رئيس مصرف «الإنماء» السعودي: أخضعنا نشاطاتنا لمعايير وقائية دقيقة لتقليل المخاطر وضمان سلامة الاستثمار

الفارس لـ «الشرق الأوسط»: نهيكل حاليا صكوكا إسلامية بطريقة جديدة

عبد المحسن الفارس الرئيس التنفيذي لمصرف «الإنماء»
TT

طرح مصرف «الإنماء» السعودي مؤخرا، عددا من المبادرات والخدمات، التي أثمرت عن نمو عملياته في قطاعي الشركات والأفراد، وبناء مركز مالي جيد للمصرف؛ حيث بلغت موجوداته في نهاية الربع الثالث من عام 2012 ما يقارب 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار).

وقال عبد المحسن الفارس الرئيس التنفيذي لمصرف «الإنماء» لـ«الشرق الأوسط»: «بنك (الإنماء) ينفذ خطته الخماسية، والتي تنتهي في عام 2014؛ حيث يتم استكمال بناء شبكة الفروع والصرافات الآلية في مناطق السعودية المختلفة، وتعزيز بناء المركز المالي للمصرف، عن طريق استقطاب أكبر شريحة من الشركاء، مع طرح حلول تمويلية واستثمارية تلائم احتياجاتهم ورغباتهم».

وأضاف: «كنا قد أسسنا شركة (الإنماء) للاستثمار، وشاركنا في تأسيس شركة (الإنماء طوكيو مارين)، والتي يمتلك المصرف «الإنماء» نسبة 28.7 في المائة منها، بجانب دعمنا وتمويلنا الكثير من مشاريع البنى التحتية بالسعودية في مجالات متعددة، مثل الطاقة والمياه والصناعة والإسكان وغيرها»، مشيرا إلى أن المصرف أصبح مجموعة مالية متكاملة، تشمل القطاع المصرفي والقطاع الاستثماري وقطاع التأمين التكافلي.

ووفق الفارس فإنه من الدروس المستقاة من الأزمة المالية العالمية، إخضاع نشاطات مصرف «الإنماء» المختلفة، للكثير من المعايير الوقائية والدقيقة، بهدف تقليل المخاطر وضمان سلامة الاستثمار، مشيرا إلى أن الأزمة المالية، أثبتت سلامة سياسات مؤسسة النقد العربي السعودي الرئيسية والمتوازنة.

وأوضح أن قاعدة الاقتصاد السعودي، كانت مهيأة لاستيعاب مزيد من الاستثمارات، مبينا أن آثار الأزمة المالية على السعودية كانت محدودة، وذلك بسبب زيادة الإنفاق الحكومي على المشاريع الكبيرة مثل الطرق والكهرباء والمياه والإسكان والسكك الحديدية وغيرها.

وعن تجربة مصرف «الإنماء» في إصدار الصكوك، أكد الفارس أن شركة «الإنماء للاستثمار» التي يملكها، أسهمت بشكل كبير في هيكلة صكوك «ساتورب»، التي تم طرحها عام 2011، كما أنها تعمل حاليا كمدير إصدار مشارك ومتعهد للتغطية، وتتولى هيكلة الصكوك من الناحية الإسلامية لإحدى الإصدارات الحديثة، التي سيتم الإعلان عنها بعد المصادقة النهائية عليها من الجهات ذات العلاقة.

وزاد أن المصرف قدم الكثير من المنتجات والخدمات الجديدة، التي تقدم للشركاء ومنها منتج تقسيط خدمة التعليم من دون هامش ربح، بجانب أنه قاد تحالفات لتمويل عدة مشاريع في مجال الطاقة والكهرباء، وعلى مستوى المصرفية الإسلامية، يعتقد الفارس أنها أثبتت أنها أفضل بديل ملائم، مقرا بأنها ما زالت تحتاج إلى المزيد من الدعم من الجهات الإشرافية، لإيجاد هيكل تنظيمي وإشرافي سهل التطبيق ويلائم الاحتياج، وشدد على ضرورة تقديم المصرفية الإسلامية المعاصرة، وفقا لأفضل الممارسات المهنية الحديثة، والمتحوطة بسياسات المخاطر والالتزام والشفافية والإفصاح والتوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية، وذلك لتقديم نموذج، يكون مميزا على المستوى العالمي من حيث الممارسة والتطبيق.

