مؤسسة «التعاون» ترصد 7 ملايين دولار للمساهمة في الحد من البطالة في الأراضي الفلسطينية

شومان: كان عام 2001 مميزا في عمل المؤسسة وبلغ حجم السحوبات 11.6 مليون دولار منها 8.4 مليون دولار للمشروعات والبرامج الاساسية

TT

انهت مؤسسة التعاون اجتماعاتها السنوية في جنيف مطلع الاسبوع الحالي بعد يومين من النقاشات المعمقة حول برنامج عمل «المؤسسة» في المرحلة القادمة، مع الاشارة الى استخلاصات ورشة تجديد «الرؤية المستقبلية» للمؤسسة بعد حوالي عقدين من انطلاقتها لخدمة التنمية في فلسطين. وقال عبد المجيد شومان رئيس مجلس امناء المؤسسة في بيان انه قد تم اقرار برنامج طموح لعمل المؤسسة يستطيع المواءمة بين البرامج التنموية الاساسية في مجالات الثقافة والهوية وتنمية القوى البشرية (بما فيها التدريب في مجال تقانة المعلومات) ودعم القدس والتجمعات الفلسطينية في لبنان وبين البرامج الانمائية الطارئة التي تم تبنيها من أجل الاستجابة الفاعلة للمتطلبات الملحة التي احرزتها الانتفاضة والتي تمثل تحديات مستعجلة للعاملين في حقل التنمية واعادة الاعمار ومؤسسة «التعاون» في مقدمتهم.

واستطرد شومان يقول ان اعضاء الجمعية العمومية اقروا التقرير السنوي المقدم عن عام 2001 وكذلك خطط عام 2002 في المجالين السابقين: المسارات الاساسية لعمل المؤسسة ومجالات جديدة افرزها واقع الانتفاضة.

وكان الدكتور اسماعيل الزبري مدير عام المؤسسة قد اوضح في حديثه المطول امام اعضاء الجمعية العمومية اولويات العمل التي اقرها مجلس الامناء للمرحلة القادمة والتي تتمثل في اقامة متحف للذاكرة في مخيم جنين المدمر لابقائه شاهدا على المجزرة يروي وقائعها للاجيال. وقال عبد المحسن الذاكرة ان المؤسسة ستبدأ على الفور بدراسة الافكار المختلفة لاقامة متحف جنين واقرار خطة العمل على التنفيذ السريع وعلى استجلاب الدعم المالي لهذا المتحف الذي سيروي قصة «الصمود والمجزرة» في المخيم ويكون في نهاية الامر جزءا من متحف الذاكرة الفلسطينية التي تعمل المؤسسة منذ اربع سنوات على اقامتها ليكون صرحا شامخا وعلى احدث الوسائل العلمية يحفظ الذاكرة للاجيال القادمة.

كما اشار مدير عام المؤسسة في حديثه امام الجمعية العامة الى ان اولويات العمل في المرحلة القادمة تشمل ايضا المساهمة في ترميم المباني الاثرية في نابلس وبيت لحم (وبعضها يعود انشاؤه للعصر البيزنطي) وكذلك التوسع في مشروعات التشغيل الطارئ وتأهيل الاعاقة والتكافل الاسري (من أسرة لأسرة) وبرنامج التشجير الذي انطلق قبل عام ونصف العام بمبادرة من لجنة المؤازرين في الاردن مستهدفا زرع مليون شجرة على مساحة ثلاثين الف دونم بتكلفة تبلغ 7 ملايين دولار، وسوف تعمل المؤسسة على توفير ستة ملايين دولار لتمويل خمسة آلاف عائلة لمدة سنة في اطار التكافل الاسري الذي وفرت المؤسسة الجزء الاكبر منه من دولة قطر ومن سلطنة عمان، كما ان المؤسسة قد وفرت من خلال مؤسسات عربية ودولية اكثر من سبعة ملايين دولار لبرنامج التشغيل الطارئ الذي سيحتاج لميزانيات اكبر ستعمل المؤسسة على استقطابها من خلال الصناديق العربية، خاصة بعد ان تم احياء لجنة التنسيق التي تضم في عضويتها مؤسسة التعاون مع مؤسسات التمويل العربية، ذلك ان ارتفاع البطالة وانعدام فرص العمل في الضفة والقطاع وبعد ان تجاوزت نسبة الفقر المدقع 50 في المائة من السكان اصبح ضروريا ان توسع المؤسسة من مداخلاتها في مجالي التشغيل الطارئ والتكافل وفي مجال اعادة اعمار المباني وترميم الاحواش السكنية في القدس، فقد خصص البنك الاسلامي مبلغ ثلاثة ملايين دولار لتمويل مشروعات تنفذها مؤسسة «التعاون».

