المصارف الإسلامية في سورية تستقطب أموال المودعين .. رغم حداثة عهدها

السلمان مدير بنك الشام الإسلامي لـ «الشرق الأوسط» : مؤشرات السوق مبشرة

المصارف الإسلامية في سورية استقطبت شريحة لا يستهان بها من المتعاملين مع القطاع البنكي (رويترز)
TT

رغم أن عمرها قصير لا يتجاوز نصف العام، إلا أنها استطاعت اجتذاب جزءا كبير من السوق القطاع المصرفي السوري لا يقاس بعمرها، حيث حققت المصارف الإسلامية نتائج وصفت بـ«الطيبة».

ووفقا لدراسات فيتوقع أن تستحوذ هذه البنوك على 38 في المائة من حصة السوق خلال الفترة المقبلة، بينما ذهب استبيان للرأي أجراه موقع Syriasteps الاقتصادي أشار إلى أن المصارف الإسلامية تمكنت من جذب 25 في المائة من المتعاملين مع البنوك التجارية التقليدية. لكن محمد سلمان مدير عام بنك الشام الإسلامي فيتطلع إلى الاستئثار بـ50 في المائة من السوق مستنداً في ذلك على المؤشرات المبشرة لعمل المصارف الإسلامية التي تشهد إقبالاً لافتاً رغم حداثتها.

ويستشهد السلمان فيما ذهب إليه بالنتائج المتحققة رغم عدم قيام هذه البنوك بالحملات الترويجية المطلوبة منها، مفيدا أن هذه المصارف وجدت بيئة مناسبة لكي تنمو فيها «بدليل ان مصرف الشام على سبيل المثال حصل حتى الآن على 5.5 مليار ليرة ودائع وبدأ بعمليات تسليف عديدة باتت متاحة كالمرابحة والإيجار المنتهي بالتملك وخاصة للسيارات والمنازل».

سلمان أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة السورية كانت جريئة في الترخيص للمصارف الإسلامية «فعملياً رخصت لأربع مصارف اثنين بدأ العمل واثنين في طور التأسيس أحدهما البركة الإسلامي التابع لمجموعة دلة البركة وبنك آخر باسم التضامن وهو بنك مشترك سوري خليجي ويتوقع أن ينطلق هذان المصرفان للعمل في السوق السورية هذا العام».

وتتوقع الأوساط الاقتصادية المهتمة بالمصرفية الإسلامية في سورية أن يشهد هذا القطاع نموا، مستشهدين بتحقيق بنك سورية الدولي الإسلامي نتائج ممتازة بعد أن تمكن من جذب أكثر من 200 مليون دولار ودائع وهو لم يفتتح فرعه الرئيسي بعد. هذا الأمر الذي اعتبره عبد الباسط الشيبي، الرئيس التنفيذي لبنك قطر الإسلامي الشريك الرئيسي في بنك سورية الدولي الإسلامي، أمراً لافتاً للنظر ويعول عليه كثيراً للمستقبل. الشيبي قال لـ «الشرق الأوسط» خلال زيارته لدمشق مؤخراً أنه راهن على مستوى أداء البنك والإقبال عليه، مؤكداً أن الأمور سارت أكثر من التوقعات.

هذا ويعلق السوريون الراغبون باقتناء سيارة أو سكن آمالاً عريضة على المصارف الإسلامية فهم يعتبرون أن شروطها وطريقة عملها أفضل من المصارف التقليدية، خاصة أن المصارف الإسلامية تقدم فرصة شراء المنزل والسيارة على طريقة الإيجار المنتهي بالتمليك.

ولم تخف المصارف التجارية قلقلها من منافسة المصارف الإسلامية لها، واعتبر مدير أحد البنوك التقليدية أن المصارف الإسلامية تمكنت من جذب المودعين إليها دون الحاجة للدخول في حرب إعلانية وتسويقية كما فعلت المصارف التجارية عندما دخلت إلى السوق السورية البكر على العمل المصرفي كما وصفها. وزاد أن المصارف الإسلامية ستكون لها حصة لا يستهاب بها من السوق السورية خلال الفترة المقبلة.