خادم الحرمين: خلافاتنا الدائمة ورفضنا الأخذ بأسباب الوحدة جعل الأمة تفقد الثقة في مصداقيتنا

شدد على أن التراخي وتناميه حول القضايا العربية أدى إلى التدخل الخارجي

TT

حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، من التراخي العربي وتناميه حول القضايا والمصالح العربية، ما أدى إلى التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، مشددا على أن أولى خطوات طريق الخلاص أن تستعيد دول العالم العربي الثقة في نفسها، وفي بعضنا البعض.

وأشار خادم الحرمين إلى أن عودة الثقة مرهونة بعودة المصداقية «وإذا عادت المصداقية هبت رياح الأمل على الأمة، وعندها لن نسمح لقوى من خارج المنطقة بأن ترسم مستقبل المنطقة، ولن يرتفع على أرض العرب سوى علم العروبة».

وجاء تحذير ملك المملكة العربية السعودية، خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية، في دورته التاسعة عشرة، التي انطلقت أعمالها أمس بالعاصمة الرياض، وقال فيها، إن الفرقة ليست قدر الأمة العربية وأقطارها، وأن التخلف ليس هو المصير المحتوم، مقرا بأن الوحدة بين الدول العربية كافة، ومنذ تأسيس الجامعة، التي تستظل في فيئها منذ ستين عاما، تبدو أبعد منذ إنشاء الجامعة، وقال «منذ أكثر من ستين سنة أنشئت الجامعة العربية، لتكون نواة للوحدة العربية الحقيقية».

وتساءل «ما الذي تحقق من ذلك كله؟ إن الجواب على هذا يكشفه واقعنا، الذي يؤكد أننا اليوم أبعد عن الوحدة من يوم أنشئت الجامعة»، مشددا على أنه لا يلقي اللوم على الجامعة العربية «فالجامعة كيان يعكس أوضاعنا التي يراها بدقة»، وقال «إن اللوم الحقيقي يقع علينا نحن قادة الأمة العربية، فخلافاتنا الدائمة، ورفضنا الأخذ بأسباب الوحدة، كل هذا جعل الأمة تفقد الثقة في مصداقيتنا، وتفقد الأمل في يومها وغدها». ساردا بعض الأحداث والوقائع، التي أدت إلى الضعف العربي طوال هذه الفترة.

من جانبه أعلن الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان، ورئيس الدورة العادية الثامنة عشرة للقمة، افتتاح الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة التاسعة عشرة.

وقد القى فخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان رئيس الدورة العادية الثامنة عشرة للقمة، كلمة قدم فيها خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على ما لقيه والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة في السعودية، سائلا الله ان يعز خادم الحرمين الشريفين، ويعز مكانته، وان يديم على شعب المملكة العز والسعادة مقرونين بالنماء والازدهار.

واستعرض الرئيس السوداني الجهود، التي بذلها خلال رئاسته للدورة السابقة للقمة العربية، مشيراً إلى جهوده الهادفة إلى رفع الحصار الجائر، الذي فرض على الشعب الفلسطيني.

ولفت فخامته النظر إلى الرسائل التي بعثها إلى القادة العرب، لاتخاذ الإجراءات المناسبة للوفاء بدعم موازنة السلطة الفلسطينية.

ونوه الرئيس البشير بمبادرة خادم الحرمين بدعوته قادة حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين الى الاجتماع بمكة المكرمة، لحل خلافاتهم، التي اسفرت عن اتفاق مكة بين الجانبين وإعلان حكومة الوحدة الفلسطينية.

وتطرق الرئيس البشير الى الجهود، التي قام بها ابان الاعتداء الاسرائيلي على لبنان لوقف العدوان، لافتا النظر الى جهوده في سبيل نزع فتيل الازمة، التي نشبت بين المعارضة والحكومة في لبنان، من خلال المبادرة التي دعا اليها بالتعاون مع الامين العام لجامعة الدول العربية، ودعت الى وقف التصعيد الاعلامي والمواجهات في الشارع اللبناني والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واعرب عن الامل في ان توصي هذه القمة بمواصلة الجهود، وصولا الى الحل الذي يجنب لبنان ويلات الفتنة ويحفظ أمنه واستقراره. كما تطرق الى جملة من الجهود التي بذلها خلال رئاسته الدورة السابقة.

بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئاسة الدورة العادية التاسعة عشرة للقمة العربية وافتتاح اعمال الدورة.

من جانبه استعرض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في تقرير، جهود العمل العربي المشترك خلال العام الماضي من قمة الخرطوم في مارس (اذار) من العام الماضي وحتى اليوم، مشيراً إلى أن أجندة العمل العربي تقوم على بنود رئيسية أربعة، هي الوضع الاستراتيجي والسياسي والأمني في المنطقة، وما يرتبط به من مشاكل كبرى، على رأسها فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي والعراق ومأساته ولبنان وانقساماته والسودان ومشاكله والصومال وصعوباته والوضع النووي في المنطقة والهجمة العنيفة التي يتعرض لها الكيان العربي وهويته.

وأكد أن انعقاد القمة العربية التاسعة عشرة في رياض المملكة العربية السعودية وعلى أرضها المباركة يسجل رسالة ذات دلالة في أن الانعقاد السنوي المنتظم للقمة العربية أصبح آلية راسخة في إدارة العمل العربي المشترك، منذ إقرارها في القاهرة عام 2000، وهو أيضا ما تفرضه الضرورات من حتمية الاحتكام الى التنسيق والتضامن، ازاء ما يواجه العرب من تحديات كبرى في منعطف توتر غير مسبوق في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط والعالم العربي.

وكان خادم الحرمين قد استقبل في قاعة الاستقبال بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، بعد ظهر أمس قادة ورؤساء وفود الدول العربية المشاركين في اجتماعات القمة العربية في دورتها العادية التاسعة عشرة. كما استقبل ضيوف المملكة الذين يحضرون افتتاح القمة.

وقد رحب خادم الحرمين بإخوانه قادة ورؤساء وفود الدول العربية في المملكة العربية السعودية متمنيا لهم التوفيق والنجاح في اجتماعاتهم، ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

وحضر الاستقبال الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.