رئيس «صفا» الاستثمارية: هدفنا إدارة الأصول الإسلامية بأحدث التقنيات

جون ساندويك لـ «الشرق الأوسط»: نعمل على ابتداع طريقة لتحويل الأصول الكامنة في المرابحة إلى الاستثمارات النشطة

جون ساندويك الرئيس التنفيذي لـ«صفا» للخدمات الاستثمارية
TT

تعكف شركة عالمية متخصصة بالخدمات الاستثمارية، على اختيار عدد من المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، التي يزيد عددها عن الـ800، بما يقدر مبلغها بقرابة الـ100 مليار دولار من حيث الأصول، وفق برامج متقدمة جدا لدراسة هذه الاستثمارات واختيار أفضلها فقط، بعد التأكيد على صحة ما ورد حولها من فتاوى تأتي من مصادر موثوقة.

وقال جون ساندويك، الرئيس التنفيذي لـ«صفا» للخدمات الاستثمارية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن (صفا) للخدمات الاستثمارية، تعكف على تطبيق نظرية المحفظة المالية الحديثة، التي يمكن أن تكون أفضل النظريات لتحقيق الأهداف الاستثمارية، لملء الفجوة التي يعانيها مجال الاستثمار في الأوقاف بشكل علمي وتقني تطبيقي»، موضحا أنها تدار من سويسرا، ومن السعودية التي ستشهد عاصمتها افتتاحه في أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأضاف أن الهدف من تأسيس «صفا» للخدمات الاستشارية، هو تعزيز العمل الوقفي ومن ثم مساعدة العاملين في إدارة حقول الأوقاف، من خلال تزويدهم بالتكنولوجيا الحديثة المتاحة للاستثمار في هذا المجال بشكل أكثر حرفية ومهنية، مشيرا إلى أن شركته ستسد الفجوة في الخدمات المصرفية للأفراد، والخدمات المصرفية الاستثمارية، وخدمات الشركات، بجانب السمسرة والتجارة، وإدارة الأصول المصرفية.

وقال: «أنا لا أعتقد أن أحدا يجادل، بأن هناك أقل من تريليون دولار من الأصول في القطاع المصرفي الإسلامي في جميع أنحاء العالم، غير أن المشكلة تكمن في كيفية وطبيعة توزيع هذه الأصول، ولذلك أرى أنه من الأهمية بمكان، أن تقوم إدارات الأصول الإسلامية، بعملية تحويل الغالبية العظمى من الأصول الكامنة في المرابحة، إلى مجال الاستثمارات النشطة، كما هو الحال في المجتمعات في جميع أنحاء العالم».

* هلا حدثتنا عن شركة «صفا» للخدمات الاستثمارية وأهدافها؟

- تعتبر شركة «صفا» للخدمات الاستثمارية، الأولى في العالم في مجال إدارة الأصول الإسلامية التجارية، وهي شركة حديثة النشأة، سيعقد حفل افتتاحها في العاصمة السعودية الرياض في أواخر سبتمبر عام 2012، وأنبه إلى أن شركة «صفا» تدار من سويسرا بواسطة إدارة الثروات والأصول الإسلامية، كما تدار من السعودية بالتعاون مع «المستثمر» للأوراق المالية، أما أهدافها فكثيرة، ولكن أهمها العمل على تعزيز العمل الوقفي ومن ثم مساعدة العاملين في إدارة حقول الأوقاف، من خلال تزويدهم بالتكنولوجيا الحديثة المتاحة للاستثمار في هذا المجال بشكل أكثر حرفية ومهنية.

* ما سر اهتمام شركة «صفا» بالأوقاف وما رؤيتكم للاستثمار فيها؟

- الأوقاف هي تعبير عن رغبة الإنسان في تقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين، مثل أولئك الذين ليس لديهم ما يكفي من الطعام، أو بحاجة إلى منزل، أو الذين يعانون المرض، ويقيني أن الأوقاف جزء أساسي في أي مجتمع لأنه سيكون هناك دائما بعض الناس الذين لديهم نوع من المشاكل وبحاجة إلى المساعدة، كما أن هناك تاريخا طويلا ومهما للأوقاف في العالم الإسلامي، علما بأنه كان قد تم وضع الآلاف من الأوقاف للاستثمار، وأرباح هذه الاستثمارات يمكن أن تساعد الفقراء والجوعى، حيث نتفق جميعا على وجوب إدارة تلك الاستثمارات، بعناية فائقة حتى تعطي أفضل فائدة للناس الذين يحتاجون إليها، فضلا عن مساهمتها في تنمية المجتمع ككل.

* كيف تنظر إلى أهمية مشاركتكم في إطلاق أول فترة تدريب تعاوني لدراسة عوائد الاستثمار من الأوقاف الإسلامية من قبل مجموعة متعددة الجنسيات من الشركات المتخصصة بالمصرفية الإسلامية؟

- لأكثر من ألف سنة كان هناك أوقاف، غير أنه حتى الآن، يبدو لي أن الأوقاف ما زالت تدار كما أديرت منذ مئات السنين، على الرغم من أن المجتمع بشكل عام يتمتع بفوائد الحداثة، وبالطبع كلنا يعرف أن نظريات الاستثمار هي الآن حديثة ومتطورة جدا، ولكن بالمقابل تم تطبيق القليل فقط من هذا التحديث في استثمارات الأوقاف، وكما أسلفت في بداية حديثي لكم، فإن «صفا» لخدمات الاستثمار تأسست لمساعدة أولئك الذين ينشئون ويديرون الأوقاف، حتى يتمكنوا من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة المتاحة للاستثمار في الأوقاف.

