تحرك مصرفي إسلامي لصياغة «وثيقة» عالمية قبل انعقاد اللقاء الثاني لقمة العشرين

تنظيم ورشة عمل الشهر المقبل بمشاركة خبراء حائزين جائزة نوبل

TT

يقود عدد من روّاد الصناعة المالية الإسلامية تحركات جادة، لتنظيم مؤتمر دولي كبير حول المصرفية الإسلامية وإمكانية تقديمها كحل لمشكلات الاقتصاد العالمي، وذلك بمشاركة خبراء من مختلف الدول العالمية.

ومن المقرر أن يسبق تنظيم المؤتمر الذي لم يحدد تاريخ انعقاده بعد، ورشة عمل تضم نحو 50 خبيرا ماليا من العاملين في المصرفية الإسلامية، وآخرين ممن لهم إسهامات اقتصادية في الدول الغربية، خلال منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل في العاصمة البحرينية المنامة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عز الدين خوجة، الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، إن أهمية ورشة العمل تأتي في وقت يسبق انعقاد اللقاء الثاني لقمة العشرين، مبينا أنهم يسعون من خلال ورشة العمل إلى صياغة معايير وعناصر يمكن أن تكون استرشادية لماهية العمل المصرفي، وتعريفا بمزايا النظام المالي الإسلامي وآثاره على الإنسانية.

وأكد خوجة أنه تم توجيه الدعوة إلى عدد كبير من الاقتصاديين الغربيين ممن يشهد باعتدال آراءهم وتأثيراتها في القطاع المالي العالمي، وكذلك دعوة بعض العلماء الحاصلين على جائزة نوبل في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن تنظيم هذا الحدث سيكون بمشاركة من المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والبنك الإسلامي للتنمية ممثلا بمعهد البحوث الإسلامية. ووفقا لـ خوجة، فإنه من المنتظر أن يتم خلال الورشة التي ستنظم على مدى يومين صياغة وثيقة المبادئ الوسطية الاقتصادية لنظام مالي ومصرفي متوازن، مبينا أن الوثيقة في حال صياغتها ستكون بمثابة المرجع للنظام المصرفي الإسلامي أو بديلا وحلا للنظام الحالي.

وتابع الدكتور عز الدين خوجة أن هذه الورشة وما سيليها من تنظيم مؤتمر دولي يسبق قمة العشرين، جاءت كفكرة من صالح كامل رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية وبدعم كبيرة منه، حيث أنه سعى جاهدا لأن يتم شرح وتوضيح مزايا المصرفية الإسلامية في حفاظها على قوة ومتانة الاقتصاديات المختلفة. وأوضح الأمين العام للمجلس أن الورشة ستكون مقتصرة على أسماء محددة مسبقا، فيما سيكون المؤتمر مفتوحا لجميع المهتمين في الصناعة المالية الإسلامية، مؤكدا أن تحركات كبيرة في المجلس العام لعقد هذه الورشة، وأن هذا التحرك هدفه خدمة الصناعة والمزايا التي جعلتها في مأمن حتى الآن عن الأزمة المالية العالمية.

وأضاف خوجة أنهم يسعون إلى وصول وثيقة الورشة وما يعقبها من مداولات في المؤتمر الخاص بالمصرفية الإسلامية إلى زعماء الدول العشرين في لقائهم الثاني المقبل، بينما لم يستبعد تنظيم مثل هذه الورشة لاحقا بعد تقييم التجربة القادمة.

والمعروف أن المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والذي يقوده صالح كامل بدأ يستشعر منذ سنوات قليلة ماضية الخطر الذي بات يهدد العديد من الكيانات المالية الإسلامية، مما جعله يسرّع خطواته نحو وضع خطة شاملة كبيرة تشمل تأسيس هيئة للتصنيف والرقابة تضم عددا كبيرا من العلماء المتخصصين في فقه المعاملات، وتأسيس مركز للتدريب وآخر للرصد والمتابعة، وكذلك الدعوة إلى دعم الجهود الأخرى في إنشاء بنك الأعمار أو الاستخلاف الكبير والذي سيكون دعامة رئيسية للبنوك الإسلامية الأخرى.