ارتياح سعودي لتطور السوق النفطية ووزير نفط الكويت يغيب عن اجتماع أوبك

أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط يجتمعون في فيينا مع مؤشرات للحفاظ على سقف الإنتاج بدون تغيير

TT

اعرب وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس عن ارتياحه لآفاق تطور السوق النفطية وذلك عشية الاجتماع الذي سيعقده وزراء النفط للبلدان الاعضاء الـ11 في منظمة الدول المنتجة للنفط «اوبك» اليوم في فيينا ويخصص لتحديد حصص الانتاج. واعلن الوزير السعودي لمجموعة من الصحافيين «ان كل العناصر تاخذ مكانها. انا مرتاح جدا». ولم يبد الوزير السعودي قلقا من معلومات تتحدث عن تجاوز حصص الانتاج من قبل بعض بلدان المنظمة.

وقال مسؤول كويتي أمس ان الشيخ احمد الفهد الصباح القائم بأعمال وزير النفط الكويتي لن يحضر الاجتماع الوزاري الذي تعقده أوبك في فيينا اليوم بسبب بوادر أزمة سياسية في البلاد. وقال المسؤول ان نبيلة الملا سفيرة الكويت لدى النمسا ستمثل الكويت في اجتماع أوبك.

ويبدو ان وزراء المنظمة مصممون على الابقاء على سقف الانتاج بدون تغيير خلال الثلاثة اشهر المقبلة معتبرين ان الاسعار بلغت ادنى مستوى لها في سلم الاسعار الذي حددوه والذي يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل الواحد. فقد قال عبيد بن سيف الناصري وزير البترول والثروة والمعدنية في الامارات، ان أوبك ستجري بحثا دقيقا لمدى الالتزام بحصص الانتاج في الاجتماع الوزاري الذي تعقده اليوم. وقال الناصري للصحافيين «أعتقد ان هذا الموضوع سيكون موضع بحث مستفيض في هذا الاجتماع».

واكد العراق أمس مجددا عدم وجود حاجة لزيادة السقف الانتاجي للدول الاعضاء في منظمة الاوبك في الوقت الحاضر وزيادة التعاون مع الدول المنتجة خارج الاوبك. ونقلت صحيفة «الثورة» عن وزير النفط عامر محمد رشيد قوله «ان استقراءنا لمتغيرات السوق يشير الى وفرة الخزين النفطي واستمرار حالة ضعف النمو الاقتصادي في الاقطار المستهلكة الرئيسية للنفط».

واكد رشيد ان وزراء النفط في الاوبك «سيقومون بمناقشة الوضع الراهن للسوق النفطية بضمنها استمرار زيادات الانتاج الكبيرة التي حصلت في الخزين النفطي وما يتطلب ذلك من الدول الاخرى المنتجة للنفط من اجراءات لمواجهة الموقف وتحسين مستويات الاسعار».

والمعروف ان العراق يعاني حاليا من تدن حاد بمعدلات التصدير اليومي للنفط الخام بموجب اتفاق النفط مقابل الغذاء والدواء بسبب مشكلة المصادقة على آلية التسعير من قبل المندوبين الاميركي والبريطاني في اللجنة .661 وقال الوزير رشيد ان العراق سيدعو وزراء اوبك الى استمرار العمل بسقف الانتاج البالغ 21.7 مليون برميل يوميا والى زيادة الالتزام بتخصيصات الانتاج المقررة للدول الاعضاء ومراقبة تطورات السوق والاستعداد لاتخاذ ما يلزم للمحافظة على اسعار النفط في مستويات معقولة. وتابع يقول كما ان العراق سيدعو الى «زيادة التنسيق والتعاون مع الدول النفطية من خارج المنظمة والى ايجاد صيغ مستمرة لهذا التعاون وبما يخدم المصالح المشتركة لجميع الدول المصدرة للنفط».

وقال عبد الله العطية وزير النفط القطري انه يريد استمرار العمل بقيود الانتاج التي تطبقها منظمة أوبك حاليا حتى نهاية العام الجاري. ورد العطية بالايجاب على سؤال عما اذا كان يريد استمرار تخفيضات الانتاج حتى نهاية .2002 لكنه اضاف ان المنظمة ستواصل مراقبة العرض والطلب في السوق قبل اجتماعها التالي في سبتمبر (ايلول) المقبل موضحا انه يرى ان العرض يتجاوز الطلب في الوقت الراهن.

وسئل العطية عما اذا كان يتوقع ان ترفع أوبك الانتاج في اجتماع سبتمبر فقال «لا أستطيع ان أسبق الاحداث واحدد الان... الامر يتوقف على السعر والسوق والطلب والعرض. يجب الا نسبق الاحداث». وأضاف اذا كانت السوق تحتاج بشدة للنفط وحدث نقص فسنناقش الامر. قد تحدث أمور كثيرة من الان وحتى سبتمبر».

وفي ما يتعلق بالالتزام بحصص الانتاج قال العطية انه راض جدا حتى الان «لكن علينا ان نرى الارقام وسنبحث الامر». وأوضح انه لا يرى مشكلة «خطيرة» في ما يتعلق بتجاوزات الانتاج. وقال انه ليس لديه اعتراض على ان يخلف الفارو سيلفا وزير النفط الفنزويلي علي رودريجيز في منصب الامين العام للمنظمة بعد استقالة رودريجيز لتولي رئاسة شركة النفط الحكومية في فنزويلا.

وأشار وزير النفط الايراني بيجن زنغنه أمس انه لا يرى ما يدعو أوبك لتغيير قيود الانتاج السارية حاليا خلال الاجتماع الذي يعقده وزراء أوبك. وقال زنغنه للصحافيين «اعتقد انه لا داعي لان نغير اي شيء في هذا الاجتماع لان العوامل الاساسية تفرض علينا عدم تغيير اي شيء وأعتقد اننا سنمدد العمل بسقف الانتاج».

وأضاف لدى وصوله الى فيينا «في سبتمبر يمكننا ان نبحث زيادة الانتاج للربع الاخير من العام بالطبع لكن كل شيء يتوقف على النمو الاقتصادي العالمي والوضع السياسي وخاصة في الشرق الاوسط».

وقال زنغنه ان أوبك ستشدد على ضرورة التزام جميع الدول الاعضاء بحصص الانتاج الرسمية. وأظهرت تقديرات مستقلة تجاوزات كبيرة للحصص في الاشهر الاخيرة. وقال الوزير الايراني «بالطبع سنؤكد على اهمية تحسين الالتزام بالحصص داخل أوبك». لكن قلل من شأن تقارير ذكرت ان فنزويلا رفعت انتاجها عن حصتها لسد عجز في الايرادات الحكومية.

وأضاف زنغنه انه لا يشعر بالقلق لقرار روسيا عدم الاستمرار في تعاونها مع منظمة أوبك في الحد من الانتاج بعد النصف الاول من العام الجاري. وقال «روسيا لم تسهم مع أوبك من الناحية العملية حتى الان ولذلك فالوضع في روسيا ليس له اي اثر على السوق».

الى ذلك قال وزير النفط الايراني بيجن زنغنه انه يجب ان يتولى وزير النفط الفنزويلي الفارو سيلفا منصب الامين العام لمنظمة أوبك خلفا لعلي رودريجيز الذي استقال لرئاسة شركة النفط الحكومية في بلاده. وأكد زنغنه ان سيلفا هو المرشح الفنزويلي لشغل المنصب وقال انه يجب ان يكمل فترة رودريجيز في المنصب.