المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية

لاحم الناصر

TT

أكاد أجزم بأن الكثيرين لم يسمعوا بهذا المجلس خصوصا ممن ليسوا من العاملين في صناعة الصيرفة الإسلامية، وهذا ليس تقولا وإنما هو حقيقة أثبتتها الرسائل التي تردني يوميا من جميع أنحاء العالم تستفسر عن كيفية الحصول على معلومات عن صناعة الصيرفة الإسلامية. وتتلخص تلك الاستفسارات عن طلب الحصول على الإحصاءات التي تخص هذه الصناعة وعناوين المؤسسات المالية الإسلامية المنتشرة حول العالم والأبحاث والكتب والتقارير المنشورة والمطبوعات الإعلامية والمواقع الإلكترونية المتخصصة في هذه الصناعة والفتاوى والقرارات الصادرة بشأنها وخبراء هذه الصناعة. كما تتضمن الاستفسارات والمؤسسات المساندة لها والمؤسسات التعليمية التي تمنح درجات علمية في هذه الصناعة ومدى مهنيتها. آلاف الأسئلة الحائرة حول هذه الصناعة النامية التي شغلت العالم هذه الأيام وملأت سمعه وبصره. ولا شك أن الكثير من إجابات هذه الأسئلة موجود لدى هذا المجلس الذي أسس كهيئة دولية بمملكة البحرين في عام 2001م وهو يضم اليوم في عضويته 112 مؤسسة مالية إسلامية وموقعه الإلكتروني http://www.cibafi.org/Default.aspx. لقد كان أحد الأهداف الرئيسية من إنشائه المنصوص عليه في النظام الأساسي، هو توفير المعلومات المتعلقة بالبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والهيئات الإسلامية ذات الصلة. وتحقيقا لهذا الهدف فقد أصدر المجلس حتى الآن خمسة إصدارات من الدليل المالي والإداري للصناعة المالية الإسلامية والذي يعنى برصد جميع البنوك والشركات المالية الإسلامية في العالم من ناحية المعلومات المالية والإدارية. كما يتضمن ملخصا عن حجم صناعة الصيرفة الإسلامية حول العالم وفق المناطق الجغرافية وتتميز هذه المعلومات بالدقة والشمولية وحسن التبويب مع اختصارها. ولم أجد فيما وقعت عليه يدي من تقارير حول هذه الصناعة ما يضاهي ما وجدته في هذا الدليل. ويعتزم المجلس إصدار دليل للشخصيات المالية الإسلامية في العالم، بحيث يحوي العاملين في المجال التنفيذي والشرعي والأكاديمي والخبراء كما أفادني بذلك الأخ الدكتور عز الدين خوجة الأمين العام للمجلس.

ولا يقف دور المجلس عند توفير المعلومات فقط بل يتعدى ذلك إلى السعي لتطوير الصناعة مهنيا حيث استحدث برنامجا لاعتماد التدريب بحيث يتم اعتماد المدربين والجهات التدريبية والحقائب التدريبية. كما أطلق المجلس مؤخرا شهادة المصرفي الإسلامي المعتمد بهدف تأهيل العاملين في هذه الصناعة فنيا وشرعيا. ومع هذه الجهود المباركة التي يقوم بها المجلس إلا أن الكثيرين لا يعلمون عنها شيئا وستبقى كذلك ما لم يبادر المجلس إلى وضع خطة تسويقية مناسبة للتعريف بالمجلس من حيث أهميته للصناعة ومؤسساتها والخدمات التي يقدمها. ولكي تكون الحملة مثمرة فلا بد أن تحتوي خطتها على ما يلي:

أولا: حملة إعلانية شاملة في وسائل الإعلام المختلفة تحمل رسالة واحدة لجميع المستهدفين.

ثانيا: عقد الندوات العامة المباشرة للتعريف بالمجلس ومناشطه، تبدأ بدول مجلس التعاون الخليجي على أن تستكمل الجولة على باقي الدول المهتمة بهذه الصناعة حسب جدول زمني محدد.

ثالثا: تطوير الموقع الإلكتروني للمجلس، بحيث يوفر جميع المعلومات الخاصة بهذه الصناعة وفق تبويب يساعد المتصفح في الوصول لها مع إمكانية الحصول على هذه المعلومات إلكترونيا أو ورقيا وإتاحة العديد من خيارات الدفع لزائر الموقع مع إضافة البث المباشر لمؤتمرات هذه الصناعة وإتاحة إمكانية الحصول على نسخ مسجلة منها.

رابعا: وضع رابط إعلاني لموقع المجلس على محرك البحث غوغل بحيث يتسنى لكل من يبحث عن معلومات عن الصيرفة الإسلامية بأي كلمة من كلماتها المفتاحية الوصول لموقع المجلس عبر هذا الرابط. ولكي يقوم المجلس بدوره المناط به، فلا بد له من وجود دعم مادي ومعنوي كاف من قبل المؤسسات المالية الإسلامية، حيث لا يصح أن يعتمد المجلس في تنفيذ مشاريعه على الهبات بل يجب أن يكون هناك التزام من قبل هذه المؤسسات بدفع مساهمتها في ميزانية المجلس وفقا لخطة العمل المقدمة من المجلس. ويتم تحديد هذا الالتزام إما وفقا لرأس مال المؤسسة المالية أو وفقا لنتائج أعمالها السنوية. كما يجب على المؤسسات المالية الإسلامية التعاون مع المجلس في توفير المعلومات التي يطلبها بالصورة المناسبة والوقت المناسب، حيث إن ذلك يؤدي إلى تأخر صدور التقارير السنوية مما يفقدها أهميتها، كما يجب على المؤسسات المالية الإسلامية إعطاء الأولوية للمؤهلين من قبل المجلس سواء في التوظيف أو التدريب.

وفي الختام أود أن أوضح أن دور المجلس الأهم في منظومة صناعة الصيرفة الإسلامية هو إيجاد سقف للمؤسسات المالية الإسلامية يتم تحته توطيد العلاقة بين مؤسسات هذه الصناعة ووضع الأسس التي تؤدي إلى تعاون هذه المؤسسات بما يخدم الصناعة المالية الإسلامية. والله من وراء القصد.

* مستشار في المصرفية الإسلامية [email protected]