متمردون:القوات السودانية تهاجم قواعد للمتمردين في دارفور

TT

ذكرت جماعات متمردة أن القوات السودانية شنت هجمات برية وجوية على ثلاثة مواقع على الاقل للمتمردين في شمال دارفور يوم السبت أسفرت عن مقتل عدد غير معروف من الاشخاص.

وقال زعماء من ثلاث جماعات متمردة إن قوات حكومية مدعومة بطائرات هليكوبتر وطائرات انتونوف وميليشيات على ظهور الخيل هاجمت قواعدهم في منطقتي ديسا وبيرمازا القريبتين من طريق نقل رئيسي.

واعلنت قوتان متمردتان عن وقوع هجوم ثالث على مناطق سكنية جنوبي بلدة الطويلة في منطقة يسيطر عليها متمردون وتشتهر بتعرضها لهجمات لصوص.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين من القوات المسلحة السودانية للتعليق.

وجاءت انباء وقوع الهجمات في وقت حساس للغاية في دارفور بعد تحرك المحكمة الجنائية الدولية نحو توجيه الاتهام الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالابادة الجماعية في المنطقة الغربية النائية.

واتهمت الجماعات المتمردة الحكومة بشن سلسلة من الغارات بشمال دارفور خلال الشهرين الماضيين على الرغم من أن الخرطوم كثفت الجهود الدبلوماسية سعيا الى ارجاء او ابطال تحرك المحكمة الدولية.

وقال ابراهيم الحلو الذي ينتمي لفرع حركة تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد محمد النور "انهم يهاجموننا الان وهناك اطلاق نار عنيف."

وأضاف الحلو في حديثه من منطقة ديسا التي تبعد 140 كيلومترا شمال غربي الفاشر عاصمة دارفور "تقوم طائرتان أنتونوف بعمليات قصف وهناك أربع طائرات هليكوبتر تفتح النار علينا.. هناك الكثير من المدنيين الذين فروا من المنطقة."

وقال إن التقارير الاولية تشير الى احتمال مقتل اكثر من 60 من الجنود السودانيين والمتمردين والمدنيين في الهجوم الذي استمر حتى المساء. لكن لم يرد اي تأكيد رسمي لتلك الاعداد.

وقال الحلو إن المتمردين انسحبوا لكنهم سيشنون هجوما مضادا خلال الليل.

وقال ابوبكر كادو القائد بجيش تحرير السودان -فصيل الوحدة ان ضباطا في المنطقة ابلغوه بان القوات الحكومية هاجمت ديسا وبيرمازا التي تبعد بضعة كيلومترات الى الشمال.

وقال بحر ابو جردة زعيم الجبهة المتحدة للمقاومة ان رجاله يقاتلون الى جانب جيش تحرير السودان - فصيل الوحدة.

وقال الحلو وقائد اخر بجيش تحرير السودان -فصيل الوحدة لرويترز ان الطيران الحكومي والقوات هاجموا ايضا مناطق سكنية قريبة من بلدة الطويلة وعلى مسافة 70 كيلومترا جنوب غربي الفاشر بعد ظهر يوم السبت.

واتهمت الجماعات المتمردة الحكومة السودانية بشن هجمات ضخمة للقضاء على قواعد المتمردين في يوليو تموز وأغسطس اب الماضيين.

وقال مراقبون ان الخرطوم تحاول السيطرة على اكبر مساحة من الاراضي قبل مفاوضات سلام جديدة مع وسيط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور جبريل باسول.

وقال شريف حرير القائد الميداني بجيش تحرير السودان - فصيل الوحدة يوم السبت إن الخرطوم تركز ايضا على شمال دارفور للسيطرة على طرق النقل الرئيسية بين السودان وتشاد وليبيا ولابعاد المتمردين عن مناطق نفطية.

وشمال دارفور هو جزء من منطقة النفط 12 ايه بالسودان التي يقوم بتشغيلها كونسورتيوم تقوده شركة القحطاني السعودية.

وقال متحدث باسم قوة حفظ السلام المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) في دارفور إن القادة على الارض يتحققون من تقارير المتمردين. واضاف ان طائرات هليكوبتر حكومية شوهدت وهي تقلع وتهبط خلال يوم السبت في بلدة كتم.

ويقول خبراء دوليون إن القتال المستمر منذ اكثر من خمسة اعوام في دارفور ادى الى مقتل 200 الف شخص وارغم 2.5 مليون على الفرار من منازلهم.

وبدأ القتال بعدما حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح في اوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية بتجاهل منطقتهم. وعبأت الحكومة السودانية التي تقول ان وسائل الاعلام العالمية تبالغ في وصف العنف في دارفور ميليشيات لقمع التمرد.

وانقسمت جماعات التمرد في دارفور الى فصائل عديدة بعد ان وقع فصيل واحد على اتفاق سلام مع حكومة السودان في عام 2006.