مفتي سورية: إن سالمت سورية سلمت المنطقة.. وإن حاربت تشتعل المنطقة

TT

قال مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون اليوم الثلاثاء «إن سوريا المكان الطبيعي للسلام في المنطقة وهي إن سالمت تسلم المنطقة ويعم السلام، وإن حاربت فإن المنطقة كلها تشتعل».

جاءت تصريحات حسون خلال لقائه رئيس البرلمان الأوروبي هانس جيرت بوترينج الذي يزور سوريا حاليا.

ودعا مفتى سوريا إلى إحلال السلام في المنطقة والعمل على تنشيط عملية السلام برعاية دولية.

وقال حسون إن «دمشق طلبت من رئيس البرلمان الأوروبي أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا مهما ومفصليا في عملية السلام».

وكان يتحدث مفتي سوريا بحضور عدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي جمعهم في مكتبه بهدف لقاء رئيس البرلمان الأوروبي وإجراء حوار معه في إطار حوار الثقافات «والتأكيد على وحدة اللحمة الوطنية في سوريا التي تجمع مختلف أبناء هذا البلد».

وقال حسون: «سوريا بلد العشرين مليون نسمة، وهم كلهم موحدين في الدين، فنحن عشرين مليون مسيحي، ونحن أيضا عشرين مليون مسلم، ونحن أيضا عشرين مليون كردي، ونحن أيضا عشرين مليون سرياني. سوريا بهذا الشكل تحتضن مختلف أطياف الثقافات والحضارات التي تعاقبت عليها».

ودعا حسون خلال كلمته له أمام رئيس البرلمان والوفد المرافق له، وبحضور سفير المفوضية الأوروبية بدمشق، وسفير سوريا في بروكسل، «إلى بذل المزيد من الجهود من كل الأطراف "لبناء الإنسان وتفضيل الإنسان على دور العبادة لأنه هو المستقبل».

من جهته قال رئيس البرلمان الأوروبي «نتفق معكم بأن الإنسان يجب أن يحظى بكرامته بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه. لقد سررت لما شاهدته من تعايش ديني إسلامي مسيحي في سوريا. بالأمس دعاني رئيس البرلمان السوري محمود الأبرش إلى أحد المطاعم في دمشق القديمة، كنا نجلس بين مآذن جوامع وعدد من صلبان الكنائس».

وأضاف: «وقال لي الأبرش في هذا المكان بالذات الذي تعاقبت عليه مختلف الديانات الناس هنا يتعايشون بسلام فيما بينهم. نريد أن يعرف العالم أجمع أن سوريا تريد السلام، وأجبته أننا بدورنا كاتحاد أوروبي نأمل أن يعم السلام في هذه المنطقة وهذا الجزء من العالم الذي يجاور أوروبا».

وأضاف جيرت بوترينج «لكنني وأنا أشاهد هذا المنظر تساءلت لماذا بعض الدول لاتزال تعاقب المسلمين عندما يريدون أن يغيروا دينهم، أو حتى ديانات أخرى ربما تفعل ذلك».

وقال المسئول الأوروبي: «نحن في الاتحاد الأوروبي عشنا في الماضي حروبا مؤلمة لكننا اليوم نتوحد في 27 دولة وأكثر من 500 مليون نسمة. نريد بناء مستقبل لأجيالنا بالمشاركة مع جوارنا ولاسيما حوض المتوسط. أنا اشعر بجو من السلام هنا في سوريا من حيث العيش المشترك، لذلك يجب أن نسعى لان يكون هناك أيضا سلام بالنسبة لإسرائيل وحدودا آمنة بين سوريا ولبنان.

نريد أن نكون كاتحاد أوروبي وسيطا منصفا للسلام».

من جهته طلب مفتي سوريا من رئيس البرلمان الأوروبي أن يحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على زيارة سوريا بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المرتقبة في الثالث والرابع من سبتمبر المقبل، وخاطبه بقوله «بصفتك ألماني ومواطن أوروبي ومسئول أوروبي، نعتقد أنه

بإمكانك أن يكون لك دور إيجابي وأن تدفع بهذا الاتجاه. ونحن على استعداد أن نوجه دعوة للسيدة ميركل».

وكشف مفتي سورية خلال الجلسة بأنه وجه دعوة رسمية لبابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر لزيارة سوريا.

واتفق معظم رجال الدين الحاضرين في الكلمات المقتضبة التي قالوها لرئيس البرلمان الأوروبي على أن «سوريا مهتمة جدا بالسلام وتريده، وأن الغرب يجب أن لا ينظر إلى الجميع في العالم العربي على أنهم مصدر للإرهاب، يجب العمل سويا من أجل مستقبل أفضل للأجيال في المنطقة».