مجلس الذهب العالمي: السوق الإماراتية لا تزال في حالة ترقب وتجار الذهب لم يحققوا أرباحا بالملايين

4 مليارات دولار أميركي سنويا حجم التعاملات بالذهب في الإمارات العربية المتحدة

TT

نفى مصدر رفيع في مجلس الذهب العالمي ما تردد في الآونة الاخيرة عن تحقيق تجار الذهب في دبي مكاسب كبيرة اثر الارتفاع القياسي الذي شهده المعدن الاصفر في الاسابيع القليلة الماضية. وقال معاذ بركات، المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط في مجلس الذهب العالمي المسؤول عن مصالح منتجي الذهب في العالم، ان سوق الذهب في الامارات تمر بمرحلة جمود وترقب حاليا. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال امس «ما تحدثت عنه بعض التقارير حول تحقيق تجار الذهب في دبي ارباحا بعشرات ملايين الدولارات هو كلام يفتقد للدقة لأن السوق جامدة حاليا ولا توجد مكاسب».

واشار الى أن «تجار الذهب في دبي يتعاملون مع زبائنهم على الارتفاع السعري القصير الاجل لا الارتفاعات السعرية المترقبة على مدى اطول ولذلك هم يبيعون الذهب ولا يشترونه». وذكر ان تجار الذهب في دبي لا يشترون المعدن الاصفر بسعر يثبتونه عند سقف اكثر ارتفاعا لجني المكاسب نظرا للمخاطرة الكبيرة التي يتعرضون لها في حال هبوط الاسعار بصورة مفاجئة.

واضاف ان كبار تجار المعدن الاصفر في دبي يعتمدون هذا المبدأ لأنهم يتوقعون هبوط الاسعار خلال فترة قصيرة، «اما القول ان تاجر الذهب يحقق ارباحا من تقلب السعر فهذا غير صحيح».

وقال ان تثبيت السعر عن سقف سعري هو الحالة الوحيدة التي تمكن تجار الذهب من تحقيق مكاسب إلا ان ذلك لا ينطبق على تجار الذهب في دبي بل على المتعاملين مع البورصات والاسواق الذين يبيعون ولا يشترون مطلقا. واضاف ان العائد الربحي من تجارة الذهب من غير المشغولات (السبائك الاستثمارية والعادية والنقود) هو عائد ضئيل جدا لا يسمح للتاجر بتحقيق هامش ربحي كبير كما يظن البعض.

وقال «قد يربح التاجر درهمين (20 سنتا) في كيلوغرام الذهب الواحد لا أكثر. التاجر يعتمد في ربحه على ما يسمى «المصنعية» اي اجرة المشغولات فقط.

وقد شهد سعر المعدن الاصفر ارتفاعا سريعا على مدى الاشهر القليلة الماضية ليصل لأعلى مستوى منذ 3 اعوام خلال الاسبوع الاخير من مايو (أيار) الماضي حيث وصل لأكثر من 320 دولارا للاونصة الواحدة. الا ان بركات قلل من تأثير هذا الارتفاع في قرار المستهلكين بالامارات وتوقع اقبال المستهلكين على الشراء ابتداء من الاسبوع المقبل. وقال: «اعتقد ان المستهلكين سينتظرون حتى نهاية الاسبوع الحالي لاتخاذ قرارات الشراء خاصة ان مواسم الزواج في الهند والسعودية تتزامن مع موسم الاجازات الآن مما يحتم عليهم تقبل المستوى السعري الحالي ما يعني انتعاش المبيعات مجددا بعد الجمود الذي شهدته سوق الذهب المحلية في الاسابيع الماضية».

وتعتبر امارة دبي مركزا اقليميا لتجارة الذهب وتصديره الى منطقة الشرق الاوسط وشبه القارة الهندية اللتين تستهلكان نحو نصف الذهب العالمي، ويقدر حجم التعاملات بالذهب في الامارات العربية المتحدة بنحو 4 مليارات دولار اميركي سنويا.