السعودية: إتمام أكبر عملية انفصال في البيوت التجارية بين محمود وعبد الخالق سعيد

مستشار قانوني لـ «الشرق الأوسط»: عملية الانفصال استغرقت شهرا فقط وتمت بدون صعوبة أو مشاكل * الشقيقان اتفقا على تقاسم ثروة قيمتها مليارا دولار

TT

أتم رجلا الاعمال الشقيقان السعوديان محمود وعبد الخالق سعيد رسميا انهاء ارتباط أعمالهما التجارية والصناعية التي استمرت عاما، معلنين بذلك إنهاء الكيان القانوني السابق وهو مجموعة محمود سعيد التضامنية، وقيام مجموعتين منفصلتين. وتعد عملية الانفصال الرابعة في تاريخ البيوت التجارية، حيث سبقها في ذلك انفصال كل من: الحمراني والسليمان، والزقزوق والمتبولي، والبقسماطي.

وحصلت «الشرق الأوسط» على تفاصيل عملية الانفصال التي تسربت أنباؤها قبل نحو عامين تقريبا، وأدت في النهاية الى تقسيم ثروة صناعية وتجارية وعقارية تقدر أصولها بنحو سبعة مليارات ريال (مليارا دولار) بين الشقيقين. ولوحظ أن عملية الانفصال تمت في هدوء تام جدا بعيدا عن الاجواء المعروفة عن انفصال البيوتات التجارية، وهو الامر الذي يؤكد أن الشقيقين محمود وعبد الخالق خططا لها منذ فترة طويلة. وهنا علقت مصادر تجارية على نجاح عملية الانفصال، مؤكدة انها تعتبر (نموذجا) يمكن الاحتذاء به مستقبلا بين الاشقاء، والتي عادة ما تنتهي في المحاكم وتعليق القضايا لعدة سنوات ما لم تظهر اعتراضات أو مشاكل أثناء فض الشراكة، وعدالة القسمة بينهما.

ووفقا لعملية التقسيم التي تتم رسميا لدى الجهات المختصة في السعودية، حصل محمود سعيد وهو (الشقيق الاكبر) والذي كانت أعمال المجموعة باسمه قبل الانفصال على أربعة مصانع في مدينة جدة، هي: مصنع الزجاج، ومصنع العطور ومستحضرات التجميل، ومصنع البلاستيك، إضافة الى ثلاثة مراكز تجارية هي: محمود سعيد بلازا، ومحمود سعيد التجاري، وسوق البوادي، كما شمل أيضا أراضي وعقارات وممتلكات داخل البلاد وفي مصر والمغرب ومساهمات في شركات مختلفة. بينما حصل عبد الخالق سعيد على أربعة مصانع هي: المصنع السعودي لعصير الفواكه والمرطبات (تم بيعه قبل عدة أشهر إلى شركة بقشان)، ومصنع جبل علي للعبوات الزجاجية في دبي، وحصة 56 في المائة من في شركة جدة لصناعة العلب (تم بيعها الى باقي الشركاء)، وحصة 18 في المائة من المصنع السعودي لأغطية العلب، ومصنع جدة للرقائق الرغوية والاسفنج، ومصنع الأثاث، إضافة الى عقارات في داخل السعودية وفي مصر وسورية ولبنان والمغرب وأسهم في شركات محلية وأجنبية، وتملك حصة «الفرنشايز» في شركة بيتزاهت اللبنانية.

من جهته، أكد ماجد قاروب المستشار القانوني والمتخصص في الشركات العائلية والذي أشرف على عملية التقسيم بين الشقيقين في عملية الانفصال، أن محمود سعيد وعبد الخالق سعيد أسقطا جميع نظريات الادارة والبيع والشراء في اتفاقهم الخاص بتقسيم الاعمال والاملاك.

وقال قاروب في حديث لـ «الشرق الاوسط» ان عملية الانفصال أستغرقت 18 شهرا فقط وتمت دون صعوبة أو مشاكل، حيث تعاون الشقيقان في إنهاء هذا الانفصال من مبدأ (حب لأخيك مثلما تحب لنفسك). موضحا أن الشقيقين شعرا باهمية إعطاء الدور لابنائهما في المرحلة المقبلة بعد أن قطعت الشركة عمرا طويلا واستطاعت أن تبني قاعدة صناعية وتجارية في السعودية والوطن العربي.

وطالب قاروب الشركات العائلية التي ترغب بالانفصال ولديها مشاكل في الادارة أن تستفيد من تجربة الشقيقين محمود وعبد الخالق سعيد، معتبرا أن الانفصال تجربة في المجال التجاري، خاصة أن الشقيقين ركزا على تعليم أبنائهم كيفية إدارة وتشغيل المصانع التي يمتلكانها، ووجدا أن الفرصة متاحة الان لتسليم دفة القيادة لهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن محمود سعيد يخطط إلى تحويل جميع المصانع التي آلت اليه من التقسيم، إلى شركات ذات مسؤولية محدودة وتحويلها إلى مساهمة عامة على أن تظل الاعمال التجارية والاملاك والعقارات والاسواق التجارية تحت إدارة شركة محمود سعيد التضامنية بعد تحويلها إلى شركة قابضة. فيما تتجه رغبة عبد الخالق سعيد إلى التركيز في التوسع الصناعي من خلال مصنع الاسفنج ومراتب السست مع إستكمال بناء مصانع الاثاث والاحبار والمواد الغذائية.

وتبعا لذلك، أسس الشقيقان شركات منفصلة تضم أفراد عائلتيهما وأبنائهما، حيث أسس محمود سعيد شركة تضامنية تضم 12 فردا من أسرته برأسمال قدره 215 مليون ريال، يمتلك محمود سعيد 65 في المائة من رأسمال الشركة فيما تتوزع النسب المتبقية على أفراد الاسرة بنسب تتراوح مابين 2.5 ـ 5 في المائة، فيما أسس عبد الخالق سعيد شركة ذات مسؤولية محدودة براسمال قدره 31 مليون ريال وتضم ثمانية أفراد من أسرته، ويمتلك عبد الخالق 65 في المائة من رأسمال الشركة، فيما تتوزع النسب الباقية بين الشركاء بنسبة 5 في المائة.

=