مؤتمر مالي يدعو البنوك الإسلامية إلى الشفافية للإفصاح عن نتائجها الفصلية والسنوية

طالب المؤسسات المالية الإسلامية بالاستفادة من أخطاء البنوك التقليدية

TT

طالب مؤتمر مالي إسلامي بضرورة الاستفادة والتعلم من أخطاء البنوك التقليدية خلال الأزمة المالية العالمية، من خلال زيادة الوعي بطرق فهم ورصد وحتى التحكم بمخاطر السيولة، محذرا من مغبة الوقوع في غياهب تخبط المؤسسات المالية التقليدية وسوء استخدامها لأدوات أسواق المال قصيرة الأجل.

ودعا مؤتمر العمل المصرفي والمالي الإسلامي الثالث لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية الذي اختتمت فعالياته منتصف الأسبوع الماضي، إلى ضرورة أن تتبع المؤسسات المالية الإسلامية آلية شفافة في كيفية الإفصاح عن بياناتها المالية ونتائجها الفصلية والسنوية بصيغة واضحة ومفهومة.

من جهته، أوضح رشيد المعراج محافظ «مصرف البحرين المركزي» للمؤسسات المالية الإسلامية، خلال كلمة له أثناء المؤتمر، أن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية عملت جاهدة خلال السنوات الأخيرة للتأقلم مع المعايير الدولية ومواكبتها لاحتياجات الصناعة المالية الإسلامية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الامتثال للمعايير الدولية لا يعني تجاهل أو إهمال مبادئ الشفافية والإفصاح السليمة والتدقيق المالي على أسس سليمة.

وأقر رشيد بوجود تحديات ترتبط بتطبيق معايير اتفاقية «بازل 3» لكفاية رأس المال بالنسبة للمؤسسات المالية الإسلامية، موضحا أن هنالك صعوبات عملية فعلا في تنفيذ معايير «بازل 3» على المؤسسات المالية الإسلامية، داعيا في ذات الوقت المصارف الإسلامية إلى ضرورة أن تدرك أهمية أخذ مسألة مخاطر السيولة على محمل الجد شأنها شأن البنوك التقليدية، وعليها التأكد أيضا من أن تكون معدلات المخاطرة ضمن حدود مقبولة ومتعقلة.

وقال المعراج: «إن الأزمة المالية العالمية الأخيرة أظهرت أن الكثير من البنوك التقليدية كانت تملك رؤوس أموال قادرة على تغطية الخسائر إذا لجأت إلى تسييل أصولها غير أن تلك الأموال لم تستطع تغطية ذلك على أساس مستدام، ولذلك تسعى معايير (بازل 3) إلى ضمان أن البنوك تملك سيولة كافية كما ونوعا تمكنها من إطفاء أي خسائر على أساس دائم».

يشار إلى أن مؤتمر العمل المصرفي والمالي الإسلامي يشكل منصة دولية للنظر في احتياجات ومتطلبات المؤسسات المالية الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى معالجة مختلف القضايا التي تهم وتواجه قطاع الصيرفة الإسلامية الذي يشهد نموا ثابتا بشكل يتسم بالحكمة المصرفية المتوافقة مع الشريعة.

كما يذكر أن فعاليات المؤتمر شهدت مشاركة العشرات من الخبراء والمسؤولين من مختلف دول العالم في مجال صناعة الصيرفة الإسلامية حيث ناقشوا عددا من المحاور المهمة مثل: تحديات تطبيق معايير «IFRS» في الصيرفة الإسلامية، وضرورة استمرارية هيئات الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية، ومدى إمكانية نجاح الوقف «REIT» في الصيرفة الإسلامية، ومدى إمكانية نجاح استخدام الصيرفة الإسلامية في تمويل عمليات التجارة الدولية (المنتجات والأدوات)، وتحديات ومصاعب تطبيق معايير «بازل 3» في المؤسسات المالية الإسلامية وتوزيع الفائض على المساهمين في شركات التكافل بطريقة متوافقة مع الشريعة الإسلامية.