> هلا حدثتنا عن مصرف «الإنماء» من حيث الأهداف والنشاطات وحجم رأسماله وموجوداته وحدود انتشاره؟

- مصرف «الإنماء» يعد أحدث المصارف في السعودية؛ حيث تم تأسيسه عام 2008 كشركة مساهمة عامة، لتقديم جميع الأعمال المصرفية والاستثمارية المتوافقة مع أحكام وضوابط الشريعة الإسلامية، برأسمال قدره 15 ألف مليون ريال (13.3 مليار دولار)، ويزاول نشاط الخدمات المصرفية للأفراد والشركات، كما يقوم بمزاولة العمليات الاستثمارية لحسابه ولحساب الغير داخل السعودية وخارجها وفقا للنظام الأساسي للمصرف والأنظمة ذات العلاقة في السعودية، وتنتشر فروع المصرف اليوم في مناطق البلاد المختلفة، إذ يقدم المصرف خدماته عبر شبكة من الفروع يصل عددها إلى 83 فرعا للرجال والنساء، وحرص مصرف «الإنماء» منذ بداية تأسيسه على السير بخطى ثابتة لتأسيس بنية تحتية مصرفية معاصرة وبناء مركز مالي قوي وتزويد شركاء «الإنماء» بأحدث الحلول المصرفية المعاصرة المتوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية، ما انعكس على الإنجازات المحققة طيلة الفترات الماضية، وبالفعل استطاع المصرف وفق خطط استراتيجية مرسومة من طرح الكثير من المبادرات والخدمات التي تقدم لأول مرة في السعودية، وأدى ذلك إلى تزايد عدد شركاء المصرف ونمو عملياته في مختلف القطاعات، سواء في قطاع الشركات أو الأفراد وأسهم ذلك في بناء مركز مالي جيد للمصرف، أما فيما يتعلق بموجودات المصرف، فقد بلغت في نهاية الربع الثالث من هذا العام 2012 ما يقارب 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار).

> ما الخطط والمشاريع الحالية والمستقبلية التي ينفذها المصرف أو ينوي تنفيذها؟

- كان الانطلاق التشغيلي الفعلي للمصرف في النصف الثاني من عام 2009، وتم في حينه وضع خطة المصرف للأعوام الخمسة التالية وما زال العمل على تنفيذها مستمرا، ومن أهدافنا هذا العام استكمال بناء شبكة الفروع والصرافات الآلية في مناطق السعودية المختلفة، إضافة إلى تعزيز بناء المركز المالي للمصرف عن طريق استقطاب شريحة أكبر من الشركاء وطرح حلول تمويلية واستثمارية تلائم احتياجات ورغبات شركائنا، وقد قام المصرف بتأسيس شركة «الإنماء للاستثمار» وهي شركة مساهمة مملوكة بالكامل لمصرف «الإنماء»، كما قام بالمشاركة في تأسيس شركة «الإنماء طوكيو مارين»، والتي يمتلك مصرف «الإنماء» ما نسبته 28.7 في المائة منها، بالإضافة إلى كل من شركة «طوكيو مارين» العالمية وشركة «سابك» وأخريات، وأيضا قام المصرف بدعم وتمويل الكثير من مشاريع البنى التحتية بالسعودية في مجالات متعددة، مثل الطاقة والمياه والصناعة والإسكان وغيرها، ونستطيع القول اليوم إن مصرف «الإنماء» أصبح ليس مجرد مصرف بل مجموعة مالية متكاملة، تم تأسيسها بنجاح ولله الحمد تشمل القطاع المصرفي والقطاع الاستثماري وقطاع التأمين التكافلي.

> وماذا عن نجاحات وانتشار المصرف في السعودية وهل له فروع في منطقة الخليج؟

- المتأمل لنتائج المصرف خلال الثلاثة أعوام الماضية، يلحظ ارتفاعات متتالية في كل ربع عن الذي يسبقه، وهذا بحمد الله مؤشر من مؤشرات النمو الذي يحققه المصرف، كما أن خدماتنا ومنتجاتنا تتزايد بشكل مستمر لشركائنا، وفروع مصرف «الإنماء» وقنواته الإلكترونية، تشهد نموا مميزا ولله الحمد، فهو اليوم يوجد في جميع مناطق السعودية ومعظم المدن الرئيسية، ونحن نسعى لتنفيذ الخطط المرسومة للوصول بإذن الله إلى أهدافنا المنشودة، أما ما يختص بانتشار فروع البنك بالخارج، أقول حتى الآن جميعها داخل السعودية، ولا يوجد لدينا فروع خارجها، غير أننا حريصون على الانتشار المدروس المتوازن، للوصول لكافة شركائنا أينما كانوا، فمصرف «الإنماء» يوجد حاليا في أكثر من 20 مدينة، إضافة إلى جميع القنوات الإلكترونية من صرافات آلية ومركز اتصال وإنترنت الإنماء وجوال الإنماء متاحة لخدمة الشركاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع أينما كانوا وبدون تحمل عناء الذهاب للفروع.

