الإخوان المسلمون يتوقعون انتكاسة انتخابية في 2010

TT

تعتقد جماعة الاخوان المسلمون أقوى الجماعات المعارضة في مصر انها لا يمكنها بسبب حملة قمع حكومية ان تكرر سريعا النجاح الذي حققته في الانتخابات البرلمانية الماضية.

وليس من المقرر إجراء انتخابات جديدة قبل عام 2010 لكن نائب المرشد للاخوان المسلمون محمد حبيب أبلغ رويترز يوم الخميس ان تزوير الانتخابات والاجراءات الحديثة لمنع أعضاء الجماعة من السعي للفوز بمنصب عن طريق الانتخاب تمثل نذر شؤم للمستقبل.

وقال حبيب في مقابلة بمقر الجماعة في القاهرة "طبعا من غير الممكن ان نحقق ما حققناه في 2005 ." وأضاف "قراءة المشهد السياسي حاليا تقول كده (ذلك) الا اذا حصل ما لم يتوقعه أحد."

وجماعة الاخوان المسلمون محظورة رسميا لكن الحكومة تسمح لها بالعمل علنا. ويرشح أعضاؤها أنفسهم في الانتخابات كمستقلين.

وفازت بحوالي 20 في المائة من مقاعد البرلمان في حين كانت الولايات المتحدة تضغط على مصر لتعزيز الحريات والسماح بمزيد من المشاركة السياسية.

لكن الحملة الامريكية خفت حدتها منذ ذلك الحين. وسمح ذلك للسلطات بتضييق الخناق على الإخوان المسلمون وجمدت أصول عدد من كبار أعضاء الجماعة وسجنتهم بعد محاكمة عسكرية.

وتتهم الجماعة السلطات بتزوير الانتخابات لصالح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وتنفي الحكومة هذه التهمة.

وقال حبيب "السلطة تحاول أو تقوم بتزوير الانتخابات 100 في المائة من خلال التشريعات بالاضافة للاجراءات الاستثنائية بما فيها الإجراءات الأمنية طبعا ناهيك عن الخروقات."

واستدرك قائلا "لا يوجد لنا سبيل أو طريق غير المنهج السلمي وصناديق الاقتراع."

وتقول جماعة الاخوان المسلمون انها تهدف الى إقامة دولة اسلامية في مصر من خلال العمل السياسي والانتخابات.

ويقول محللون ان الحكومة تريد منع الجماعة من تحقيق المزيد من المكاسب الانتخابية التي ستساعدها في تشكيل تهديد جدي لحكم الرئيس حسني مبارك.

لكن نشطاء المعارضة ينتقدون جماعة الاخوان المسلمون بسبب تحمل لطمات من الحكومة دون الرد حتى من خلال الاحتجاجات السلمية.

وقال حبيب ان التواصل مع الناس من خلال توفير خدمات اجتماعية ونشر قيم الاخوان المسلمون من خلال الأعضاء والمتعاطفين هي امور اكثر فعالية من تنظيم احتجاجات ستقمعها الشرطة.

وهَوَن أيضا من أثر القمع على القدرات التنظيمية والمالية للجماعة.

وقال "نحن نتميز بالقدرة على امتصاص الصدمات والثبات وسد الثغرات في مواجهة الضربات والقدرة على الحركة والانطلاق على المستوى الجماهيري العام."

وقال حبيب ان الجماعة اعتمدت على جيش من المتطوعين ومساهمات اعضائها لتمويل الانشطة وانها أنفقت أموالا أقل بكثير من منافسيها على الحملات الانتخابية.

ويتشكك كثيرون في مصر إزاء قدرة الاخوان المسلمون على الوصول لما وراء قاعدة الجماعة وجذب الاغلبية الصامتة التي نأت بنفسها عن السياسة بعد عقود من الحكم المطلق.

ويقول منتقدون ان هذا الفشل كان واضحا حين ازدحمت شوارع القاهرة بحركة المرور يوم الرابع من مايو آيار رغم تأييد الجماعة لاضراب في ذلك اليوم احتجاجا على ارتفاع الاسعار وانخفاض الاجور.

وقال حبيب ان كثيرا من المصريين يخشون تحرش الحكومة اذا شاركوا في السياسة.

واضاف "مفيش حاجة (لا يوجد شيء) اسمها شريحة صامتة.. فيه شريحة خائفة وهذا الخوف يجعلها تحجم وتتردد عن المشاركة."