قمة قازان الاقتصادية تؤسس لتقارب بين اقتصاد روسيا والنظام المالي الإسلامي

بمشاركة أكثر من 500 شركة ومؤسسة مالية ومصرفية من روسيا وبلدان إسلامية

TT

كشفت قمة اقتصادية انعقدت مؤخرا في العاصمة التتارية قازان عن مساعٍ محمومة لصناعة نوع من التقارب الاقتصادي بين روسيا ودول العالم الإسلامي يقوم على أسس إسلامية.

شارك في المنتدى الاقتصادي الدولي في دورته الثالثة عدد كبير من ممثلي الكثير من البلاد الإسلامية، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 500 مؤسسة مالية ومصرفية بجانب عدد كبير من الشركات الناشطة في التجارة والأغذية الحلال.

وأكد الرئيس التتاري، رستم مينيخانوف، في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، أن المهام الاستراتيجية، الموضوعة أمام قمة قازان، تتمثل في توحيد المصالح الاقتصادية في روسيا الاتحادية مع أبرز البلدان في العالم الإسلامي، وستتجاوز هذه الأهمية جمهورية تتارستان، تشتمل هذه البرامج مقاطعة أوليانوفسك وجمهورية بشكيريا.

وأضاف الرئيس التتاري، بحسب «أنباء موسكو»، أن جمهورية تتارستان تعتبر من أكثر الأقاليم الروسية تطورا في روسيا؛ حيث تضم قطاعات اقتصادية متطورة، في مجالات استخراج وتكرير النفط والصناعات التعدينية والزراعة.

وقال مينيخانوف: إن تتارستان تعمل، منذ سنوات، على توسيع نطاق التعاون مع العالم الإسلامي على الصعيدين الحكومي الرسمي والخاص، وهي تنظر باهتمام كبير إلى توسيع مجالات الاستثمار الأجنبي.

ويصف الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن هذه القمة بالمهمة في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين روسيا والعالم الإسلامي، مبينا أن هناك اتجاها عاما نحو المنتجات الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الغذائية الحلال، ومن شأن هذه المشاركة الكبيرة من الشركات والمؤسسات المالية والمصرفية الإسلامية أن تلعب دورا وسيطا مهما في هذا المجال، لتغذية سوق الأغذية الحلال في أوروبا الشرقية، خاصة روسيا.

بينما يقول الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور توفيق الطيب البشير: إن هذه القمة تتجلى أهميتها في أنها تقدم فرصة كبيرة للتعرف على المنتجات الإسلامية، سواء أغذية حلال أو منتجات مصرفية، مما يتيح فرصة أكبر لتحديد الآفاق الاستراتيجية والآليات العملية لتحسين علاقات روسيا الاتحادية مع البلدان الإسلامية، سواء في الشرق الأوسط أو جنوب شرقي آسيا باعتبارها بلادا نشطة ومتطورة في هذا المجال.

وأشاد بالدور المنوط بمعرض منتجات «الحلال» الذي جرى تنظيمه على هامش قمة قازان كونه يعزز التعاون بين روسيا من جهة والعالمين العربي والإسلامي من جهة أخرى في مجال تطوير صناعات منتجات «الحلال»، وإقامة المعارض المشتركة، يتوقع أن يكون أولها في الإمارات العربية، مما يمنح ذلك نشاطا لتنظيم المنتجين لتوسيع أسواقهم.

يشارك في معرض منتجات «الحلال»، الذي تنظمه قمة قازان للمنتدى الاقتصادي العالمي، نحو 60 شركة مقبلة من 25 مدينة وإقليما روسيا، ويشمل المعرض قطاعا واسعا من المنتجات تتنوع بين منتجات غذائية ومستحضرات تجميل وأدوات ومركبات طبية.

واشتمل جدول أعمال المنتدى على عدد من ورشات العمل الأساسية، بينها ورشة خاصة بالملف الاستثماري في روسيا، وأخرى تبحث في علاقة الدولة مع القطاع الخاص؛ حيث بحثت واحدة من الورش الأساسية في سبل تطوير النظام المصرفي الإسلامي للإفادة من الخبرة الدولية في هذا المجال، بالإضافة إلى عدة برامج للتعريف بعدد من الأقاليم الروسية وإمكاناتها الاقتصادية، في مسعى لتعزيز فرص اجتذاب استثمارات أجنبية إليها.

كما نظم القائمون على المنتدى، وعلى هامش قمة قازان، معرضا لمنتجات «الحلال»، شاركت فيه عشرات الشركات من داخل روسيا وخارجها، بالإضافة إلى ندوة خاصة لمناقشة سبل توسيع الاستثمارات، وتشجيع التواصل الاستثماري في القطاعات المختلفة بين روسيا وبلدان العالم الإسلامي.