السعودية تترقب افتتاح الاكتتاب في أكبر شركة لإدارة الأوقاف في العالم

تهدف لنيل ثقة العالم في خدمات الحفظ والأمانة وتطوير الأصول الوقفية

TT

تترقب السعودية إطلاق أكبر شركة لإدارة الأوقاف في العالم، ومن المؤمل أن تفتح الجهة التي تتبناها باب الفرص على مصراعيه للنخبة من المستثمرين السعوديين الاكتتاب في رأسمالها قريبا.

وفي هذا السياق، أوضح عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة «المستثمر للأوراق المالية» في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن شركته أطلقت أهم نواة لأكبر شركة لإدارة الأوقاف في العالم، تحت اسم «آي ليجاسي»، مبينا أنها ستكون متاحة لنخبة من المستثمرين السعوديين للاكتتاب في رأسمالها، مشيرا إلى اكتمال اكتتاب الجانب الخليجي فيها.

وزاد أن شركة «آي ليجاسي»، تهدف إلى نيل ثقة العالم لتصبح الشركة العالمية المتخصصة الأولى في هذا المجال، مبينا أنها تتولى خدمات الحفظ والأمانة وتطوير الأصول الوقفية، من خلال التمويل أو الصناديق العقارية، بما يحقق عوائد جيدة على الأصول الوقفية.

ووفق الفوزان، فإن شركته تسعى إلى توفير نافذة إلى الأسواق العالمية من خلال انتقاء أفضل بيوت الخبرة، مشيرا إلى أن خدمات شركته تتضمن مراجعة الهيكلة الإدارية والأصول وعمليات الاندماج والاستحواذ والتوسعة وتوفير حلول مالية للشركات المتعثرة.

وأضاف أن شركته نجحت في تقديم العشرات من الصناديق الاستثمارية والعقارية والخدمات المالية الأخرى، أبرزها تغطية أكبر عملية اكتتاب لصندوق عقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحجم يربو على 4 مليارات ريال (مليار دولار)، بهدف إنشاء مدينة رقمية في مدينة الرياض، كما قامت الشركة خلال العام الحالي بترتيب عمليات تمويل لمجموعة كبيرة من عملائها في السعودية تجاوزت في مجملها 3 مليارات ريال (800 مليون دولار).

وتمتلك الشركة، وفق الفوزان، خدمات ومنتجات متنوعة في الطروحات الأولية وإدارة المحافظ الاستثمارية وتقديم الاستشارات المالية، بجانب امتلاكها حزمة من الاستثمارات الخاصة في بعض أسواق المنطقة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والتطوير العقاري، بالإضافة إلى إطلاقها عدد من الصناديق الاستثمارية والعقارية، للحصول على أكبر حصة في السوق السعودية.

وتوقع أن تؤدي تلك الإنجازات إلى رفع الملاءة المالية لشركة المستثمر للأوراق المالية، وتدعيم مركزها المالي القوي في أساسه، وبالتالي قدرتها على إجراء توزيعات أرباح لمساهميها عن نتائج العام الحالي 2012، مشيرا إلى أن السياسات التي اتبعتها شركته توجتها بحصول صندوق المستثمر للمرابحة بالريال كأفضل صندوق أداء في السوق السعودية للعام الثالث على التوالي.

وأضاف الفوزان، أن الشراكة الاستراتيجية التي عقدتها شركته مع شركة صفا للخدمات الاستشارية بجنيف، تعزز العمل الوقفي ومساعدة العاملين في إدارة قطاع الأوقاف، من خلال تزويدهم بالتكنولوجيا الحديثة المتاحة للاستثمار في هذا المجال بشكل، أكثر حرفية ومهنية.

وكان قد أثمر اتفاق بين المستثمر للأوراق المالية الخليجية في الرياض، وشركة إدارة الأصول والثروات الإسلامية السويسرية في جنيف، إطلاق منتج إسلامي جديد تحت اسم «صفاء» مؤخرا، بهدف تحويل الأصول الكامنة في المرابحات الشرعية ذات العائد المتدني إلى الاستثمارات النشطة الآمنة متدنية المخاطر، جيدة العوائد سهلة التسيل والاسترجاع.

وأوضح الفوزان، في لقاء نظمته الشركة بهذه المناسبة، وضم عددا كبيرا من رجالات المال والأعمال في العاصمة السعودية الرياض مؤخرا، أن شركته تسعى للحصول على إلمام شامل بمتغيرات الأسواق من خلال البحث والتحليل، حتى تتمكن من التعرف على الفرص الاستثمارية المتميزة.

وأضاف أن منتج «صفا» أولى خطوات استراتيجية «المستثمر للأوراق المالية» في توسيع خدماتها بهدف إدارة الأصول العالمية ذات السيولة السريعة، في ظل وجود مئات المليارات من الدولارات من المدخرات في الاستثمارات السعودية، التي تحتاج إلى استثمارات ذات سيولة طويلة الأجل، مبينا أن شركته تطبق نظرية المحفظة المالية الحديثة لملء الفجوة التي يعانيها مجال الاستثمار، خاصة في قطاع الأوقاف بشكل علمي وتقني تطبيقي.

وقال: «إن تطوير الأوقاف وإدارتها بشكل علمي مدروس، سيدر عائدا كبيرا على العقارات المهملة وغير المستغلة لسنوات، بسبب بعض المشكلات التي تدور حولها، أو بسبب افتقار الخبرة العلمية والقدرات الحرفية لدى مديري الأوقاف، حيث إنه بجانب عدم تطويرهم لتلك الأصول، فهناك بون شاسع بين أن تثق في نزاهة وأمانة الشخص وأن تثق في مهنيته واحترافيته لأدائه عمله».

ولمح إلى أن شركته سوف توظف شراكتها من خلال هذا المنتج الجديد، لابتداع سبل حماية الأعيان والأصول الوقفية، والحفاظ عليها من خلال تطويرها ورفع قيمتها وكفاءتها الإنتاجية بما يحقق تعظيم الإيرادات وضبط العوائد وتخفيض المصاريف والنفقات الإدارية وتحسين طرق إدارة هذه الأصول، ما من شأنه أن يساعد بتعزيز العائد من العقارات المهملة.

ويعتقد أن هذا التوجه، يتناغم مع رغبة الحكومات العربية والإسلامية في الاستفادة من الأوقاف واستغلال فرصها الاستثمارية بالشكل الاحترافي الأفضل، غير أن الأمر يحتاج إلى تأسيس مركزي يعنى بتطوير عموم الأوقاف في كل البلاد العربية والإسلامية بشكل عام والسعودية بشكل خاص.

وأكد الفوزان، التزام شركته برؤيتها نحو تطوير إدارة الأوقاف، مبينا أنها مجهزة للدخول في ريادة العمل الاستثماري من خلال تقديم حلول استثمارية مبتكرة وتوفير خدمات مالية عالية الجودة، وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.

يشار إلى شركة «المستثمر للأوراق المالية» شركة استثمارية، تم تأسيسها عام 2007 في العاصمة السعودية الرياض، ويبلغ حجم مجموع الأصول التي تديرها حتى الآن أكثر من مليار دولار.