اختيار الجنرال بتريوس لقيادة حربي العراق وأفغانستان

الجنرال بتريوس
TT

اختارت ادارة بوش الجنرال ديفيد بتريوس أكبر قادتها في العراق يوم الاربعاء لتولي مسؤولية العمليات العسكرية في الشرق الاوسط واختارت رجله الثاني السابق لتولي المهمة في بغداد.

ويلمح قرار ترقية كلا من بتريوس والليفتنانت جنرال رايموند اوديرنو اللذين نفذا معا استراتيجية عسكرية جديدة ادت الى تراجع العنف في العراق الى ان واشنطن لا تخطط لاحداث اي تغييرات كبيرة في توجهها ازاء الحرب.

كما يظهر رغبة البنتاجون في تطبيق خبرة بتريوس في محاربة التمرد في العراق على افغانستان حيث ارتفعت وتيرة العنف مع اعادة رص طالبان والقاعدة لصفوفهما.

ووصف روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي بتريوس بأنه أكثر جنرال مؤهل لرئاسة القيادة الوسطى وادارة عمليات مكافحة التمرد في كلا الحربين ومواجهة التهديدات مثل التطرف الاسلامي في مختلف انحاء المنطقة.

وقال جيتس "لا اعرف شخصا في جيش الولايات المتحدة مؤهلا بدرجة أفضل لقيادة هذا الجهد." "رشحته للرئيس لاني على ثقة مطلقة في أنه أفضل رجل للمنصب."

وقال بتريوس في بيان معد سلفا "أتشرف بترشيحي لهذا المنصب وبأن يكون لدي فرصة الاستمرار في الخدمة مع الجنود والبحارين والطيارين ورجال خفر السواحل والمدنيين الامريكيين."

واوضح جيتس ان الرئيس جورج بوش أقر كلا التوصيتين وسيحيلهما الى مجلس الشيوخ.

وطلب البيت الابيض من مجلس الشيوخ الموافقة على كلا الترشيحين سريعا بنهاية مايو ايار لكن جيتس قال انه لا يتوقع ان يسري مفعول التغييرات قبل "اواخر الصيف او اوائل الخريف."

واذا ايد مجلس الشيوخ ترشيحه فسيحل بتريوس محل الادميرال السابق وليام فالون الذي استقال بعد ما تردد عن خلافه مع ادارة بوش بشأن السياسة تجاه ايران.

وتعد القيادة الوسطى اصعب قيادة عسكرية اقليمية.

وهناك سيشرف بتريوس على العمليات الامريكية في منطقة تضم ايران وباكستان و25 بلدا اخر بالاضافة الى المياه الدولية المهمة استراتيجيا واقتصاديا مثل الخليج.

كما تضم مضيق هرمز الذي يقول البعض انه اهم مضيق في التجارة العالمية للنفط الخام حيث يسيطر على أكثر من ثلث اجمالي الشحنات البحرية للنفط.

وسيواجه بتريوس متطلبات تتنافس من حيث الاولوية والاهمية تخص القوات والعتاد في العراق وأفغانستان. كما سيكون مسؤولا عن دعم جهود باكستان لمحاربة الارهاب وادارة التوتورات المتصاعدة مع ايران.

وقال مايكل اوهالون المحلل بمعهد بروكينجس في واشنطن "كل منهما يماثل على الاقل صراع العراق في الاهمية بالنسبة لامن امريكا على المدى الطويل ومع ذلك فان الولايات المتحدة ليس لها مثل ذلك الدور المباشر او حجم النفوذ في ايران او باكستان كالذي كان ولا يزال لديها في العراق."

وقال "وبقدر ما كان عاملا (قائدا) معجزا في العراق فسوف يكون من غير الواقعي توقع ان يكون بوسع الجنرال بتريوس تحقيق أي شيء قريب من النتائج القابلة للمقارنة (مع النتائج التي تحققت في العراق) مع باكستان او ايران في اي وقت قريب."

وكان كل من بتريوس واوديرنو قد تحدثا بقوة بشأن ايران قائلين انها اخطر تهديد طويل المدى للعراق.

وعندما وصل بتريوس العراق في فبراير شباط 2007 كان البلد على شفير حرب اهلية شاملة بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية.

ونفذ بتريوس استراتيجية جديدة حيث امر قواته بترك الامان المتوفر بدرجة اكبر نسبيا في القواعد الكبيرة واقامة مواقع اصغر مع القوات العراقية لتوفير حماية افضل للسكان.

وينسب الى استراتيجيه التي اقترنت باضافة 30 الف جندي امريكي على نطاق واسع الفضل في تراجع العنف والضحايا في مختلف انحاء العراق.

واوجدت ما يكفي من الهدوء النسبي للمشرعين العراقيين للاسراع بسن بعض التشريعات التي تنظر اليها واشنطن على انها حاسمة للاستقرار طويل المدى في البلاد رغم ان مسؤولين امريكيين لا يزالون ينظرون الى التقدم السياسي على انه غير كاف.

وقال جيتس "لقد كان المسار الذي وضعه بالتأكيد الجنرال بتريوس مسارا ناجحا. لذلك بصراحة فاني اعتقد ان البقاء على نفس المسار ليس بالفكرة السيئة. يمكنني القول انه فكرة حسنة."

ويمكن ان يكون لتوجه بتريوس القائم على مكافحة التمرد الاثر الابلغ في افغانستان حيث بذلت قوة يقودها حلف شمال الاطلسي جهدا كبيرا للتمسك بالمكاسب الامنية التي تحققت على حساب طالبان والقاعدة. وتخطط الولايات المتحدة الى اضافة قوات لمنطقة الحرب تلك.

وأشار جيتس الى ان الجيش الامريكي قد حقق نجاحا في المنطقة التي يسيطر عليها في افغانستان وهي المنطقة الشرقية.

وقال جيتس "القضية هي كيف نقوم بعمل افضل مع حلفائنا" في جنوب افغانستان المضطرب.