تأسيس شركة بوسنية برأسمال 100 مليون دولار لتوسيع الاستثمار الإسلامي في البلقان

منتدى أعمال البنك الإسلامي للتنمية يستعرض تجاربه الناجحة في البوسنة والهرسك

جانب من اجتماع منتدى «ثقة» الذي نظم في جدة الأسبوع الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

وافق منتدى الأعمال لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية (ثقة)، على تأسيس شركة استثمارية بوسنية برأسمال يبلغ 100 مليون دولار، على أن تكون أنشطتها متوافقة مع الشريعة الإسلامية وفي منطقة البلقان في أوروبا.

وشهد اجتماع منتدى (ثقة) الذي نُظم الأسبوع الماضي في جدة، استعراض الفرص المواتية للنمو والانتشار في منطقة البلقان، والنجاح الذي تشهده منطقة البوسنة والهرسك، خاصة المجموعة المصرفية والعقارية البوسنية «بوسنيا بنك إنترناشيونال»، ومجموعة «بي بي آي». وتسعى مجموعة «بي بي آي» لأن تصبح مركزا للاستثمار الإسلامي في منطقة البلقان؛ حيث إنه البنك المحلي الكبير الوحيد الذي يعمل وفق المبادئ الإسلامية هناك.وخلال الاجتماع الذي حضره عدد من رجال الأعمال والمستثمرين ممن شاركوا في منتدى سراييفو للأعمال الذي نظم الشهر الماضي، أثنى الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، على رغبة كثير من المستثمرين ببحث إمكانية تأسيس كيان يتم من خلاله الاستثمار في القطاعات الواعدة في الاقتصاد البوسني والمنطقة، ودعم البنك الإسلامي للتنمية للدول الإسلامية والأقليات المسلمة هناك.

ومن ناحيته، قال خالد العبودي نائب رئيس مجلس إدارة «بي بي آي» ورئيس المجموعة العقارية: «إنهم يسعون في المجموعة إلى مد جسر التعاون بين جنوب شرقي أوروبا وبلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، مشددا على أنهم معنيون بزيادة حجم العمليات في البوسنة والتوسع في المنطقة، مشيرا إلى أن الذراع العقارية بالمجموعة تحقق أرباحا عالية».وأشار إلى أن البنك الذي يقدر إجمالي أصوله بنحو 250 مليون ماركا بوسنيا (170.6 مليون دولار) قد حقق في عام 2009 ارتفاعا في أرباحه بنسبة 187 في المائة، وزاد عدد عملائه بنسبة 35 في المائة، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية.ويشترك البنك الإسلامي للتنمية، ومقره جدة، وبنك دبي الإسلامي، وبنك أبو ظبي الإسلامي في ملكية «بي بي آي» ومقره سراييفو. وللبنك 15 فرعا تعمل في الاتحاد الكرواتي - الإسلامي، وهو إحدى منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي، تشكلان البوسنة منذ انتهاء الحرب.

وتابع العبودي أن بنك «بي بي آي» نجح في مواءمة منتجاته مع القوانين المحلية، وأنه يتفاوض حاليا من أجل التوسع في مقدونيا، وهي إحدى دول منطقة البلقان التي توجد بها أقلية مسلمة، موضحا أن هذه خطوة أولى نحو جعل سراييفو مركزا للاستثمار الأجنبي، لا سيما الإسلامي في البلقان.

وكان نحو 600 من رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين قد شاركوا في «منتدى سراييفو الدولي للأعمال»، الذي استضافته مؤخرا البوسنة والهرسك في عاصمتها سراييفو على مدى يومين.وخلال المنتدى تم تقديم 175 مشروعا استثماريا للمستثمرين في أربعة قطاعات اقتصادية؛ هي: الطاقة والبنية التحتية والزراعة والسياحة، وبلغت قيمة هذه المشروعات 11.5 مليار يورو، مما شكل سابقة في التاريخ الاقتصادي للبوسنة والهرسك.

وحقق منظمو الحدث، المتمثلون في منتدى الأعمال لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية (ثقة)، وبنك البوسنة الدولي، أول بنك إسلامي في البوسنة، سبقا تاريخيا في كسب دعم المجتمع المحلي من كافة الدوائر السياسية والاقتصادية في البوسنة والهرسك. وشكل حضور شخصيات مؤثرة في المجال الاستثماري من بعض أهم أسواق المال أداء في العالم، مثل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، دليلا على أن البوسنة والهرسك سوف تصبح مركزا رئيسيا في هذا الجزء من أوروبا، وهم على استعداد لقبول الاستثمار الأجنبي. وشارك في المنتدى مستثمرون من السعودية والإمارات وقطر والكويت وماليزيا وتركيا وليبيا والكثير من البلدان الأخرى.