باحث أكاديمي: المصارف الإسلامية قادرة على منافسة الأوروبية انطلاقا من مفهوم الربح والخسارة

مدير مركز بحوث الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبد العزيز لـ «الشرق الأوسط»: المراكز البحثية للتمويل الإسلامي تنتشر في أوروبا

د. عبد الله قربان («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الدكتور عبد الله قربان تركستاني مدير مركز بحوث الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة أن المصرفية الإسلامية تشهد انتشارا قويا في أوروبا، حيث أثبتت استقرارها وثباتها في خضم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالأسواق العالمية.

وأضاف الدكتور تركستاني في حوار صحافي مع «الشرق الأوسط» بمكتبه أن عددا كبيرا من الجامعات الأوروبية قطعت شوطا كبيرا في مجال دراسة المصرفية الإسلامية، مشيرا إلى أن هناك اتفاقيات تعاون بين جامعة الملك عبد العزيز وجامعة «آي إيه» الإسبانية في تأهيل الكوادر البشرية في ذات المجال. إلى تفاصيل الحوار:

* كيف تقيمون الاهتمام الغربي بالمصرفية الإسلامية؟

- بدأت المصرفية الإسلامية بالانتشار الواسع في أرجاء العالم، خاصة في بريطانيا التي تعد حاليا مركزا للتمويل الإسلامي، على الأقل في الدول غير المسلمة، والسبب هو اهتمام الحكومة البريطانية، بتغييرها الأنظمة والتشريعات المصرفية لاستيعاب التمويل الإسلامي.

* إلى أي مدى بلغ التعاون الأكاديمي بين جامعة الملك عبد العزيز والجامعات الأوروبية في توصيل مفاهيم المصرفية الإسلامية؟

ـ بالنسبة للأبحاث، هناك اهتمام كبير من جامعة درم البريطانية في التمويل الإسلامي، وهي الآن بصدد إنشاء مركز لأبحاث الاقتصاد الإسلامي، كما تعد جامعة أولد أستون البريطانية من الجامعات المهتمة بالتمويل الإسلامي، حيث أنشأت مركزا للمصرفية الإسلامية، كما يحظى هذا المجال المصرفي الإسلامي باهتمام كبير من جامعة السوربون الفرنسية، وهناك مركز أبحاث آخر في العاصمة الفرنسية باريس، يعنى بدراسة المصرفية الإسلامية.

* هل هناك دور لجامعة الملك عبد العزيز في دعم هذه المراكز البحثية؟

ـ كان للجامعة السبق في العمل في أوروبا، وخاصة في إسبانيا، حيث وقعنا اتفاقية مع جامعة مدريد الإسبانية لإنشاء مركز مختص بأبحاث الاقتصاد الإسلامي، كما تسعى جامعة الملك عبد العزيز لتحضير مؤتمر دولي عن المصرفية الإسلامية، بمشاركة واسعة من عدة جامعات أوروبية، في منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل، كما توجد علاقات أكاديمية جديدة مع جامعة درم البريطانية، ونرجو أن تتمخض عن اتفاقية تعاون معها.

* كيف تقيمون آثار الأزمة الاقتصادية العالمية؟

- خلال الفترة الماضية، وعلى أثر الأزمة الاقتصادية، تنامى الاهتمام الأوروبي بشكل ملحوظ بالمصرفية الإسلامية، حيث إن الأزمة الاقتصادية العالمية كشفت الفرق بين البنوك التقليدية والمصارف الإسلامية.

وعلى المستوى الفلسفي، ليس الأمر بتلك السهولة أن تتبنى المصارف التقليدية مفاهيم التمويل الإسلامي، ولكن إذا نظرنا إلى مفهوم الربح والخسارة، سنجد أن البنوك الإسلامية أثبتت أنها رابحة، ومن هذا المنطلق من الممكن أن تفرض نفسها في قطاع الأعمال على الساحة الأوروبية، ولا ننسى أن الأوروبيين بطابعهم العملي، سيضطرون لتبني مفاهيم التمويل الإسلامي.

* كيف من الممكن إيصال فكرة التمويل الإسلامي وتوضيح مزاياه وحجم الفرق بينه وبين البنوك التقليدية التي اعتاد المواطن الأوروبي التعامل معها؟ ـ من ضمن أركان اتفاقية التعاون التي وقعتها جامعة الملك عبد العزيز مع جامعة آي إيه الإسبانية، توعية العامة من الناس، بإيصال مزايا التمويل الإسلامي، ومفاهيمه الفلسفية فيما يتعلق بعنصر الفائدة، التي تعد ركيزة أساسية في البنوك التقليدية.

* هل هناك دور تضطلعون به لتأهيل الكوادر المصرفية في جانب التمويل الإسلامي، في الدول غير المسلمة؟

ـ بالنسبة لتأهيل الكوادر، تتعاون جامعة الملك عبد العزيز بالتنسيق مع جامعة آي إيه الإسبانية، بإعطاء مجموعة من الدورات التي تختص بتدريس المصرفية الإسلامية، من خلال البرامج الأكاديمية التي تطرحها الجامعة الإسبانية، ومن ضمن بنود اتفاقية التعاون مع الجانب الإسباني، إصدار شهادات مهنية في التمويل الإسلامي، وفيما يتعلق بتأهيل الخبراء في المجال المصرفي الإسلامي، يشكل ذلك تحديا لنا، ويحتاج إلى وقت طويل.

* كيف تقيمون التعاون مع الجامعات الأميركية في مجال دراسات التمويل المصرفي؟

ـ بالنسبة للتعاون مع الجانب الأميركي، بالطبع ليس بذلك الزخم في الجامعات الأوروبية، إلا أننا قمنا بالتواصل مع عدة جامعات أميركية منها جامعة بينتلي الخاصة، وجامعة كاليفورنيا، كما يوجد برنامج لدى جامعة هارفارد الأميركية مختص بالتمويل الإسلامي، حيث قمنا بالمشاركة في الأنشطة السنوية المتعلقة بهذا البرنامج، على أثر دعوة هارفارد للخبراء في التمويل الإسلامي، بإعطاء بعض المحاضرات في ذات الإطار.