> وهل تعتقد أن انتشار المصرف المكاني والخدمي يواكب النشاط الاجتماعي له؟

- استطاع مصرف «الإنماء» من تأسيس نشاط اجتماعي يواكب تطلعات شركائنا والمجتمع الذي نعمل فيه وله حقوق علينا على الرغم من حداثته، فالمسؤولية الاجتماعية تأتي ضمن اهتمامات مصرف «الإنماء»، وهناك خطط وبرامج تدعم تطور المجتمع وأبنائه، وتسهم في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة يستفيد منها وينعم بخيراتها المواطن والمقيم بالسعودية، وكان قد قام مصرف «الإنماء» منذ البداية، بتبني كثير من المشاريع التي تخدم المجتمع، منها على سبيل المثال دعم البرامج التعليمية وتدريب طلاب الجامعات السعودية، من خلال نظام التدريب التعاوني والتدريب على رأس العمل، الذي يهيئهم بعد انتهاء فترة التدريب لدخول سوق العمل، بالإضافة إلى أن مصرف «الإنماء» يعد أحد المؤسسين لمعهد ريادة الأعمال الوطني (ريادة)، الذي يعد تنظيما وطنيا مؤسسيا، يعنى ببناء وتنفيذ المناهج والبرامج الداعمة للمؤسسات والجهات العاملة في مجال الريادة وتنمية المشاريع الصغيرة، لمساعدتها في تحقيق أهدافها الرامية لإيجاد فرص عمل لأبنائنا، إضافة إلى تأسيس المصرف لوحدة خاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويله للمشاريع، التي تخدم المجتمع بشكل مباشر مثل محطات توليد الطاقة والمياه والمشاريع العامة والوحدات السكنية وغيرها من الخدمات الأخرى.

> إلى أي حد راض عن ريادية المصرف في السعودية؟ وهل أنت راض عن الأرباح التي حققها المصرف حتى الآن؟

- نعم راضون كبداية قياسا بعمر المصرف ونموه المتسارع، فكما ذكرت لك سابقا عملياتنا في ازدياد، والأرقام المالية تظهر نموا جيدا في جميع الأنشطة الرئيسية للمصرف، كما أن شركاءنا في ازدياد ونلمس الرضا بالخدمات المقدمة لهم، التي نسعى باستمرار لرفع مستواها، وكل ذلك يقودنا إلى الريادة، وأننا سائرون في الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتنا الكبيرة والمتمثلة في تحقيق رؤية المصرف بأن نكون «الشريك المالي المفضل».

> برأيك إلى أي حد كان للأزمة المالية العالمية أثر على القطاع المالي والمصرفي بشكل عام وعلى مصرف «الإنماء» بشكل خاص؟

- مصرف «الإنماء» لم يبدأ نشاطه الفعلي، إلا بعد الأزمة المالية العالمية، التي حصلت في عام 2008، وهذا جنبنا الكثير من تبعات تلك الأزمة وآثارها السالبة التي خلفتها في حينها، غير أننا استفدنا منها من ناحية الدروس المستقاة من تلك الأزمة، وعموما تخضع نشاطات مصرف «الإنماء» المختلفة للكثير من المعايير الوقائية والدقيقة ونسعى دائما لتقليل المخاطر وضمان سلامة الاستثمار، فيما يتعلق بالقطاع المصرفي السعودي فهو قطاع قوي ومتين ويخضع لإشراف قوي من مؤسسة النقد العربي السعودي؛ حيث أثبتت الأزمة المالية العالمية، سلامة سياساتها الرئيسية والمتوازنة، كما أن قاعدة الاقتصاد السعودي كانت مهيأة لاستيعاب مزيد من الاستثمارات، ولكن ثمة حقيقة لا بد منها وهي أن آثار الأزمة المالية على السعودية كانت محدودة جدا، وذلك لأن الحكومة أسهمت في ذلك عن طريق زيادة الإنفاق الحكومي على المشاريع، وكما هو معلوم أن السعودية أعلنت عن أكبر موازنة مالية في تاريخها شاملة الكثير من مشاريع البنى التحتية العملاقة مثل الطرق والكهرباء والمياه والإسكان والسكك الحديدية وغيرها، وكل ذلك أسهم في تلافي آثار الأزمة على المملكة.

