أبقى الدولار على ارتفاعه عن مستوى 125 ينا امس مع استمرار قلق المتعاملين من احتمالات تدخل اليابان في السوق، بائعة عملتها لليوم الثالث على التوالي، بينما تراجع سعر الجنيه الاسترليني امام الدولار بعد تعديل مفاجئ بالخفض لبيانات اجمالي الناتج المحلي البريطاني في الربع الاول من العام. وادى انخفاض اسهم عملاقة الادوية البريطانية «غلاكسو سميثكلاين» الى تقييد ارتفاع اسهم لندن التي تشجعت بتحسن الاسواق الاميركية في اليوم السابق.
واشترت السلطات اليابانية العملة الاميركية بسعر اقل من 124 ينا للدولار يومي الاربعاء والخميس خوفا من ان يؤدي ارتفاع الين في الفترة الاخيرة لاخراج الانتعاش الياباني الذي تدفعه الصادرات عن مساره.
وارتفع سعر الين اكثر من ستة في المائة منذ بداية ابريل (نيسان) الماضي في ما يعكس المخاوف المتعلقة بمدى انتعاش الاقتصاد الاميركي ودلائل على ان الاقتصادي الياباني في طريقه للانتعاش.
وسجل الدولار 125.20 ين في التعاملات الاوروبية بارتفاع نحو ينين عن ادنى مستوى له منذ خمسة اشهر الذي سجله يوم الاربعاء الماضي.
وارتفع الدولار كذلك امام اليورو وصعد امام الفرنك السويسري بنسبة 0.6 في المائة الى 1.5857 فرنك بعد ان ادى تراجع حدة التوترات بين الهند وباكستان الى الحد من اعتباره ملاذا آمنا.
وأدى ارتفاع العملة الاميركية امام الفرنك السويسري الى دعم سعرها بمقدار ثلث نقطة مئوية امام اليورو الى 0.9175 دولار لتستعيد نحو سنت كامل بعد هبوطها الى ادنى مستوياتها منذ ثمانية اشهر الذي سجلته يوم الاربعاء.
كما اوضح المسؤولون اليابانيون انهم سيتدخلون في السوق مرة اخرى اذا ارتفع الين بسرعة كبيرة.
وقال ماساغورو شيوكاوا وزير المالية الياباني في مؤتمر صحافي «سياساتنا في ما يتعلق بالصرف الاجنبي لم تتغير. نريد استقرار اسعار الصرف».
وقال المحللون ان اتجاه الدولار الذي تعرض لضغوط في الفترة الاخيرة بسبب المخاوف المتعلقة بالانتعاش في الاقتصاد الاميركي تحسن قليلا بعد صدور انباء اول امس تفيد بارتفاع طلبيات السلع المعمرة بنسبة اكبر من المتوقع بلغت 1.1 في المائة.
وتراجع سعر الجنيه الاسترليني امام الدولار امس بعد تعديل مفاجئ بالخفض لبيانات اجمالي الناتج المحلي البريطاني في الربع الاول من العام.
وسجل الاسترليني في الصباح 1.4514 دولار بالمقارنة مع 1.4536 دولار قبيل صدور البيانات. واستقر الاسترليني امام اليورو عند 63.21 بنس.
وقال المحللون ان بيانات ارتفاع مبيعات التجزئة التي صدرت اول امس ربما تكون اكثر اهمية، اذ اثارت توقعات برفع الفائدة في وقت قريب وان بيانات النمو رغم انها جاءت مفاجئة الا ان اثرها على الاسترليني سيكون محدودا.
وفي اسواق الاسهم العالمية، اتجه مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي للاسهم البريطانية الممتازة للارتفاع في أوائل المعاملات في بورصة لندن للاوراق المالية امس بفضل انتعاش الاسهم الاميركية ولكن حد من ارتفاعه انخفاض اسهم «غلاكسو سميثكلاين» عملاق قطاع الادوية.
وارتفع مؤشر قد فاينانشال تايمز صباحاً 4.3 نقطة بنسبة 0.08 في المائة الى 5179.6 نقطة.
وكان المؤشر قد ارتفع 23.4 نقطة في نهاية المعاملات اول امس بعد ان ظل يتراجع على مدى اربع جلسات متتالية، وكانت التوقعات تشير الى ارتفاعه ما بين 20 و30 نقطة بفضل انتعاش وول ستريت.
وانخفض سهم «غلاكسو» 4.8 في المائة الى 1534 بنسا، مسجلا أدنى مستوى له منذ عامين بعد ان أعلنت ان قاضيا أميركيا أبطل براءة استغلال المضاد الحيوي «اوغمنتين» الذي يعد أفضل أدويتها مبيعا، مما يفتح الطريق أمام قيام شركات أخرى بتصنيع الدواء بأسعار ارخص بما قد يؤثر على ايراداتها.
وخفض بنك ميريل لينش الاستثماري تصنيفه لسهم غلاكسو. وفي طوكيو، تباينت اسعار الاسهم اليابانية امس وسط عمليات بيع لجني الارباح على اسهم «ان. تي. تي دوكومو» للاتصالات التي هيمنت على التعاملات، وأسهم شركات اتصالات اخرى مما عوض ارتفاع اسعار اسهم السيارات متأثرة بانخفاض سعر الين قليلا.
والى جانب «دوكومو» تراجعت كذلك اسهم بنك «يو. اف. جيه هولدينغز» الاصغر بين اكبر اربعة بنوك في اليابان بعد ان اعلن نتائج اعماله السنوية، لكن السوق اتسمت بالحذر بدرجة كبيرة قبل اعلان نتائج اعمال البنوك الثلاثة الاخرى.
وهبط مؤشر نيكاي المؤلف من 225 سهما 3.57 نقطة اي 0.03 في المائة ليسجل 11976.28 نقطة بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة الى اعلى مستوياته منذ تسعة اشهر. وارتفع مؤشر توبكس 2.55 نقطة اي 0.22 في المائة الى 1139.43 نقطة وهو اعلى مستوياته منذ تسعة اشهر.
وفي القطاع المصرفي هبط سهم «يو.اف.جيه» 2.08 في المائة الى 377 الف ين. ودعمت اسهم السيارات السوق واجتذبت المستثمرين. وقالت الحكومة الاميركية اول أمس ان الطلبيات على السلع المصنعة ارتفعت متجاوزة التوقعات في ابريل (نيسان) مدعومة بأكبر ارتفاع في الطلب على السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ودعم السوق كذلك تراجع الين قليلا امام الدولار بعد ان احبط مصدرو السيارات في الفترة السابقة بسبب مخاوف من ان يبدد ارتفاع الين مكاسبهم في الخارج.