«ايه.او.ال تايم ورنر» تشطب 54 مليار دولار من قيمتها السوقية في أقسى خسارة فصلية لشركة أميركية

الأمير الوليد بن طلال: خسائر الشركة ورقية ناتجة عن المتطلبات الحسابية وليست عملياتية وأسهمها إلى تحسن

TT

اعلنت شركة «ايه.او.ال. تايم ورنر» اول من امس عن تسجيلها خسائر قياسية في الربع الاول من العام الحالي بلغت 54.2 مليار دولار، مسجلة بذلك اكبر خسارة فصلية في تاريخ الشركات الاميركية. وتأتي هذه الخسارة، التي تفوق بحجمها اجمالي الناتج المحلي لدولة مثل سورية، نتيجة لتعديل في القواعد المحاسبية للشركات يفرض على الشركات شطب القيمة الفائضة عن القيمة الفعلية للشركة بعد عمليات الاندماج. وقلل الامير الوليد بن طلال احد المستثمرين الرئيسيين في الشركة الاميركية من قيمة الخسائر قائلا انها ورقية وليست عملياتية. واعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز» ان خسائر الشركة الاميركية تعكس «التدهور الدراماتيكي في قيمة عملية استحواذ «ايه.او.ال» على شركة «تايم ورنر» التي بلغت 106 مليارات دولار». وقد انخفضت اسهم «ايه.او.ال» بأكثر من النصف منذ اعلان الاندماج مع «تايم ورنر».

الا ان خسائر «ايه.او.ال» المعلنة لن تؤثر في عمليات الشركة العادية او تدفقاتها النقدية لانها ـ رغم الحجم الهائل ـ تبقى حسبما ذكرت الـ«واشنطن بوست»، مجرد «رقم على الورق» لانها ناجمة عن قواعد محاسبية جديدة «تحكم التعامل مع الموجودات غير الملموسة للشركات (غودويل)». واعتبرت الـ«واشنطن بوست» انه في حالة «ايه.او.ال» فان قيمة الموجودات غير الملموسة تعكس المبلغ الذي دفعته الشركة لقاء الاستحواذ على «تايم ورنر» فوق القيمة الدفترية، لافتة الى ان الشركات عمدت في السابق الى شطب هذه القيمة الفائضة على فترة تمتد لعقود. وباستثناء الخسائر الناجمة عن عملية الشطب التي ساوت قيمة خسائر الشركة الصافية فان خسائر «ايه.او.ال» بلغت مليون دولار فقط مقارنة بـ1.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. فمداخيل الشركة قلبت توقعات المحللين المتواضعة ونجح اداء انتاج الافلام السينمائية، خصوصا فيلم «سيد الخواتم» بتغطية انخفاض مداخيل الاعلانات الذي بلغ 13 في المائة. وتعترف «ايه.او.ال تايم ورنر» بضعف اداء وحدة الانترنت «اميركا اون لاين» وهي ـ حسب وكالة «الاسوشيتيد برس» ـ مصدر قلق بالنسبة للمستثمرين. فقد انخفضت مداخيل «اون لاين» بنسبة 15 في المائة وهذا ما وصفه ديك بارسون الرئيس التنفيذي المقبل للشركة بـ«المخيب للامال». لكنه قال: «لدينا الكثير من الاخبار الجيدة وخيبة امل واحدة». وقد تحسن اداء «تايم ورنر» في الربع الاول من العام في مجال الانتاج الموسيقي والنشر وسجلت ارتفاعا في مداخيلها الاولية الى 9.8 مليار دولار، اي بنسبة 4 في المائة. يذكر ان اسهم «ايه.او.ال تايم ورنر» التي خسرت 40 في المائة من قيمتها خلال السنة الماضية ارتفعت 70 سنتاً لتصل الى 20 دولاراً للسهم بعد اعلان الشركة عن عملية الشطب.

من جانب اخر قلل الامير الوليد بن طلال رئيس مجلس ادارة شركة المملكة القابضة من تأثير اعلان شركة «ايه.او.ال. تايم ورنر» عن تكبدها خسائر بلغت 54.2 مليار دولار، قائلا ان هذه الخسائر ليس عملياتية وانما ورقية ناتجة عن المتطلبات المحاسبية لشراء شركة اميركا اون لاين لشركة تايم ورنر، حيث تشترط الانظمة الجديدة في اميركا ضرورة حسم الفرق بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية لاسهم الشركة التي يتم شراؤها وتحميل هذه القيمة على القوائم المالية للشركة المشترية.

واضاف الامير الوليد الذي يمتلك استثمارات بقيمة مليار دولار في هذه الشركة تمثل 1 في المائة من رأسمالها لـ«الشرق الأوسط»، ان سعر سهم الشركة شهد مساء اول من امس ارتفاعا بواقع 5 في المائة على الرغم من اعلان الخسائر، ما يدل على قناعة المستثمرين بقوة المركز المالي لها.

وكان الامير الوليد قام اخيرا باضافة 450 مليون دولار الى استثماراته السابقة في الشركة بعد تسجيل اسعار اسهمها قيمة حوالي 22.5 دولار للسهم، معتبرا ان اسهم «ايه.او.ال تايم ورنر» وعلامتها التجارية تتمتعان بقوة وان هذا التراجع في سعر السهم هو انخفاض مؤقت ويعكس الضعف المؤقت في المجالات التي استثمرت بها الشركة.