مطالبات بضرورة تعزيز قدرات التمويل الإسلامي التنافسية ووضع مقاييس جديدة تزيد من انفتاحه على العالم

المؤتمر العالمي الـ19 للمصارف الإسلامية بالبحرين يختتم أعماله ويوصي بتبني هيكل أقوى للصناعة

TT

أوصى المؤتمر العالمي السنوي التاسع عشر للمصارف الإسلامية، والذي انطلق في البحرين في الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ويختتم أعماله اليوم الثلاثاء، بضرورة تعزيز قدرات التمويل الإسلامي التنافسية ووضع مقاييس جديدة لهذه الصناعة، مؤكدا على انفتاحه على العالم على نحو متزايد.

ونوه المشاركون إلى أنه في ظل تعافي صناعة الخدمات المصرفية والتمويل التقليدية، من آثار الأزمة المالية العالمية، تلوح في الأفق حاليا، فرصة ممتازة أمام صناعة التمويل الإسلامي، لإثبات قدرتها التنافسية وتعزيز مكانتها على الساحة المالية العالمية.

ودعا المشاركون في المؤتمر، إلى ضرورة تبني هيكل أقوى للصناعة يتيح لها لعب دور أكثر فعالية، ليس فقط داخل الاقتصادات الوطنية، ولكن أيضا عبر الحدود كما يأملون، مشيرين إلى أن هذه الصناعة، شهدت نموا كبيرا، يقدر حجم أصوله بما يفوق التريليون دولار.

من جانبه أوضح ديفيد ماكلين، المدير التنفيذي للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية، أنه في الأعوام الأخيرة، شهدت صناعة التمويل الإسلامي اكتساب البعد الدولي لأهميته، مبينا أن هذه الصناعة تواصل إثبات قدرتها التنافسية ووضع مقاييس جديدة لهذه الصناعة المنفتحة على العالم على نحو متزايد.

وأكد أن القطاع المصرفي الإسلامي، أخذ يحتل مكانة مرموقة، ويلعب دورا حيويا في تسهيل التدفقات المالية عبر الحدود، وخاصة بين الاقتصادات الناشئة، والتي تصب بدورها في صالح زيادة المشاركة العالمية في الأسواق المالية الإسلامية.

وشدد ماكلين بضرورة أن تتكيف هذه صناعة التمويل الإسلامي، مع هذه المتغيرات الجديدة للتمويل العالمي، من أجل تحقيق النمو المستدام، مشيرا إلى أن التمويل الإسلامي، أصبح عنصرا متزايد الأهمية في النظام المالي العالمي.

وزاد: «عقد المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية لعام 2012 تحت شعار «التمويل الإسلامي: التكيف مع الديناميكيات الجديدة للتمويل العالمي»، لتمكين الخبراء في هذه الصناعة من ابتكار الجيل المقبل، من حلول التمويل الإسلامي التي من شأنها تلبية الاحتياجات متزايدة التعقيد للشركات المقترضة، والمستهلكين، وشركات الإصدار، والمستثمرين.

وطالب ماكلين بضرورة تهيئة الظروف، التي من شأنها خلق مناخٍ أكثر انفتاحا على العالم لمؤسسات التمويل الإسلامي، مبينا أنه إذا ما تحقق، فإنه بالتأكيد سيدفع هذه الصناعة إلى أفق جديدة ومتسعة من النجاح.

وفي هذا الصدد أوضح خالد محمد العبودي، الرئيس التنفيذي والمدير العام للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، ذراع الاستثمار في القطاع الخاص لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بالسعودية، أن من أبرز ما ركز عليه هذا المؤتمر، هو بناء القدرات لدعم تطوير صناعة التمويل الإسلامي على مستوى العالم.

أما محمد جميل برو، الرئيس التنفيذي لمجموعة مصرف الهلال، أكد أن صناعة التمويل الإسلامي باتت في الآونة الحالية، ظاهرة عالمية مع قيام عدد من البلدان غير الإسلامية أيضا بإبداء اهتمامها بهذه الصناعة الحيوية على حد تعبيره.

كما عزز المؤتمر المبادرات الرئيسية، التي من شأنها تعزيز البنية الإشرافية لتسهيل التنسيق والترابط الحدودي والتنمية العالمية لصناعة التمويل الإسلامي، مستعرضا فوائد هذه الصناعة على الاقتصاد الحقيقي في الأسواق الرئيسية، بالإضافة إلى تشخيص مقوّمات صناعة التمويل الإسلامي في دول المغرب العربي، في ظل ظهور الفرص الحالية والتحولات الجديدة.

وتناول المؤتمر تحت عنوان «مناظرات القوة» الإبداعية تحليل استراتيجيات النمو جديدة للتمويل الإسلامي، مع إلقاء الضوء على التحديات التي تقف عائقا في وجه التحول التشغيلي، لتحقيق النمو المربح والمستدام في صناعة الخدمات المصرفية والتمويل الإسلامية.

إلى ذلك، شهد المؤتمر أيضا، إطلاق تقرير القدرات التنافسية للمصارف الإسلامية، الذي تم إعداده بالتعاون مع مؤسسة إرنست آند يونغ، تناول القدرة التنافسية للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية خلال العامين 2012 و2013 في نسخته السنوية التاسعة.

واستعرض كذلك، الجهود التي تبذلها المصارف الإسلامية، للتغلغل إلى قطاع عملاء التجزئة الذي يشكل الركيزة الرئيسية لهذه الصناعة، راسما خارطة الطريق التي تتبناها المصارف الإسلامية، للتحول إلى تطبيق نموذج أعمال مزوج، يهدف إلى تحقيق التميز في العمليات المصرفية ويدعمها الالتزام بتقديم خدمات هذه الصناعة، بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.

وكان قد شهد هذا العام توسيع نطاق مبادرة «العالم يأتي إلى المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية»، ضمت وفودا رسمية تمثل السلطات القضائية للتمويل الإسلامي بما في ذلك البحرين، وقطر، ولوكسمبورغ، وأميركا، والمملكة المتحدة، وبرمودا، وموريشيوس.

وكان قد عقد المؤتمر السنوي العالمي للمصارف الإسلامية، كأكبر وأهم ملتقى سنوي لقادة صناعة التمويل الإسلامي العالمية في العالم، خلال الفترة 9 إلى 11 ديسمبر 2012 في البحرين بدعم من مصرف البحرين المركزي، حيث جمع أكثر من 1200 شخصية بارزة، من قادة الصناعة يمثلون أكثر من 50 دولة.