بيت التمويل الكويتي للأبحاث المحدودة

لاحم الناصر

TT

قلما تجد مؤسسة مالية إسلامية تعنى بالبحث والتطوير، فضلا عن أن تنشئ شركة متخصصة في هذا الجانب، وهذا أحد المآخذ على مؤسسات الصيرفة الإسلامية، التي كثيرا ما نبهنا لها في هذه الزاوية ودعونا المؤسسات المالية الإسلامية إلى العناية بها إذا أرادت أن تحقق ذاتها بعيدا عن الجري خلف الصيرفة التقليدية ومحاولة استنساخ منتجاتها، مما يجعلها غير مؤهلة لتقديم الحلول لأزمات العالم المالية. كما أننا نبهنا في هذه الزاوية مرات ومرات عن القصور في جانب المعلومات المتوفرة عن الصيرفة الإسلامية وتضارب الأرقام بشأنها، ولفتنا إلى أنه لا يوجد مصدر موثوق في هذا الجانب يمكن الاعتماد عليه نتيجة لعدم وجود قاعدة بيانات لهذه الصناعة نتيجة لعدم وجود مؤسسات متخصصة في هذا الجانب. إلا أنه وفي أثناء بحثي عن بعض المعلومات حول الصيرفة الإسلامية في الإنترنت وقعت على موقع شركة بيت التمويل الكويتي للأبحاث المحدودة http://www.kfhresearch.net التي عرفت عن نفسها بأنها شركة تابعة لبيت التمويل الكويتي أنشأها عام 2007 م في ماليزيا. تعنى هذه الشركة بالبحث والتحليل في مجال الاقتصاد الكلي والقطاعي للدول وفي مجال العملات والسلع الأساسية وأسواق رأس المال الإسلامية. ويتميز الموقع بمجانيته بالكامل، حيث يمكن لزائر الموقع الاستفادة من محتويات الموقع بالكامل من حيث التصفح وحفظ التقارير بمجرد انتسابه لعضوية الموقع والتي تتطلب الموافقة عليها حوالي أربع وعشرين ساعة من حين التسجيل بالموقع. ومن المواد المميزة على الموقع التي أنصح بالاطلاع عليها تقرير بعنوانGlobal Islamic Finance Directory 2008 ومع أن الفكرة التي تقوم عليها الشركة هي الأبحاث والمعلومات في مجال الاستثمار الإسلامي. إلا أن الباحث في الموقع يخرج بانطباع مختلف عن ذلك، حيث يغلب على ما صدر عن الشركة من أعمال طابع التقليدية والعموم، ومن ثم فإنه يجب على الشركة إعادة النظر في استراتيجيتها وخطط عملها بحيث تخدم الهدف الذي أنشئت من أجله، وهو مجال الأبحاث والمعلومات الخاصة بصناعة الاستثمار الإسلامي، بحيث تركز على كل ما يخص هذه الصناعة بالجمع والبحث والتحليل. وعلى الشركة القيام بما يلي: أولا: العناية بالدراسات المستقبلية الخاصة بصناعة الصيرفة الإسلامية من حيث الأسواق والمنتجات. ثانيا: إيجاد قاعدة بيانات خاصة بمؤسسات هذه الصناعة حول العالم يتم تصنيفها قطاعيا وجغرافيا وحسب الدول مع تحديث هذه القاعدة دوريا.

ثالثا: إيجاد قاعدة بيانات خاصة بأعضاء الهيئات الشرعية والباحثين في مجال الصيرفة الإسلامية.

رابعا: إصدار تقارير دورية ربع سنوية حول صناعة الصيرفة الإسلامية قطاعيا وجغرافيا وبحسب الدول.

خامسا: إيجاد قاعدة بيانات للفتاوى والقرارات والأبحاث الخاصة بهذه الصناعة. سادسا: العناية بجانب استطلاعات الرأي الخاصة بصناعة الصيرفة الإسلامية من حيث اختبار حساسية العملاء تجاه توافق المنتجات مع الشريعة الإسلامية في الدول الإسلامية ومدى رضاهم عن هذه المنتجات والمؤسسات ومن حيث مشاعر المواطنين في الدول غير الإسلامية تجاه هذه الصناعة ومدى قبولهم لها وتأثير وجود مؤسسات هذه الصناعة على نظرتهم للإسلام والعالم الإسلامي.

سابعا: العناية بنشر المعرفة بهذه الصناعة عبر توفير كتب ومنشورات تعريفية بهذه الصناعة تشرح منتجاتها والأصول التي تقوم عليها على الموقع.

ثامنا: العناية باللغة العربية التي هي لغة مصادر التشريع من قرآن وسنة ولغة التراث الفقهي التي بنيت عليها هذه الصناعة. كما أنها لغة الشركة الأم الممولة لهذا المشروع والتي من حق المساهمين فيها أن يكون للغتهم نصيب فيما يصدر عنها لأنها هويتهم التي يعتزون بها، وأهل الكويت خاصة معروفون باعتزازهم بهويتهم ولغتهم العربية، فيجب على الشركة إصدار نسخة باللغة العربية من الموقع بجميع محتوياته. كما يجب أن تكون هناك نسخة مطبوعة باللغة العربية موازية لكل ما يطبع باللغة الإنجليزية. هذه أهم الأعمال التي يجب على الشركة القيام بها إن أرادت أن تكون رائدة في مجالها وأن تؤدي رسالتها التي أنشئت من أجلها. وفي الختام لا يسعني في هذا المقام إلا أن اشكر بيت التمويل الكويتي والقائمين عليه على هديتهم القيمة لهذه الصناعة والمهتمين بها التي أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتهم. والله من وراء القصد.

* مستشار في المصرفية الإسلامية [email protected]