استرد الدولار الاميركي بعض خسائره أمام العملات الرئيسية الاخرى في أوائل المعاملات الاوروبية امس مستمدا الدعم من توقعات بأن انتعاش الاسهم الاميركية قبل الاغلاق يوم الجمعة الماضي سيستمر. وكانت العملة الاميركية قد انخفضت يوم الجمعة الماضي الى أدنى مستوياتها منذ 17 شهرا لكنها استفادت امس من ضعف بيانات مبيعات التجزئة الالمانية وعجز اليورو عن اجتياز مستوى 0.95 دولار. وفي اوائل المعاملات الاوروبية بلغ اليورو 0.94 دولار منخفضا نحو سنت عن أعلى مستوياته يوم الجمعة الماضي. وقال روب هيوارد خبير استراتيجيات الصرف الاجنبي لدى بنك «ايه.بي.ان امرو» الاستثماري «التعاملات الآجلة على الاسهم الاميركية تبدو ايجابية في المعاملات الالكترونية، والناس يأملون ان يستمر الانتعاش الذي شهدته الاسهم الاميركية في أواخر جلسة يوم الجمعة». وأضاف ان قلة الانباء الايجابية الصادرة من أوروبا ساهمت ايضا في دعم الدولار. وفي وقت سابق امس أظهرت بيانات ان مبيعات التجزئة الالمانية انخفضت في ابريل (نيسان) الماضي رغم ان عدد ايام العمل هذا الشهر كان أكثر يومين من عدد ايام العمل في نفس الشهر من العام الماضي. ومنذ ديسمبر (كانون الاول) الماضي تسجل مبيعات التجزئة في الاقتصاد الالماني، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفاضا سنويا كل شهر. وارتفعت العملة الاميركية أيضا مقابل الين الياباني بعد تكرار تدخل بنك اليابان المركزي بائعا للدولار ومشتريا للين خلال الاسابيع القليلة الماضية ونجاح هذا التدخل في الحد من هبوط الدولار. وصعد الدولار نحو ثلث نقطة مئوية الى 124.80 ين في أوائل المعاملات الاوروبية بزيادة سنتين عن أدنى مستوى منذ ستة اشهر.
وانتزع الجنيه الاسترليني نفسه من ادنى مستوياته في عامين ونصف العام امام اليورو امس وحذا حذو الدولار صاعدا امام العملة الموحدة. وكان الاسترليني محاصرا بين تحركات اليورو امام الدولار في الاسابيع الاخيرة فتعرض لخسائر امام اليورو وارتفع امام الدولار بينما هيمنت المخاوف بشأن الانتعاش الاميريكي على السوق. وقال ستيوارت غرين الاقتصادي في كريدي ليونيه «ستعلن بعض البيانات الاقتصادية البريطانية المهمة خلال الايام القليلة المقبلة، ولكن سيكون من الصعب على الاسترليني ان يتحرك بشكل مستقل». وبحلول الساعة 07.25 بتوقيت غرينتش بلغ سعر الاسترليني 64.54 بنس بعد ان هبط يوم الجمعة الى 64.82 بنس، مسجلا ادنى مستوى منذ اكتوبر (تشرين الاول) عام .1999 وامام الدولار المرتفع بشكل عام فقد الاسترليني حوالي ربع نقطة مئوية ليصل الى 1.4560 دولار مقارنة مع 1.4594 دولار يوم الجمعة.
وفي اسواق المال ، هبط مؤشر نيكاي لثالث جلسة على التوالي امس واغلق على ادنى مستوى في اربعة اسابيع بعد ان حدت التوقعات غير المؤكدة لأكبر اقتصادين في العالم الياباني والاميركي من ثقة المتعاملين في اسهم التكنولوجيا المتطورة مثل سوني كورب. وقال نوريهيرو فوجيتو المحلل الاستراتيجي في كوكوساي سيكيوريتيز «حجم التعامل كان خفيفا للغاية مقارنة مع اواخر مايو عندما كان يجري تداول اسهم باكثر من تريليون ين (ثمانية مليارات دولار يوميا). وهذا يعكس التردد العام بين المستثمرين في دخول السوق الآن».
واغلق مؤشر نيكاي المؤلف من 225 سهما ممتازا على 11370.21 نقطة بانخفاض 68.32 نقطة توازي 0.60 في المائة وهو ادنى مستوى منذ اربعة اسابيع بعد ان ارتفع صباحا الى 11522.04 نقطة.
وفقد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 80،0 في المائة لينهي امس على 1093.03 نقطة. وهبط سهم سوني اكبر منتج في العالم للالكترونيات الاستهلاكية 1.59 في المائة الى 6800 ين. وقد انخفض سهم سوني وأسهم الشركات المماثلة يوم الجمعة عقب تحذير شركة انتل كورب، اكبر منتج في العالم للرقائق الالكترونية، من انخفاض الارباح مما عزز المخاوف بشأن الطلب على هذا القطاع. كما انخفض سهم «ان.تي.تي دوكومو» اكبر شركة لاتصالات الجوال في اليابان بعد ان ذكرت انباء الاسبوع الماضي ان الشركة تخلفت عن منافسيها الاثنين في نمو اعداد المستخدمين، وذلك للمرة الاولى في مايو (ايار). وفقد سهم دوكومو 2.49 في المائة ليغلق على 313 الف ين.
كما ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز للأسهم البريطانية الممتازة صباح امس بفضل آمال في ان تشهد السوق عمليات اندماج جديدة، مما ساهم في الحد من آثار الانخفاض الشديد في اسهم القطاع المصرفي بعد تحذير اطلقه بنك آبي ناشيونال بشأن الارباح. وتصدرت اسهم مجموعة غالاهر البريطانية للتبغ الاسهم الصاعدة على مؤشر فاينانشال تايمز 100 بفضل توقعات بأن تصبح هدفا لعرض لشرائها، مما ساهم في الحد من اثر هبوط اسهم آبي ناشيونال عشرة في المائة. ورغم ان هبوط المؤشر اقتطع 19 نقطة تقريبا من مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى فان ارتفاع اسهم الاتصالات والادوية دعم المؤشر ليرتفع عند الساعة 09.37 بتوقيت غرينتش 11.6 نقطة بنسبة 0.24 في المائة الى 4932.0 نقطة.