«الرياض» تتأهب لإطلاق منتدى دولي يناقش واقع وآفاق استثمارات رأس المال الجريء

يهدف إلى تصحيح مسار الاقتصاد الإسلامي وتشخيص جدواه الاستثمارية

د. عبد الرحمن الأطرم الأمين العام للهيئة العالمية الإسلامية للاقتصاد والتمويل (الشرق الأوسط)
TT

في خضم الانهيارات التي تعاني منها البلاد الرأسمالية، والاستثمارات التقليدية، تتأهب العاصمة السعودية الرياض لإطلاق منتدى دولي، تتناول خلاله وعلى مدى يومين، أول فكرة جريئة تتمحور حول كيفية رسم خارطة طريق لرأس المال الجريء، يتحدث فيها نخبة من خبراء الاقتصاد الإسلامي.

وتزمع الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل، التي تنظم هذا المنتدى تحت عنوان «استثمارات رأس المال الجريء في المملكة: الواقع وآفاق المستقبل»، خلال يومي 21 و22 من شهر فبراير (شباط) الجاري، تحقيق أهداف تخدم مسار الاقتصاد الإسلامي والأسواق المالية الإسلامية وتصحيحه والتوجه به نحو مستقبل اقتصادي آمن.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبد الرحمن الأطرم الأمين العام للهيئة، أن فكرة منتدى رأس المال الجريء، جاءت انطلاقا من دور الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل، ممثلة في لجنة الأسواق المالية والتي تسعى بدورها للعب دور كبير ومهم في مسألة تصحيح مسار الاقتصاد الإسلامي عموما والأسواق المالية الإسلامية بشكل أخص، وذلك من خلال طرح البدائل الشرعية الفاعلة، ودعمها وتشجيعها.

ويأمل الأطرم في أن تأتي فكرة هذا المنتدى وأهدافه أكلها، لما يمثله الاقتصادي الإسلامي وما يتصل به من استثمارات، من قيمة مضافة على الاقتصاد، والعمل على جني ثماره من خلال خلق الأثر المطلوب في مجال تشجيع المواهب، وصقلها والمواءمة بين أصحاب الأفكار والقدرات، وبين المستثمرين وأرباب رؤوس الأموال، بطريقة علمية احترافية أثبتت التجارب جدواها وأهميتها.

ويعتقد أن هذا التوجه، ينعكس كذلك بشكل إيجابي، على تخفيض البطالة وخلق فرص عمل، بل ودعم الصناعة والتجارة والأنشطة الاقتصادية ذات الأثر الإيجابي بشكل عام، وهو ما يسهم في تحقيق مقاصد الشريعة في المال، بل ويمثل ترجمة عصرية لعقود المشاركات والمضاربات الحقيقية التي تعكس كثيرا من نظريات الاقتصاد الإسلامي وأدبياته.

وأضاف الأطرم أن من شأن الاهتمام بهذا التوجه، الإسهام في الخروج من جدليات المصرفية الإسلامية المعاصرة وإشكالياتها التي تدور في فلك المديونية والحيل والمخارج الدائرة حولها، الأمر الذي يعني ضرورة إبراز هذه المنتجات ودعمها لما لها من الأهمية بمكان.

وشدد على ضرورة وأهمية التوجه الحكومي لدعم شباب الأعمال وأصحاب الأفكار وتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة، وطرح مجموعة من المبادرات في هذا السياق، من خلال هذا التوجه، الذي يضيف إلى ذلك بعدا اقتصاديا بناء وفعالا.

ومن أهداف المنتدى كذلك تعريف الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين بأهمية استثمارات رأس المال الجريء، وجدواها الاستثمارية مع تحقيقها للمسؤولية الاجتماعية، بالإضافة إلى مساعدة الجهات الحكومية ذات العلاقة في توفير البيئة التنظيمية المشجعة لدعم استثمارات رأس المال الجريء، بجانب العمل على تعزيز دور الجهات الأكاديمية والبحثية في رفد هذا النوع من الاستثمارات.

