتجات المالية الإسلامية في المؤسسات المالية، وسيتم تخصيصها للمركزين الأول والثاني.

وبخصوص الإضافة التي يمثلها المؤتمر، أوضح الدريعي أن هذا المؤتمر متميز عن غيره من المؤتمرات المالية الإسلامية من خلال العمل على الربط بين العمل الفني اليومي في المؤسسات المالية الإسلامية والآراء النظرية للفقهاء، وذلك من خلال وجود عدد كبير من العلماء والفقهاء والفنيين وأخذ آرائهم في مختلف المواضيع المرتبطة بعمل الصيرفة الإسلامية.

كما يتضمن المؤتمر عقد طاولة مستديرة لكبار المديرين في التمويل الإسلامي تحت عنوان «كيف يمكن أن نستفيد من الحوكمة؟»، وندوة تعريفية بالتمويل الإسلامي للسفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في دولة قطر، وسيشارك فيها أكثر من 25 سفيرا معتمدا لدى الدولة من أجل نشر الثقافة الإسلامية المالية لدى السفارات والقنصليات، بهدف تمكينهم من نشر تجربة الصيرفة الإسلامية في بلادهم.

وشدد الدريعي على أن الصناعة المالية الإسلامية قادرة على النمو والثبات، مبينا أن صمودها في وجه الأزمة المالية العالمية برهن على قوة المنهج الذي تتبعه، وأسهم في سرعة انتشارها في جميع قارات العالم.

وأوضح أن التمويل الإسلامي نما بصورة ملحوظة في أقل من ثلاثة عقود ليصبح صناعة عالمية تساير أنواع الصناعات التقليدية الأخرى، بل إن الكثير من المؤسسات التقليدية اتجهت لهذا الميدان، من خلال نوافذ لخدمات التمويل الإسلامي تطل من خلالها على عملائها في جميع أنحاء العالم.

وأشار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «بيت المشورة» إلى أن الصناعة المالية الإسلامية بصفة عامة تكتسب المخاطر بالمقارنة بنظيرتها التقليدية، انطلاقا من المفاهيم الشرعية التي تفرق بين القرض والمضاربة، موضحا أن عدد المصارف الإسلامية في العالم بلغ نحو 562 مصرفا، تعمل في 54 دولة. كما بلغ عدد الشركات الاستثمارية الإسلامية على مستوى العالم 29 شركة، يعمل معظمها في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى 20 شركة تعمل في مجال التأمين التعاوني والتكافلي يقع معظمها في دول الخليج أيضا.

وبين أن الاقتصاد الإسلامي في صورته الأساسية المستقاة من النصوص الشرعية، يعد الأمثل لتأسيس فكر اقتصادي كلي يسعى لتحقيق التوازن بين المصالح الشخصية وتجلياتها النابعة من طبيعة الإنسان وحبه للتملك والسيطرة وتعظيم مكاسبه الشخصية، والمصالح الاجتماعية التي تتطلع لتحقيق قفزة في الإمكانات المتاحة لتحسين المستوى العام للحياة في المجتمع الإسلامي.

وذكر أن المعنيين بالصناعة المالية الإسلامية يشيرون إلى أن مستقبل تطورها ومكانتها على الصعيد التنافسي محليا ودوليا، مرهون بعنايتها بالمخاطر من حيث التحليل والقياس والإدارة، كما هو مرهون بحجم استطاعتها تقديم أدوات ناجعة لإدارة المخاطر منسجمة مع المعايير الرقابية والإشرافية الدولية، ويتوقع لها إذا حققت ذلك أن تكون أكثر منافسة في الأسواق الدولية، من حيث الكفاءة والجدارة المالية بالمقارنة مع نظيرتها التقليدية مع التركيز على الجانب المتعلق بالالتزام الشرعي.

وينظم المؤتمر برعاية شركة «الديار» القطرية و«بروة» العقارية ومصرف «الريان» وبنك «بروة» و«الخطوط الجوية القطرية» وبنك «الدوحة» الإسلامي و«الأولى» للتمويل وعدد من المؤسسات المالية في الدولة.

من جانبه قال المهندس محمد الهدفة، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الديار» القطرية إن دعم المجموعة لهذا المؤتمر يأتي في إطار التزام «الديار» القطرية بالمحافظة على الإرث الثقافي والديني للمجتمعات التي تستثمر فيها، معربا عن ثقته في نجاح التمويل الإسلامي المستمد من الدين الحنيف، مقارنة مع طرق التمويل التقليدية المتبعة في المنطقة.

وأشار إلى أن دولة قطر تعد اليوم رائدة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بفضل السياسات والتوجيهات الحكيمة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد، وولي عهده الأمين، حيث تشهد الدولة نهضة اقتصادية شاملة تتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف. يذكر أن شركة «بيت المشورة» للاستشارات المالية شركة مساهمة خاصة، وتعتبر أول شركة قطرية يصرح لها من قبل الجهات الإشرافية، متخصصة في تقديم الاستشارات الشرعية والتدقيق والرقابة والتطوير والتدريب في مجال الصيرفة الإسلامية، حيث تقدم خدماتها للمصارف وشركات المال والاستثمار الإسلامية والتقليدية وشركات التأمين الإسلامية وشركات الوساطة الإسلامية على كل المستويات.

أما شركة «الديار» القطرية للاستثمار العقاري المملوكة بالكامل لجهاز قطر للاستثمار، فقد تأسست في ديسمبر من عام 2004، بهدف دعم الاقتصاد القطري وتشكيل دعامة حقيقية للنهضة الاقتصادية التي تشهدها الدولة.