الدولار يستعيد بعض عافيته والأسهم البريطانية تتراجع بعد عطلة طويلة

TT

استرد الدولار بعض توازنه في اوروبا امس بعد ان نزل لادنى مستوياته في شهرين امام الين واقلها منذ سبعة اشهر امام اليورو، وذلك مع اقبال الصناديق الاستثمارية ومستثمرين اخرين على شرائه بعد عودتهم من عطلة نهاية اسبوع طويلة في لندن، وتعافت سوق الاسهم الاميركية بعدما اظهرت بيانات اقتصادية قفزة في الانتاجية وتراجعا في تكاليف العمالة، في حين هبط مؤشر فايننشال تايمز للاسهم البريطانية الى ادنى مستوياته خلال تسعة اسابيع متأثرا بسهم «فودافون» بينما فقد مؤشر نيكاي الياباني اكثر من 2 في المائة من قيمته بعد ارتفاع الين. لكن المؤشرات العامة لا تزال تشير الى ضعف الدولار بعد ان قوض هبوط الاسهم الاميركية اول من امس الثقة في فرص حدوث انتعاش اقتصادي اميركي راسخ ومطرد.

وقال اودري تشايلد فريمان الاقتصادي في «سي.اي.بي.سي وورلد ماركتس» «الصورة العامة لا تزال تشير لهبوط الدولار. وما دامت اسواق الاسهم الاميركية ضعيفة فليست هناك فرصة تذكر لانتعاش الدولار».

واضاف «الخسائر في وول ستريت قد توحي بأن التوقعات الاقتصادية الاميركية ليست مشرقة بالصورة التي كنا نتوقعها قبل بضعة اسابيع».

ولم يجد الدولار عزاء في التوقعات شبه العالمية بان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) لن يرفع اسعار الفائدة في اجتماعه.

وفي المقابل واصل الين تحدي تهديدات المسؤولين اليابانيين بالتدخل في السوق لاضعافه حتى لا يضر بالصادرات.

وجرى تداول الدولار صباحاً بسعر 127.35 ين بعد ان نزل الى 126.77 ين. وامام اليورو بلغت العملة الاميركية 0.9135 دولار لليورو مقارنة مع هبوطها صباحا الى 0.9189 دولار.

ويتعرض الدولار لهبوط مطرد منذ شهر ويقترب حثيثا من ادنى مستويات العام عند 126.36 ين. وقال هاروهيكو كورودا المسؤول الرفيع بوزارة المالية اليابانية امس انه لا مبرر لارتفاع الين وان الوزارة مستعدة للتحرك اذا استدعى الامر. كما استبعدت السوق ان تتدخل السلطات اليابانية لبعض الوقت نظرا لان المستويات الحالية للين لا تمثل تهديدا كبيرا لارباح الشركات.

اما بالنسبة لاسواق الاسهم فقد هبط مؤشر فايننشال تايمز البريطاني لادنى مستوى في اكثر من تسعة اسابيع امس، وقاد سهم شركة فودافون عملاق الاتصالات الاتجاه النزولي بسبب مخاوف بشأن توقعات النمو.

وانخفض المؤشر المؤلف من مائة سهم ممتاز صباحا 102.5 نقطة توازي اثنين بالمائة ليصل الى 5100.6 نقطة وكان قد هوى الى 5095 نقطة وهو ادنى مستوى له منذ 28 فبراير (شباط).

وتراجعت اسهم شركات النفط متأثرة بهبوط اسعار الخام، بينما ادى هبوط الاسهم الاميركية اول من امس، فيما كانت الاسواق البريطانية مغلقة بسبب العطلة، الى تفاقم الاتجاه النزولي.

وقال متعاملون ان السوق تأثرت بمجموعة من العوامل من ابرزها المخاوف من ألا ينعكس انتعاش الاقتصاد الاميركي على ارباح الشركات وهبوط اسعار النفط الخام وتزايد المخاوف تجاه توقعات النمو لاسهم الاتصالات والتكنولوجيا.

وافقد قطاع النفط المؤشر 30 نقطة اذ نزل سهم «بي.بي» 3.9 في المائة و«شل» اربعة في المائة في اعقاب تراجع اسعار النفط اول من امس اثر اعلان العراق استئناف صادراته بعد توقف استمر شهرا.

ومحت اسهم البنوك 23 نقطة من المؤشر والاتصالات 15 نقطة، اذ واصل سهم «فوادفون» خسائره بعد هبوطه عشرة في المائة يوم الجمعة الماضي. وتراجع سهم «فودافون» 4.8 في المائة الى 93.25 بنس.

وفي نيويورك، ارتفعت الاسهم الاميركية عند الفتح امس فيما ابتهج المستثمرون بالبيانات التي اظهرت قفزة في الانتاجية وتراجعا في تكاليف العمالة، وهما الامران اللذان اضفيا مسحة مشرقة على الارباح المتوقعة للشركات.

كما ارتفعت اسهم التكنولوجيا بفضل امال ان تعلن شركة «سيسكو سيستمز» العملاقة ارباحا فصلية قوية بعد اقفال السوق. الا ان بعض المستثمرين احجموا عن التداول قبيل اعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) قراره بشأن اسعار الفائدة في وقت لاحق من مساء.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي عند الافتتاح 42.69 نقطة اي بنسبة 0.44 في المائة الى 9850.73 نقطة، كما صعد مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا والمؤلف من اسهم 500 شركة 4.21 نقطة اي بنسبة 0.4 في المائة الى 1056.88 نقطة.

اما مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا فقد ارتفع 13.59 نقطة اي بنسبة 0.86 في المائة الى 1592.07 نقطة.

وكان سهم شركة «سيسكو» وهي كبرى شركات صناعة اجهزة تشغيل شبكة الانترنت انشط الاسهم المدرجة على ناسداك خلال التعاملات المبكرة وارتفع 35 سنتا الى 13.16 دولار. وهبطت اسهم طوكيو بعد ان القى ارتفاع الين واستمرار الهبوط في وول ستريت بظلال قاتمة على فرص حدوث انتعاش قوي في ارباح الشركات اليابانية خلال السنة المالية الجديدة.

وتعرضت اسهم شركات تكنولوجيا مثل «فوجيتسو» لضغوط بعد ان اغلقت بورصة ناسداك الاميركية اول امس على انخفاض لليوم الثاني عشر في اخر 14 يوم تعامل، في حين اثر ارتفاع الين على اسهم «تويوتا موتور كورب» وغيرها من مصدري السيارات.

واغلق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما يابانيا ممتازا على 11316.04 نقطة بانخفاض 234.97 نقطة توازي 2.03 في المائة، في حين هبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 12.38 نقطة توازي 1.14 في المائة لينهي اليوم على 1074.12 نقطة.

وانخفض سهم «فوجيتسو» لانتاج اجهزة الكومبيوتر والرقائق الالكترونية 6.01 في المائة الى 922 ينا، في حين هبط سهم «تويوتا» اكبر منتج للسيارات في اليابان 2.02 بالمائة الى 3400 ين.

وفي قطاع الاتصالات نزل سهم «ان.تي.تي دوكومو» اكبر شركة لخدمات الهاتف المحمول في اليابان 2.75 في المائة الى 318 الف ين بعد ان خفضت مجموعة «فودافون» اكبر شركة محمول في اوروبا الاسبوع الماضي توقعاتها للعائدات في المانيا وايطاليا مما ادى الى هبوط اسهمها.