صربيا تعلن القبض على كرادزيتش أبرز المتهمين بجرائم حرب في البوسنة

TT

القي القبض على رادوفان كرادزيتش زعيم صرب البوسنة ابان الحرب المطلوب في اتهامات بالتخطيط واصدار الاوامر بارتكاب أسوأ فظائع في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بعد هربه لمدة 11 عاما.

وقال الرئيس الصربي بوريس تاديتش في بيان موجز مساء الاثنين كاد مسلمو البوسنة يصيبهم اليأس في سماعه "جرى تحديد مكان كرادزيتش والقي القبض عليه."

وتجمع الناس اثناء الليل في شوارع سراييفو المدينة التي قصفتها قواته بدون رحمة اثناء الحصار الذي استمر 43 شهرا للاحتفال بالقبض على الرجل المتهم بالابادة الجماعية عن مقتل حوالي 11 ألفا من اقرانهم.

وقال فاضل بيكو من سكان سراييفو "هذا افضل شيء يمكن ان يحدث.. انكم ترون الناس يحتفلون في كل مكان... لقد اتصلت بجميع افراد عائلتي وأيقظتهم." أدلى بيكو بهذه الكلمات بينما تدفقت السيارات على شوارع العاصمة البوسنية وهي تطلق ابواقها وبث راديو البوسنة الحكومي مقتطفات من الخطب التي حض فيها كرادزيتش على الكراهية أثناء الحرب.

وقالت مصادر حكومية صربية ان كرادزيتش ظل قيد المراقبة في صربيا بضعة اسابيع بعد تحذير من جهاز استخبارات اجنبي.

وقالت المصادر انه لم يقاوم الاعتقال. وقال محاميه سفيتوزار فوياتشيتش للصحفيين انه ألقي القبض على كرادزيتش مساء الجمعة وهو يستقل حافلة بين ضاحيتين في بلجراد وانه احتجز لمدة ثلاثة ايام قبل الاعلان.

ورحب ريتشارد هولبروك مساعد وزير الخارجية الامريكي السابق للشؤون الاوروبية الذي قام بدور اساسي في التوصل لاتفاقات دايتون لعام 1995 التي انهت الحرب في البوسنة باعتقال كرادزيتش ووصفه بأنه اسامة بن لادن الاوروبي و" مهندس فعلي وحقيقي للقتل الجماعي".

واختفى كرادزيتش بعد أكثر من عام من التوصل الى اتفاقات دايتون عام 1995 وقيام حلف شمال الاطلسي بنشر قوات حفظ سلام في اوائل عام 1996.

وظل مكان اختباء كرادزيتش موضعا لتكهنات دولية منذ اختفائه في عام 1997 . وتردد انه كان يختبأ في الاديرة متخفيا يتنقل بين مخابيء بعيدة بمساعدة شبكة من الاشخاص الموالين له.

وبعد اعتقاله مازال يوجد اثنان يشتبه في قيامهما بارتكاب جرائم حرب تطالب محكمة لاهاي بالقاء القبض عليهما. لكن اعتقال كرادزيتش كاف لتأمين قيام علاقات أوثق بين صربيا والاتحاد الاوروبي وربما الحصول عضوية الاتحاد هذا العام.

ووجه الاتهام الى كرادزيتش مع قائد جيشه الجنرال راتكو ملاديتش بالابادة الجماعية في مذبحة قتل فيها حوالي ثمانية الاف رجل مسلم بوسني تم اعتقالهم وقتلهم ودفنهم في مقابر جماعية في يوليو تموز عام 1995 .

وقالت منيرة سوباسيتش رئيسة رابطة أرامل سربرنيتشا "اعتقال رادوفان كرادزيتش تأكيد بأن كل مجرم سيواجه العدالة في نهاية الامر."

وقالت "انني امل في ان يلزم الناس الهدوء لان كرادزيتش سيبدأ في كشف مواقع المقابر الجماعية مما يجعلنا نعرف الحقيقة بشأن احبائنا."

وجاء القبض على كرادزيتش عشية اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي من المقرر ان يناقش توثيق العلاقات مع صربيا بعد تشكيل حكومة جديدة مؤيدة للغرب يقودها الحزب الديمقراطي بزعامة تاديتش.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "هذا يثبت تصميم الحكومةالصربية الجديدة على تحقيق التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن يوغوسلافيا السابقة. وهو بالغ الاهمية ايضا لطموحات صربيا الاوروبية."

والدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي تصر على ضرورة ان تسلم صربيا جميع المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب سيرون في اعتقال كرادزيتش دليلا على ان زميله ملاديتش القائد العسكري اثناء الحرب والهارب حاليا يمكن القاء القبض عليه اذا توفرت لدى بلجراد الارادة السياسية لمواجهة القوميين المتشددين.

وأشاد الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بالسلطات الصربية لاتخاذها " خطوة حاسمة نحو انهاء حصانة" الذين وجهت اليهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب في حروب البلقان.

وقال في بيان أصدرته الامم المتحدة "هذه لحظة تاريخية للضحايا الذين انتظروا 13 عاما لتقديم السيد كرادزيتش للعدالة."

وقال بعض المسؤولين انهم يتوقعون ان ينقل كرادزيتش بسرعة الى لاهاي لكن مصدرا قضائيا رفيعا في صربيا أبلغ رويترز انه يود البقاء في البلاد لمدة ثلاثة ايام على الاقل الى ان يقدم محاموه طعنا لمنع تسليمه.

ومازال القوميون المتشددون ينظرون الى كرادزيتش على انه المنقذ الوطني في أعقاب انهيار يوغوسلافيا.