جدة تحتضن المؤتمر العالمي السابع للاقتصاد الإسلامي

يناقش واقع البحث وإنجازات 30 عاما ماضية

عبد الرزاق الخريجي
TT

تبدأ اليوم فعاليات المؤتمر العالمي السابع للاقتصاد الإسلامي، والذي يُقام تحت شعار (ثلاثون عاماً من البحث في الاقتصاد الإسلامي.. حلول وتطبيقات لقضايا اقتصادية معاصرة)، والذي تحتضنه جامعة الملك عبد العزيز في جدة.

ويناقش المؤتمر عدة أطروحات علمية من خلال أوراق عمل متنوعة يقدمها عدد من الباحثين من مختلف دول العالم من المتخصصين في قضايا وتطبيقات الاقتصاد الإسلامي. ويعد الحدث أكبر تجمع من مختلف أقطار العالم من العلماء وأعضاء لجان الإفتاء والباحثين ومراكز البحث العلمي، والمؤسسات الرسمية وهيئات الرقابة، ومؤسسات التمويل والاستثمار، والتأمين التعاوني، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، ورجال الأعمال، وصناع القرار، وموجهي السوق وكبار التنفيذيين في الأنشطة الاقتصادية المالية والمصرفية، والمهتمين بالاقتصاد الإسلامي.

كما يشارك في المؤتمر شخصيات عامة وعلماء بارزون من مختلف الدول الإسلامية، وهو فرصة للاقتصاديين والمهتمين بتطبيقات الاقتصاد الإسلامي، مع توقعات بتشكيله حدثاً كبيراً من نوعه في السعودية ودول منطقة الخليج. ومن المتوقع أن يكون للمؤتمر حضور كبير مع استشراف رؤية مستقبلية للاقتصاد الإسلامي، إلى جانب الإطلاع على الجديد في هذا المجال، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وتقريب وتبادل المنافع بين المراكز البحثية وقطاعات الأعمال، والنهوض بمستوى الأداء والمعرفة للباحثين في مجال الاقتصاد الإسلامي، وتحديد اتجاهات وفتح آفاق للتعاون بين الأطراف المعنية. ويتناول المؤتمر عدداً من المواضيع والمجالات المهمة، منها: مناقشة ما تم إنجازه في المجال البحثي والمؤتمرات خلال الثلاثين عاما الماضية من خلال المجالات المنهجية والمعوقات والحالة المعرفية والرؤية المستقبلية، وعرض تجارب مراكز البحوث في الاقتصاد الإسلامي، والمنهجية والبحث والمعوقات والرؤية المستقبلية في الاقتصاد الإسلامي بين النظرية والتطبيق.

كما يناقش المؤتمر الذي يعقد على مدى 3 أيام في جدة، الضوابط الأخلاقية في البحث في الاقتصاد الإسلامي، ودور التحكيم وتكنولوجيا المعلومات في تطوير البحث في الاقتصاد الإسلامي، ودور قنوات النشر بما في ذلك النشر الإلكتروني في تطوير البحث في الاقتصاد الإسلامي، ومساهمة البحث العلمي في تطوير المناهج والتدريس في الاقتصاد الإسلامي، والتجديد والأصالة في البحث في الاقتصاد الإسلامي، والتمويل والاستثمار، والتأمين التعاوني.

ويهدف المؤتمر إلى دراسة ما تم إنجازه في البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي، وتقييم أدائه على المستوى النظري والتطبيقي خلال الثلاثين عامًا الماضية، وتقديم تصور استراتيجي لمستقبل البحث في الاقتصاد الإسلامي، ومناقشة ما استحدث من حلول وتطبيقات في مجالات الاقتصاد الإسلامي مثل: العمل الخيري، التمويل والاستثمار، التأمين التعاوني.

ويصاحبُ المؤتمرَ معرضٌ تشارك فيه عدد من دور النشر المهتمة بالاقتصاد الإسلامي والعلوم ذات العلاقة، وأقسام ومراكز أبحاث الاقتصاد الإسلامي، والمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، وشركات التأمين التعاوني.

وعلى هامش المؤتمر تنظم ورشة عمل أثناء فترة المؤتمر تهدف إلى مساعدة الباحثين في كيفية تحسين جودة مساهمتهم العلمية بحيث ترتفع إلى المستوى العالمي من خلال قابليتها للنشر في المجلات العالمية المشهورة.

من جهته، يُشارك البنك الأهلي في رعاية المؤتمر العالمي السابع للاقتصاد الإسلامي الذي تبدأ أعماله اليوم. وأكد عبد الرزاق الخريجي مدير مجموعة تطوير العمل المصرفي الإسلامي في البنك الأهلي السعودي، على أهمية انعقاد المؤتمر في هذا الوقت بالذات. ومن المتوقع أن تسهم البحوث المقدمة فيه في فتح آفاق جديدة للصناعة المصرفية الإسلامية، وبخاصة في مجال تطوير المنتجات الجديدة التي تفي باحتياجات العملاء المتزايدة في ظل توجه معظم أنشطة المصارف السعودية إلى العمل المصرفي الإسلامي.

وقال الخريجي إن توجُّه المؤسسات المالية نحو العمل المصرفي الإسلامي اليوم يعتبر اتساقا بين عمل هذه المؤسسات وبين التوجيهات الشرعية التي يـؤمن بهـا المسلمون في العالم، مبـيناً أن التطبيق العملي للمصرفية الإسلامية بدأ منذ نحو 30 عاما، وذلك بجهود مُقدرة من بعض رواد الصيرفة الإسلامية الذين قدموا مبادرات شجاعة لتحويل الأفكار إلى نماذج تطبيقية عملية.

وأشار مدير مجموعة تطوير العمل المصرفي الإسلامي في البنك الأهلي إلى أن ورقة العمل التي سيقدمها في المؤتمر ستستعرض المراحل التي مر بها العمل المصرفي الإسلامي في البنك الأهلي إلى جانب أهم الإنجازات والنجاحات التي تحققت خلال تلك الفترة التي رسَّخت الفكر المصرفي الإسلامي وأصَّلت ممارساته المتميزة، كما تمثل تجربة البنك في مجال تطوير المنتجات الإسلامية أحد النماذج الجديرة بالنظر والتأمل.

واختتم الخريجي حديثه بالتأكيد على أن العمل المصرفي الإسلامي يتميز بأمرين؛ هما الأصالة والابتكار، الأصالة من حيث أن الأسس والأصول التي يقوم عليها هذا العمل مستمدة من الشريعة الإسلامية. أما الابتكار فيتمثل في الطرق والوسائل التي يجري اتباعها لتحويل الأفكار المستمدة من تلك الأصول إلى أدوات قابلة للتطبيق وفق مقتضيات العصر الحديث، الأمر الذي يضاعف من مسؤولية المشاركين في المؤتمر، ويحتم عليهم مضاعفة الجهود لاستمرار هاتين الميزتين تحقيقاً لرغبات وتطلعات العملاء في منتجات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.