> ما فلسفة مصرف «الإنماء» الاستراتيجية في اهتمامها بالمصرفية الإسلامية؟ وهل هناك منتجات إسلامية بعينها يقوم عليها المصرف حاليا؟

- لا يخفى عليك أن العالم اليوم، بدأ بالتوجه نحو المصرفية الإسلامية؛ حيث بدأ بعض صناع القرار في كبرى البنوك والمؤسسات المالية العالمية، بالسعي لتحويل جزء من تعاملاتهم لتتوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية، وذلك لمعرفتهم بأهمية المنتجات والخدمات المصرفية الإسلامية ومقدار تنامي الطلب عليها والحاجة لها، وتجدر الإشارة إلى أن المصرفية الإسلامية ليست فقط للمسلمين وإنما هي خدمات مالية ومصرفية، تقدم لكل إنسان ولذلك أصبحت منهجا عالميا، تمارسه الكثير من المؤسسات المالية العالمية، كما بدأ تدريس مواد عن المصرفية الإسلامية في الكثير من الجامعات في دول عالمية مختلفة، وبالتالي أضحت المصرفية الإسلامية اليوم تحقق نجاحات كبيرة بعد أن أثبتت أنها أفضل بديل ملائم، على الرغم من أنها ما زالت تحتاج إلى المزيد من الدعم من الجهات الإشرافية، لإيجاد هيكل تنظيمي وإشرافي سهل التطبيق ويلائم الاحتياج، ومن الدول التي تقدمت في هذا الجانب السعودية وماليزيا والسودان في حين أن بعض الدول الأخرى، حققت نجاحات أكثر من غيرها، ومن هنا أستطيع القول إن مصرف «الإنماء» منذ انطلاقته الأولى وبدء نشاطه، حرص على تقديم جميع الحلول المالية المتوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية؛ حيث نص النظام الأساسي للمصرف على ذلك، وتم بناء الأنظمة والمنتجات والخدمات وفق ذلك، وشكل المصرف هيئة شرعية تضم نخبة من العلماء المتخصصين في فقه المعاملات والمصرفية الإسلامية في السعودية، كما حرص مصرف «الإنماء» على تقديم المنتجات والخدمات، التي تسهم في تلبية الاحتياج وتنمية الإنسان وتشجع على الادخار والاستثمار.

> ما خطة مصرف «الإنماء» المستقبلية وهل له تجربة حديثة في إصدار صكوك إسلامية؟

- نعم للمصرف تجربة رائدة وحديثة في إصدار الصكوك؛ حيث لديه فريق متخصص في ذلك عن طريق الشركة، التي يملكها بالكامل وهي شركة «الإنماء للاستثمار»، كما أنه أسهم بشكل كبير في هيكلة صكوك «ساتورب»، التي تم طرحها عام 2011م بنجاح، كذلك فإن شركة، «الإنماء للاستثمار»، تعمل حاليا كمدير إصدار مشارك ومتعهد للتغطية، وتتولى هيكلة الصكوك من الناحية الإسلامية لإحدى الإصدارات الحديثة، التي سيتم الإعلان عنها بعد أخذ الموافقات النهائية من الجهات ذات العلاقة، إضافة للاستعداد الكامل للإسهام بشكل فاعل في هذا الجانب.

> ما النجاحات التي حققها مصرف «الإنماء» حتى الآن في عملياته ومنتجاته المصرفية وما الأسباب التي جعلته يحقق هذا النجاح؟