اما بالنسبة لاعادة اعمار المباني التراثية في نابلس وبيت لحم فسوف تشارك المؤسسة مع اليونيسكو والجهات الاخرى ذات العلاقة في مؤتمر يعقد لهذا الغرض.

ومن مشروعات المؤسسة في المرحلة القادمة الاعداد لاقامة مركز مصادر لدعم المؤسسات الاهلية ومتابعة الاعداد لانشاء متحف الذاكرة الذي بدأ يقترب من مراحله التنفيذية.

لقد كان عام 2001 عاما مميزا في عمل مؤسسة التعاون حيث بلغ حجم السحوبات 11.6 مليون دولار منها 8.4 مليون دولار للمشروعات والبرامج الاساسية، و3.2 مليون دولار لمشروعات صندوق «الانتفاضة» والتشغيل الطارئ، وقد تم استكمال تنفيذ مشروعات المرحلة الاولى الممولة من صندوق انتفاضة الاقصى وعددها ستة وثلاثون مشروعا مخصصة في معظمها لدعم المؤسسات والمراكز الصحية التي ساهمت بتقديم العلاج والتأهيل الطارئ للمصابين والجرحى من ضحايا الانتفاضة، وتتم متابعة تنفيذ المرحلة الثانية الممولة من صندوق انتفاضة الاقصى وعددها 22 مشروعا، وحسب تقرير مسؤولي «التعاون» فقد خلفت الاحداث منذ بدء الانتفاضة اكثر من عشرين الف جريح، بينهم الفان على الاقل اصيبوا باعاقة دائمة، وحسب نفس التقرير فقد سقط 1538 شهيدا حتى السابع من مايو (ايار).

كما ان التقرير السنوي الذي اقرته الجمعية العامة فقد اشار بوضوح الى استمرار العمل النشط في كافة المشروعات المقررة، اذ تم استكمال المرحلة الاولى من مشروع دعم المؤسسات الاهلية الفلسطينية الممول من البنك الدولي، وتم البدء بتنفيذ المرحلة الثانية التي تجاوزت مخصصاتها 15 مليون دولار بلغت حصة البنك الدولي منها ثمانية ملايين دولار. ويستمر العمل، في الوقت نفسه، في برامج ومشروعات اعمار البلدة القديمة بالقدس، وكذلك الاستمرار في تنفيذ مشروع تقانة المعلومات للشباب في المناطق الريفية الفلسطينية وبدأ تنفيذ مشروع المباني المدرسية في نابلس الذي بلغت التبرعات المخصصة له حوالي 2.5 مليون دولار.

من الجدير بالذكر ان المؤسسة تضم رجال اعمال ومفكرين فلسطينيين، وقد جرى في هذا الاجتماع الذي ينعقد في ختام دورة مدتها ثلاث سنوات ترشيح وانتخاب اعضاء جدد للدورة الجديدة، وقد شمل ذلك التجديد لعدد كبير من الاعضاء السابقين، كما كرمت المؤسسة في حفل العشاء السنوي الذي تألق فيه العازف الفلسطيني خالد اسعد والدكتورة سعاد الصباح عضو شرف مجلس امناء المؤسسة، وذلك لعطائها المتواصل في دعم الشعب الفلسطيني على امتداد عشرات السنين، وتم تكريم حرم امير دولة قطر الشيخة موزة التي رعت حفل مؤسسة «التعاون» في الدوحة العام الماضي وفتحت باب التبرعات في قطر لدعم صمود الشعب الفلسطيني.

كما تم تكريم رجل الاعمال زهير عصفور الذي كان اكبر متبرع لصندوق الانتفاضة والدكتور ادوارد سعيد عضو الشرف في مجلس الامناء الذي يقوم بدور رئيسي في الاعلام عن قضية الشعب الفلسطيني، والبروفيسور مايك هايدر من المجلس الثقافي البريطاني لما قام به من جهود للاشراف على مشروع البنك الدولي ولمساهمته في توفير التمويل لمشروعات المؤسسة.