* ما خطط شركة «صفا» للاستثمار الاستراتيجية التي تزمع تنفيذها حاليا ومستقبلا، وما التحديات التي تواجهها في ذلك؟

- أعود مرة أخرى وأقول، إن «صفا» للخدمات الاستثمارية، هي العمل الأول من نوعه في العالم، الذي يستخدم التكنولوجيا العالمية، الأكثر حداثة مع احترام كامل لأحكام الشريعة وتوافقها بشكل كلي، في وقت يملك فيه المسلمون أكثر من 3 تريليونات دولار من المدخرات، التي تدار في حقيقة الأمر بشكل احترافي في جميع أنحاء العالم، ولكن تقريبا لا شيء من ذلك يدخل في الاستثمارات التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية، ومن هنا جاءت «صفا» لتعطي هؤلاء الناس الفرصة الكافية للاستثمار عالميا مع أحدث التقنيات، في الوقت الذي تتوافق فيه مع الشريعة تماما.

* ما المعايير والضوابط التي تحكم عمل «صفا» للخدمات الاستثمارية حول المنتجات المصرفية حتى تتوافق مع الشريعة الإسلامية؟

- في الأساس، هدفنا إدارة الأوقاف من خلال أحدث التقنية بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، ولذلك فإن الخدمات، التي نقدمها لإدارة الاستثمارات لا بد لها أن تكون متوافقة مع الشريعة لأنها معيار عملنا وضابطه، وما يؤكد ذلك انها تكون في العادة مختومة من قبل مكتب المراجعة الشرعي، حيث نختار بعناية الاستثمارات الوحيدة، التي يمكن أن تلبي المعايير الشرعية، وسوف نعمل دائما لضمان عدم مخالفة الشريعة، مثل الفائدة غير الشرعية.

* ما أهم المنتجات المالية والمصرفية الإسلامية التي تتعاطون معها؟

- هناك أكثر من 800 من المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في العالم، بما يقدر مبلغها بقرابة الـ100 مليار دولار من حيث الأصول، ونحن في «صفا» للخدمات الاستثمارية، نقوم باختيار بعضها وفق برامج متقدمة جدا لدراسة هذه الاستثمارات واختيار أفضلها فقط، ثم ندقق في فتواهم لضمان أنها تأتي من مصادر موثوقة، مما يؤكد أن «صفا» تطبق نظرية المحفظة المالية الحديثة، التي يمكن أن تكون أفضل النظريات لتحقيق الأهداف الاستثمارية.

* كيف تقيّم نشاط المصرفية الإسلامية عالميا بشكل عام، وبرأيك ما التحديات التي تواجهها وكيف يمكن تجاوزها؟

- على الرغم من التحديات التي واجهتها، فإنني أعتقد أن المصرفية الإسلامية استطاعت أن تنتشر في العالم الغربي، وإن كانت بنسبة متوسطة عما عليه في العالم العربي والإسلامي، إلا أن المصرفيين الإسلاميين في العالم، قاموا بعمل عظيم في اختبار وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجال أنواع الخدمات المصرفية الإسلامية المختلفة، التي تتألف من خمسة أنشطة فريدة من نوعها، أولها الخدمات المصرفية للأفراد، وثانيها الخدمات المصرفية للشركات، وثالثها المصرفية الاستثمارية، ورابعها السمسرة والتجارة، وخامسها إدارة الأصول المصرفية، ولكن لسوء الحظ لم تحز إدارة الأصول الإسلامية تقريبا بأي اهتمام يذكر، مما خلق فجوة في هذا المجال، ولهذا قمنا بإنشاء «صفا» للخدمات الاستثمارية لملء تلك الفجوة بشكل علمي وتقني تطبيقي.

* هل هناك تقديرات دقيقة بحجم الموجودات المالية الإسلامية في العالم وبكم تقدّر؟

- أنا لا أعتقد أن أحدا يجادل، بأن هناك أقل من تريليون دولار من الأصول في القطاع المصرفي الإسلامي يجميع أنحاء العالم، غير أن المشكلة تكمن في كيفية وطبيعة توزيع هذه الأصول، وفق إحدى الطرق التقنية والإدارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ولذلك أرى أنه من الأهمية بمكان أن تقوم إدارات الأصول الإسلامية، بعملية تحويل الغالبية العظمى من الأصول الكامنة في المرابحة، إلى مجال الاستثمارات النشطة، كما هو الحال في المجتمعات في جميع أنحاء العالم. ومرة أخرى، أشير في هذا المقام إلى أنه تم إنشاء «صفا» لإنشاء خدمات حديثة مهنية لإدارة الأصول الإسلامية، التي يتفق الجميع على حاجتها الملحة، ولذا نقوم بدراسة كيفية ابتداع طريقة مثلى للقيام بهذا الدور بشكل مهني، ويراعي مصالح كافة الأطراف.