لقاء التسويق الزراعي الأول في الرياض يشهد حضورا مكثفا للقطاع الخاص

TT

شهد اللقاء السعودي الاول للتسويق الزراعي الذي عقد امس في الرياض مشاركة واسعة من قبل القطاع الخاص، وذلك لبحث قضايا شائكة تعيق تطور هذا النشاط مما ينعكس سلبا على تطوير الاستثمار الزراعي في السعودية. وتناول اللقاء ضرورة تطوير المستوى التقني في مجال الخدمات التسويقية ومنع الاختناقات التي تعترض توفير هذه الخدمات، وان ضعف القوة التسويقية للمنتجين وخاصة صغارهم ستبقي مشكلاتهم التسويقية دون حل، وان قيام شركة للتسويق الزراعي التي يتم حاليا العمل على انشائها برأسمال يصل الى 300 مليون ريال لن يضع حلا جذريا لهذه المشكلات، خصوصا انها ستسعى، حسب الدكتور صبحي اسماعيل استاذ التسويق الزراعي في جامعة الملك سعود، لتطبيق معايير الربحية بما يتبع ذلك من علاقات تنافسية مع غيرها من الجهات التسويقية، وكذلك في اطار علاقة تساومية التي سوف تربطها مع المنتجين الزراعيين او جهات التوريد من ناحية واطراف الشراء من الشركة من ناحية اخرى، وفيما يتوقع ان تكون لهذه الشركة قوة تضاهي منافسيها فانها ستمتلك قوة في مواجهة المنتجين انفسهم والذين لا يتوقع ان يربطهم بالشركة او غيرها سوى السعر الاعلى او الشروط الافضل والايسر لتصريف منتجاتهم.

كما استعرض اللقاء بعض التجارب العالمية في مجال التسويق الزراعي التي اكدت ضرورة اضطلاع القطاع الخاص بالدور الرئيسي في هذا المجال، فيما خرجت دراسة متخصصة الى وجود توجه الى تقليص دور التعاونيات التسويقية في القطاع الزراعي وخاصة في اميركا والاتجاه نحو الشركات العملاقة وروافدها خاصة في قطاع التجزئة والاتجاه للبيع المباشر، كما خرجت الدراسة بوجود دعم حكومي فعال للنشاط التسويقي بالتكامل مع القطاع الخاص، والاعتماد التام على مواصفات الجودة، وايجاد توازن بين اسعار المنتجين واسعار المستهلكين، والاستخدام الامثل لتقنيات ما بعد الحصاد ابتداء من مرحلة الجمع حتى وصول المنتجات بنوعية متميزة الى المستهلك، والاعتماد على برامج الترويج والاعلان، وتطوير المنتجات ومواكبة طلب المستهلك.

وشهد اللقاء نقاشا متقدما عن دور الجمعيات التعاونية وتداخل هذا الدور مع الدور الذي يمكن تلعبه شركة التسويق الزراعي، بالاضافة الى موضوع تكييف اسلوب عمل وزارة الزراعية لتكون اكثر فعالية في دعم مجهودات التسويق للمنتجات.

كما استعرض اللقاء مراحل تطور سوق الجملة للخضار والفاكهة بمدينة الرياض قدمته شركة الرياض للتعمير.

وكان عدد من كبار المستثمرين في القطاع الزراعي بالسعودية قد شككوا في قدرة الشركة المساهمة المتخصصة في التسويق الزراعي والمراد تأسيسها في معالجة المشاكل القائمة حاليا في تسويق المحاصيل الزراعية، فيما اشارت مصادر مطلعة الى ان وزارة المالية السعودية لم تؤيد فكرة مساهمة الدولة في رأسمال الشركة الجديدة والاكتفاء بتقديم قروض عبر البنك الزراعي.

واعتبر هؤلاء المستثمرون ان دراسة الجدوى التي اجرتها الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية (اكوليد) لا تتسم بالمصداقية الكافية، وان معارضة لانشاء الشركة لا تنبع من عدم الرضى عن فكرة التأسيس وانما لعدم الاتفاق مع الاستراتيجية الحالية التي يعتبرونها مغلوطة، والافضل حاليا التركيز على تعزيز دور الجمعيات الزراعية التعاونية والتي تهتم بشكل اكبر في توفير احتياجات صغار المزارعين.

=