هبوط برنت مع تخلي روسيا عن خفض الإنتاج

TT

لندن ـ رويترز: هبط سعر مزيج برنت القياسي الاوروبي في التعاملات الآجلة في بورصة البترول الدولية امس متأثرا بقرار روسيا التخلي عن خفض الصادرات المتفق عليه مع اوبك تدريجيا على مدى شهرين.

وفي الساعة 29:11 بتوقيت جرينتش سجل سعر برنت في عقود يوليو (تموز) 26.20 دولار للبرميل بانخفاض 18 سنتا بعد ان بلغ اعلى مستوى له امس عند 26.64 دولار في التعاملات المبكرة.

وخسر برنت 1.30 دولار خلال اليومين الماضيين بعد تردد احاديث في السوق عن مضاربات بيع دفعت الاسعار الاميركية الى الانخفاض عن اعلى مستوياتها منذ ثمانية اشهر.

ويري المحللون ان ارتفاع اسعار العقود الآجلة للبنزين في بورصة نيويورك متأثرة بتراجع انتاج المصافي الاميركية هو العامل الاساسي في تغير اتجاه السوق اول من امس.

وانخفض سعر الخام الاميركي الخفيف في بورصة نيويورك 13 سنتا الى27.82 دولار في التعاملات الالكترونية على نظام نايمكس خارج اوقات التداول الرسمية امس.

ويرجع المتعاملون ما بين ثلاثة وخمسة دولارات من الاسعار الراهنة لمخاوف من ان يؤدي الصراع في الشرق الاوسط الى تعطيل امدادات النفط لكن هذه النسبة تراجعت مع انحسار الصراع.

الى ذلك، قالت روسيا (ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم) امس أنها ستتخلى تدريجيا عن القيود التي فرضتها على صادرات النفط بالاتفاق مع منظمة «أوبك» وتعود لمستويات التصدير المعتادة بحلول نهاية يونيو (حزيران) قائلة ان اسعار النفط الصاعدة لم تعد بحاجة لدعم.

وقال محللون وتجار ان القرار مجرد اجراء شكلي، وان روسيا رغم محاولاتها الحد من صادراتها في الشهرين الاولين من عام 2002 الا انها تجاهلت الاتفاق في مارس (اذار) وشحنت للخارج كميات قياسية.

وأبلغ ميخائيل كاسيانوف رئيس الوزراء الروسي الصحافيين بعد اجتماعه مع ممثلي شركات النفط المحلية ان بلاده تعتزم اعادة صادراتها الى مستوياتها قبل الخفض بحلول موعد انتهاء الاتفاق مع «اوبك» في نهاية يونيو المقبل.

ولم يورد تقديرات دقيقة للصادرات من انتاج النفط المزدهر في روسيا للعام الثالث على التوالي، في حين لا يكاد الاستهلاك المحلي يشهد اي زيادة.

وقال كاسيانوف: «ترى وجهة النظر المتطابقة بين الحكومة وشركات النفط ان استقرار السوق اصبح وشيكا بالفعل».

وانتعشت اسعار النفط بالكامل تقريبا منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) على الولايات المتحدة التي اثارت موجة انخفاضات حادة في اسعاره خوفا من تباطؤ الاقتصاد العالمي واستقرت الاسعار الآن عند مستوى اعلى من 26 دولارا للبرميل.

وأضاف كاسيانوف «في هذا السياق توصلنا الى نتيجة، مفادها ان الوقت قد حان للتخلي تدريجيا عن الخفض الذي طبقته روسيا على صادراتها النفطية».

وتابع: «يعني ذلك ان نعود الى المستويات المعتادة من انتاج النفط وتصديره للاسواق العالمية في غضون الشهرين المقبلين».

وانضمت روسيا الى النرويج والمكسيك وسلطنة عمان وانغولا في خفض صادرات النفط لدعم مساعي منظمة «أوبك» لدعم الاسعار العالمية.

غير ان العديد من المراقبين يقولون انها زادت بالفعل صادراتها من النفط ومنتجاته في الاشهر القليلة الماضية، اذ استغلت شركات النفط كل ثغرة ممكنة لتخطي التصدير عن طريق خط الانابيب الحكومي لشحن المزيد من النفط الخام ومنتجاته الى الاسواق الخارجية.

وقال ستيفن اوسوليفان من شركة يو.اف. جي للسمسرة ان ارتفاع اسعار النفط المحلية الى 12 دولارا للبرميل من خمسة دولارات قبل ستة اسابيع فقط يشير الى ان المزيد من النفط خرج من روسيا في مارس وابريل (نيسان) ليعوض التكدس السابق الذي ضغط على الاسعار.

واضاف ان اسواق النفط على علم بالفعل بعدم التزام روسيا، وان من المستبعد ان يكون للاعلان الرسمي اليوم الجمعة اي اثر كبير على الاسعار.

وتابع: «في الواقع لم تعبأ الاسواق بان المزيد من النفط الروسي يصل اليها على مدى الاسابيع الستة ان لم يكن العشرة الماضية. والاسواق لا تعبأ اليوم كذلك بزيادة الانتاج فكل ما يعنيها إن تكون كميات النفط كافية».

واشار الى انه لا يتوقع ان ترتفع الصادرات النفطية الروسية بسرعة، اذ ان خطوط الانابيب الرئيسية تضخ بالفعل بكامل طاقتها.

وقال: «التغير الكبير المقبل في كميات التصدير سيكون ممكنا فقط عندما تتاح طرق تصدير جديدة في السنوات المقبلة».

وقال التجار كذلك انهم لا يتوقعون ارتفاعا سريعا في الصادرات.

وقال تاجر روسي بارز «من المحتمل ان تشهد الصادرات زيادة طفيفة في الربع الثالث، وهو افضل ربع في العام من حيث كميات الصادرات».

وقالت ادارة الجمارك الروسية هذا الاسبوع ان صادرات النفط الخام، بما فيها الصادرات لكومنولث الدول المستقلة المجاورة لها ارتفعت بنسبة 25 في المائة الى 3.49 مليون برميل يوميا من الخام في الربع الاول من عام 2002 من 2.78 مليون برميل يوميا في الفترة نفسها من العام السابق.

وارتفعت صادرات النفط الرخيصة لدول الكومنولث بمقدار 535 الف برميل يوميا الى 680 الفا مما يشير الى ان المزيد من الخام الروسي يكرر في هذه الدول قبل بيعه في الاسواق الغربية. وارتفعت الصادرات لدول من خارج الكومنولث بمقدار 170 الف برميل يوميا الى 2.81 مليون برميل يوميا.

على صعيد اخر، ذكرت وكالة انباء «اوبك» امس نقلا عن امانة منظمة «اوبك» ان سعر سلة خامات نفط «اوبك» السبعة انخفض امس الخميس الى 25.30 دولار للبرميل من 25.45 دولار يوم الاربعاء.

وتضم السلة خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي وبوني الخفيف النيجيري والخام العربي الخفيف السعودي وخام دبي وتيا خوانا الفنزويلي وايستموس المكسيكي.