استطاع مصرف «الإنماء» خلال الفترة القصيرة الماضية، استقطاب كوادر بشرية مؤهلة وذات خبرة كبيرة، أسهمت في تحقيق نجاحات مميزة للمصرف، تمثلت في بناء وتأسيس بنية تحتية، حتى تضمن مزيدا من الأمان والخصوصية لشركاء المصرف، كما قدم المصرف جميع القنوات الإلكترونية، بشكل يتلاءم ومتطلبات الشركاء، بالإضافة إلى الخدمات المصاحبة، التي يتم تقديمها للشريك عند زيارة الفرع، وفيما يختص بمنتجات مصرف «الإنماء»، فإن المصرف قدم الكثير من المنتجات والخدمات الجديدة، التي تقدم للشركاء ومنها منتج تقسيط خدمة التعليم من دون هامش ربح، ومنتجات كثيرة أخرى يمثل فيها مقدار هامش الربح نسب منافسة مقارنة بما تقدمه البنوك والمصارف الأخرى، كما أن المصرف كان أول مصرف في المملكة يطبق البطاقة الذكية وكذلك كان أول مصرف في الشرق الأوسط وشرق أوروبا يصدر البطاقات الائتمانية مباشرة إضافة إلى أن مصرف «الإنماء» يعد أول مصرف في المملكة يقدم خدمة صناديق الأمانات الآلية لشركائه، كما أن الموقع الاحتياطي للمصرف يعد أول مركز في الشرق الأوسط يحصل على شهادة «يوتي آي تاير ثري آي»، لتصميم وتنفيذ مراكز المعلومات، يضاف إلى ذلك فإن مصرف «الإنماء» أسهم في دعم المشاريع الخاصة والحكومية الضخمة، خلال فترة الأزمة المالية، بجانب أنه قاد تحالفات ناجحة، لتمويل عدة مشاريع في مجال الطاقة والكهرباء، وما كان ذلك ليتحقق لولا توفيق الله عز وجل ثم الثقة التي يحظى بها مصرف «الإنماء» والكوادر البشرية المؤهلة، التي تم استقطابها، ومتانة المركز المالي، الذي عزز من قدرة المصرف في الدخول في مشاريع كبيرة ورائدة سيكون نفعها على المجتمع والوطن لأعوام مقبلة طويلة.

> كيف تقرأ المستقبل المنظور لواقع وتحديات المصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي سعوديا وخليجيا وعالميا؟

-بدأت المصرفية الإسلامية المعاصرة منذ ما يقارب الأربعة عقود فقط، وعلى الرغم من تطورها خلال تلك الفترة إلا أن ذلك لم يرق للطموح حتى الآن، غير أن مستقبل المصرفية الإسلامية واعد ومشرق وكبير، خصوصا أن الأزمة المالية العالمية، أثبتت أنها أفضل البدائل وأن تأثرها بالأزمة كان محدودا، وهناك حاليا توجه من الكثير من دول العالم إلى المصرفية الإسلامية، ولذلك أعتقد أنها تنمو بنسب جيدة، ونحن على يقين بأن النهج الإسلامي السليم في جميع الأمور يعد الأفضل والأنسب لكل زمان ومكان والمستقبل واعد، ويجب علينا سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي أن نقدم المصرفية الإسلامية المعاصرة وفقا لأفضل الممارسات المهنية الحديثة، التي تأخذ بعين الاعتبار سياسات المخاطر والالتزام والشفافية والإفصاح والتوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية، لكي نقدم نموذجا في الممارسة والتطبيق يكون مميزا على المستوى العالمي.

> كيف تنظر إلى واقع نمو الاقتصاد محليا وإقليميا خصوصا السعودية؟

- نحن متفائلون كثيرا بالمركز القوي للاقتصاد السعودي، والسياسات التي تنتهجها الحكومة السعودية؛ حيث يعد الاقتصاد السعودي الاقتصاد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، ولديه الكثير من المرتكزات القوية، خصوصا فيما يتعلق بالاحتياطي النفطي والإنفاق الحكومي والدعم الذي يحظى به القطاع الخاص، وسوف تسهم المشاريع العملاقة التي تم البدء في تنفيذها، خصوصا النقل العام وبناء المدن الصناعية، وتعزيز دور الصناديق الحكومية مثل صندوق التنمية الصناعي والصندوق العقاري، والتركيز على دعم وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في تعزيز نسب النمو في المستقبل، وأرى أيضا أن النمو الاقتصادي على المستوى الإقليمي مطمئن، أما عن المستوى العالمي، فالكثير من الاقتصاديين يرون أن فترة الركود الاقتصادي، سوف تستمر لفترة أطول مما كان متوقعا ويحتاج العالم إلى عدد من الأعوام للتعافي من ذلك.

> في ختام هذا اللقاء.. ما تطلعاتكم المنظورة لمصرف «الإنماء»؟

على الرغم من الإنجازات التي حققها مصرف «الإنماء»، إلا أنني أعتقد أنه لا يزال أمامنا الكثير من التطلعات، التي نسعى لتحقيقها خلال الأعوام المقبلة، بما في ذلك استكمال بناء شبكة فروع مصرف «الإنماء» المميزة، وتعزيز المركز المالي للمصرف، وتوسيع قاعدة الشركاء، ونحن سائرون لتحقيق الخطط المرسومة لهذا المصرف، لكي يكون المصرف «الشريك المالي المفضل» لدى الجميع.