الأوقاف.. منتج إسلامي يتطور في الغرب بينما يتراجع في البلاد الإسلامية

ورشة تأسيسية بالرياض تقف على آخر التطورات في مجال الأوقاف السبت المقبل

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحتضن الورشة التأسيسية للأوقاف
TT

في الوقت الذي يتطور فيه عمل الأوقاف في الغرب للحرفية العالية التي يديره بها، تقاعس كثيرا في البلاد الإسلامية المعنية به شرعا ومعنى وتطبيقا، إلا ما يمكن حسابه بأنه بصيص حرفية واهتمام من التعاطي الخجول به هنا وهناك.

ومع مرور الزمن أخذ الغرب يطور مجال الأوقاف، الذي أصبح ينمو بشكل مطرد، حيث تؤكد الأرقام أن حجم الوقف العالمي تجاوز الـ105 مليارات دولار، الأمر الذي يعني أهمية نشر ثقافة الوقف في المجتمع.

وفي العاصمة السعودية الرياض، يحاول كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن يعمل على إعداد الدراسات والبحوث التأصيلية والتطبيقية في هذا المجال الحيوي، وذلك لتطوير المنتجات في إنشاء الأوقاف واستثمارها، وتحفيز الاهتمام المجتمعي للعناية بدراسات الأوقاف.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير الشرعي والمصرفي الدكتور عبد الله بن محمد العمراني، أستاذ كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف لـ«الشرق الأوسط»، أن الكرسي بصدد عقد ورشة تأسيسية للكرسي السبت المقبل تحت عنوان «الريادة في دراسات الأوقاف ومنتجاتها».

وأكد العمراني أن هذه الورشة توفر بيئة بحثية عالية الجودة، تستقطب أفضل الكفاءات للقيام بإعداد الدراسات، وتطوير المنتجات، وإثراء المعرفة المتخصصة في مجال الأوقاف، بما يتيح للجهات والمؤسسات والأفراد محليا ودوليا الإفادة من الحلول المتقدمة.

وأكد أن الأوقاف لها دور كبير عبر التاريخ في البناء الحضاري والتنموي، وتلبية حاجات المجتمع المتنوعة، ودعم البرامج النافعة لعموم الناس، والتاريخ الإسلامي حافل بالأوقاف التي حققت مصالح المسلمين منذ عهد النبوة إلى عصرنا الحاضر، يشهد لذلك الأدلة الشرعية، والتاريخ الإسلامي، والسجلات والوثائق الخاصة بالأوقاف التي شيدت لدعم البر والخير والتنمية كبناء المساجد، والمدارس، والمكتبات، ورعاية الأيتام والفقراء، وحفر الآبار، والخدمات الصحية وغيرها.

وأضاف أن الوقف في الغرب في تطور ونمو مستمر، وفي الوقت الذي تؤكد فيه الأرقام حجم الوقف العالمي بتجاوزه الـ105 مليارات دولار، أرى أهمية نشر ثقافة الوقف في المجتمع كما كان في عهد الصحابة الذين كان كل من لديه قدرة يسهم في الوقف.

وأشار إلى أن من أهداف الكرسي العامة، توفير البيئة الملائمة للبحث والتطوير، بما يدعم التنمية المستديمة في المملكة، وتعزيز فرص نمو الاقتصاد القائم على المعرفة، مع ربط مخرجات البحث العلمي في الجامعة بحاجات المجتمع من خلال إيجاد بيئة تقوم على الشراكة بين الجامعة، والجهات الحكومية والأهلية وغير الربحية المحلية والدولية، بالإضافة إلى دعم المعرفة المتخصصة في مجال الأوقاف، وتسديد الممارسات التطبيقية في المجال نفسه.

وكذلك من أهداف الكرسي، وفق العمراني، تحقيق التكامل في مجال البحث العلمي بين الكرسي والمؤسسات البحثية داخل الجامعة وخارجها، والمراكز والجهات ذات العلاقة، وتوفير السبل الداعمة لاستقطاب وتدريب العقول المبدعة، والكفاءات المتميزة في مجال الأوقاف محليا ودوليا، بالإضافة إلى إثراء المكانة العلمية والبحثية للمملكة على المستوى العالمي، وتشجيع العلماء والباحثين السعوديين على الإسهام في الحضارة الإنسانية.

وأضاف العمراني أن الكرسي يسعى لتطوير المنتجات الوقفية في إنشاء الأوقاف، وتطوير المنتجات في استثمار أموال الأوقاف، وابتكار صيغ استثمارية وقفية، وتطوير مفاهيم وقفية حديثة، والمساعدة في تطوير مصارف حديثة للأوقاف تتسق مع الضوابط الشرعية وتستجيب لحاجات المجتمع في الداخل والخارج، بالإضافة إلى دعم المبدعين والمبتكرين في مجال الأوقاف.

كما أن للكرسي دورا كبيرا في مسألة التوعية والمعلومات والاستشارات في مجال الأوقاف، بجانب تطوير برامج التوعية نفسها، مع تحفيز الاهتمام المجتمعي للعناية بدراسات الأوقاف، بالإضافة إلى إعداد التقارير وقواعد المعلومات في مجال الأوقاف، ومن ثم تقديم الاستشارات المتخصصة في مجال الأوقاف.

يشار إلى أن الكرسي يقوم بإعداد البحوث والدراسات التأصيلية والتطبيقية في مجال الأوقاف، من خلال رسم خارطة أبحاث الأوقاف، والتخطيط الاستراتيجي للأوقاف، وتأصيل أحكام الوقف والإسهام في توجيه المبادرات الوقفية لأهدافها الشرعية والمجتمعية، بالإضافة إلى حصر مشكلات الأوقاف الشرعية، والنظامية، والاقتصادية وإيجاد الحلول الملائمة.

كما يعمل على تقويم المبادرات الوقفية في المجتمع السعودي، وتقديم التوصيات الكفيلة بتطويرها وبالتغلب على ما يعترضها من معوقات، بجانب الإسهام في نقل التجارب العربية والدولية في مجال الأوقاف للمعنيين بهذه المجالات في السعودية، وذلك لدعم المنح البحثية، ودعم طلاب الدراسات العليا، بالإضافة إلى دعم المعرفة، ونشر البحوث والدراسات.