رئيس جمعية المحاسبين القانونيين البريطانية: المصرفية الإسلامية قيمة مضافة.. والاهتمام الأوروبي بها يتنامى

أنكن ديفيس: من الضروري الالتزام بأخلاقيات المهنة لتجنب أزمات اقتصادية أخرى

TT

برز اهتمام البلاد الأوروبية بصناعة المصرفية الإسلامية في ظل الأزمة المالية العالمية بشكل واضح، حيث أصبح المجال واسعاً للمؤسسات المالية الإسلامية للتغلغل في أوروبا بشكل أكثر جدية بسبب نجاحها، كما هو الحال في بريطانيا وفرنسا وغيرهما من البلاد الأوروبية التي حاولت الاستعانة بقوانينها في أدائها المصرفي. وكانت الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين قد خصصت جلسة خاصة لتقييم هذا الواقع للمصرفية الإسلامية في مؤتمرها الدولي الثاني الذي عقدته بالرياض أخيراً، وطالبت بإعادة تقييم دور المحاسبة في المؤسسات المالية، لمعالجة بعض جوانب القصور في هذا المنحى. وأقرّت بضرورة إنشاء بنك إسلامي موحد، وعملة إسلامية موحدة، في الوقت الذي ظهرت فيه تباينات حول جدوى التحوط من مخاطر المشتقات في رسالة محاسبية قوية يجب الاهتمام بها. وفي هذا الصدد قال آتكن ديفيس رئيس جمعية المحاسبين القانونيين البريطانية في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بالرياض إن جمعية المحاسبين القانونيين البريطانية ترى قيمة مضافة في المصرفية، مؤكداً اهتمامهم بالمصرفية الإسلامية، والدراسة والبحث في هذا المجال ونقل الخبرات المتعلقة به داخل مؤسستهم، مشيراً إلى الاهتمام المتنامي بها في أوروبا والعالم. إلى التفاصيل:

> بداية نود إعطاءنا نبذة عن مؤسستكم؟

ـ منظمة «إيه سي سي إيه» تعتبر أكبر منظمة عالمية محاسبية على مستوى العالم، حيث تأسست منذ أكثر من مائة عام وتحديداً في عام 1904، وتمتلك 80 مكتباً موزعة على مستوى العالم، وتمنح الزمالة في المحاسبة ويحصل طلابها والدارسون لشهادة المحاسبة القانونية على درجة المحاسبة التطبيقية من جامعة أكسفورد برووكس البريطانية، والتي تعد ضمن أفضل 10 جامعات في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى منح الدرجات العليا الأخرى في المجال نفسه. > ما أهمية وأهداف الاتفاقية التي أبرمتها جمعية المحاسبين القانونيين البريطانية مع الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين على هامش انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للمحاسبة والمراجعة بالرياض أخيراً؟

ـ مذكرة التفاهم التي وقعناها مع الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين أخيراً تهدف في المقام الأول إلى تأسيس علاقة تعاون مشترك أوثق بين الجانبين في مجال مهنة المحاسبة والمراجعة لترقيتها وتطويرها، وتشمل مجالات مهنية عدة، منها مجال تبادل المعلومات المتعلقة بمهنة المحاسبة، وإجراء البحوث الفنية، وإقامة الفعاليات المهنية المشتركة، والمشاركة في تقديم المشورة للهيئات المهنية الأخرى. > كيف ترى التوجه نحو المصرفية الإسلامية في ظل الأزمة المالية العالمية؟

ـ هناك بلاد استفادت من النظام المصرفي الإسلامي في مجابهة بعض الإشكالات. ولكن أعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن أن نتعلّمه من تجارب صناعة المصرفية الإسلامية، ونأمل في المزيد من التعاون في توسيع دائرة تبادل التطبيقات الإسلامية على كافة أوجهها.

> كيف تنظر لمستقبل الصناعة المالية الإسلامية؟

ـ برز اهتمام البلاد الأوروبية لصناعة المصرفية الإسلامية وأخذت تتلقفها، ونحن كجمعية المحاسبين القانونيين البريطانية نرى قيمة مضافة في المصرفية الإسلامية. كما أننا مهتمون بالمصرفية الإسلامية، ومهتمون كذلك بالدراسة والبحث خلال هذا الموضوع ونقل الخبرات المتعلقة به داخل مؤسستنا.

> هل هذا يعني أن لديكم توجهاً للتعامل مع القوانين المصرفية الإسلامية والاستعانة بها لتطوير المعايير المحاسبية في بريطانيا؟

ـ هناك توجه عام للاستفادة من تجارب الدول الإسلامية فيما يتعلق بتطبيقات قوانين صناعة المصرفية الإسلامية، وأعتقد أن ذلك سيسهم بالفعل في الاستفادة من مزاياها في تطوير المصرفية في بريطانيا، حيث إن اقتصاديات الدول الإسلامية، ومن بينها السعودية، استفادت منها في هذا المجال.

> هل يعني أنكم في المنظمة اقتنعتم بإدخال الرقابة الشرعية جنباً إلى جنب مع الرقابة القانونية؟

ـ هذا الموضوع أصبح مطروحاً للدراسة، وعلى كل حال إذا تم شيء من هذا القبيل فأرى لابد أن ينضبط ويتسق ويتماشى مع القوانين الإنجليزية التي تحكم عمل المصارف حالياً في بريطانيا.

> برأيكم ما أهم المعايير المحاسبية التي تنوون طرحها في الوقت الراهن؟

ـ أعتقد جازماً أن أهم المعايير المحاسبية التي ينبغي النظر إليها بنوع من الاهتمام هي تلك التي تتعلق بعمل المؤسسات المالية حالياً، وبالتحديد المشتقات والمنتجات المالية التي تسببت بشكل أساسي في هبوب عاصفة الأزمة المالية العالمية التي انتظمت كل العالم، حيث لابد من مراجعة هذه المعايير بحيث يتم ضبطها. وكنت قد تمنيت أن تكون أهم المواضيع التي من المفيد أن تتطرق إليها قمة العشرين الاقتصادية التي عقدت أخيراً ببريطانيا بشكل جدي وموسع لأنه في ذلك مفتاح الحلول للخروج من هذه الأزمة.

> ما أهم التحديات التي تواجه عمل «إيه سي سي إيه» في ظل الأزمة المالية العالمية؟

ـ بلا شك فإن أهم التحديات التي تواجهنا في إيه سي سي إيه ما يمكن أن ينجم عن انعكاسات وتداعيات هذه الأزمة المالية، وبالأخص على عدد أعضاء المنظمة البالغ 131 ألف عضو، بالإضافة إلى 361 ألفاً من الطلبة المسجلين لدينا. فيما يتعلق بالاحتفاظ أو خسارة مواقعهم ووظائفهم أو حتى العثور على وظائف مستقبلا، علماً بأن لدينا في موقعنا الإلكتروني مزود معلومات يساعد من حيث الموارد والمصادر المعلوماتية على العثور على فرص العمل أو التطوير، ولكن أؤكد مع كل ذلك أن «إيه سي سي إيه» في حالة نمو وتطور مستمر وما زال عدد أعضائها وعدد طلبتها في ازدياد.