ومن شأن هذا المنتدى إبراز المبادرات والتجارب الحكومية في دعم استثمارات رأس المال الجريء، وعرض تجارب القطاع الخاص في هذا المجال، مع أهمية ممارسة نوع من توعية المبدعين والمبدعات وتنبيههم لأهمية هذا النوع من الاستثمارات، بالإضافة إلى دوره في ترجمة إبداعاتهم إلى مشاريع ربحية، ومساعدتهم للوصول إلى الجهات التي يمكن أن تتبناهم.

كذلك من المؤمل أن يعمل هذا المنتدى، على استقطاب جهات دولية لعرض تجارب متميزة لاستثمارات رأس المال الجريء وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، وأهم عوامل نجاح هذه التجارب، للاستفادة منها.

ويسعى القائمون على أمر هذا المنتدى كذلك إلى تطوير فكرته وتحويله إلى منتدى إقليمي سنوي، لمناقشة جوانب هذا النوع من الاستثمارات، تمهيدا لجعله حجر الأساس لمركز أبحاث ودراسات متخصصة لدعم هذا النوع من الاستثمارات.

ويشتمل هذا المنتدى على خمس جلسات، الأولى تهتم بتعريف استثمارات رأس المال الجريء، من خلال عدد من الأوراق والتي تتناول لمحة عامة عن استثمارات رأس المال الجريء من خلال استعراض المناهج الدولية في تعريف استثمارات رأس المال الجريء، وبالأخص التفريق بين المنهج الأميركي والمنهج الأوروبي، والتعرف على أنواع استثماراته، ودراسة خصائصه ومزاياه وأهميته، بالإضافة إلى تقييم العلاقة من حيث أوجه الاتفاق والافتراق، بين استثمارات رأس المال الجريء والاستثمارات المشابهة، مثل «الاستثمارات في الأسهم الخاصة، وتمويل المنشآت المتوسطة والصغيرة».

وتحت عنوان: «عوامل نجاح استثمارات رأس المال الجريء»، يتناول المشاركون في الجلسة الثانية، دور القوانين والأنظمة في دعم استثمارات رأس المال الجريء، مستعرضين مسيرة المؤسسات التعليمية ودورها في دعم استثماراته، بالإضافة إلى تقييم دور الجهات الحكومية والإشرافية في دعمها، وكذلك دور حاضنات الأعمال في ذلك، مع الوقوف على دور التطوير والتدريب لتحويل الأفكار والمشاريع إلى فرص استثمارية ناجحة، مع دعم الشركات لاستثمارات رأس المال الجريء، من زاوية المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع.

وتناقش الجلسة الثالثة تحت عنوان «استثمارات رأس المال الجريء: رؤية شريعة»، استثمارات رأس المال الجريء في ميزان المقاصد، ودورها في تحقيق أهداف الاقتصاد الإسلامي وغاياته، بالإضافة إلى تقييم الضوابط الشرعية لاستثماراته، فيما تتناول الجلسة الرابعة تحت عنوان: «استثمارات رأس المال الجريء في المملكة: الواقع وآفاق المستقبل» البيئة القانونية في السعودية ودورها في دعم استثمارات رأس المال الجريء.

كما تتناول الجلسة الرابعة، وضع القطاع الحكومي ودوره في دعم استثماراته من حيث الواقع والمأمول، مع بحث وضع الشركات الوطنية وتجاربها في دعم هذا النوع من الاستثمارات، بالإضافة إلى الوقوف على تجربة المصارف الاستثمارية، أي شركات الاستثمار، ودورها في قيادة هذه الاستثمارات ومن ثم الانطلاق نحو التطلعات المستقبلية.

وتتطرق الجلسة الخامسة والأخيرة في هذا المنتدى، تحت عنوان «تجارب دولية في استثمارات رأس المال الجريء» إلى طرح تجارب الشركات الدولية المستثمرة فيه بشكل أوسع وأشمل.