أسهم لندن تعوض بعض الخسائر التي تكبدتها في هبوطها القياسي والدولار يهنأ بموقف قوي أمام العملات في عطلة عيد الاستقلال

TT

قفزت الاسهم البريطانية امس بعد اغلاقها اول من أمس على أدنى مستوى منذ خمسة أعوام مستعيدة اكثر من 1% من قيمتها، بينما تبددت مكاسب اسهم طوكيو التي حققتها اول من امس في اتجاه معاكس لاسواق المال العالمية الاخرى. وحافظ الدولار الاميركي على ارتفاعه مقابل اليورو الاوروبي والين الياباني مع عودة المستثمرين الذين باعوه ودفعوه للتراجع في الفترة الاخيرة الى الاقبال على شرائه تحسبا لما قد يحدث خلال عطلة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة.

وانتعشت اسهم البنوك والاتصالات اثر الخسائر الشديدة التي منيت بها في الفترة الاخيرة، كما تشجع المستثمرون بالمكاسب التي حققتها الاسهم اواخر المعاملات في وول ستريت اول من أمس.

وارتفع المؤشر المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى صباحاً 76.7 نقطة بنسبة 1.75 في المائة الى 4469.3 نقطة بعد ان هبط بنسبة 3.4 في المائة اول من أمس ليسجل أدنى مستوى اغلاق منذ ابريل (نيسان) عام .1997 وارتفع سهم شركة «فودافون» عملاق شبكات الهاتف المحمول 3.7 في المائة الى 83.5 بنس. وكان سهم «فودافون» من الاسهم التي انخفضت بشدة في الآونة الاخيرة.

وفي قطاع البنوك ارتفع سهم «اتش.اس.بي.سي» 2.5 في المائة وسهم «باركليز» 2.6 في المائة واضاف القطاع المصرفي وحده 22 نقطة الى مؤشر الاسهم الممتازة.

لكن المتعاملين توخوا الحذر بشأن اتجاه السوق خلال بقية اليوم في ضوء اغلاق الاسواق الاميركية بمناسبة عيد الاستقلال.

وفي طوكيو، تبددت المكاسب التي حققتها الاسهم اليابانية اول من امس واغلقت البورصة امس على هبوط تقودها خسائر سهم «سوني كورب» وغيره من اسهم من كبار المصدرين وسط مخاوف من انتعاش هش في وول ستريت.

وفقد مؤشر «نيكاي» القياسي المؤلف من 225 سهما ممتازا 1.66 في المائة او 179.49 نقطة ليغلق على 10632.81 نقطة بعد ان ارتفع 1.8 في المائة اول من امس الاربعاء.

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.04 في المائة او 10.90 نقطة الى 1033.31 نقطة.

وقال ماساهارو ساكودو العضو المنتدب في «تاشيبانا سيكيوريتيز» ان «اليوم (امس) كان يوما سهلا للبيع. ومع اغلاق نيويورك من الافضل الاحتفاظ بمراكز مدينة لانه يمكن دائما شراء الاسهم المطلوبة غدا».

وهبط سهم «سوني كورب» 3.04 في المائة الى 6050 ينا. وتحصل سوني على حوالي 70 في المائة من عائداتها من الاسواق الخارجية، وبالتالي فهي عرضة للتأثر بتقلبات وول ستريت والطلب الخارجي.

وفي ضوء التوقعات القاتمة للمصدرين اقبل المستثمرون على ضخ اموالهم في اسهم الشركات القائمة على الطلب المحلي مثل البنوك والتنمية العقارية.

وكانت اسواق الاسهم الاميركية مغلقة امس بمناسبة عطلة عيد الاستقلال.

وقد هبط مؤشر ناسداك المركب هذا الاسبوع الى ادنى مستوياته في خمس سنوات. اما في سوق العملات، فقد حافظ الدولار الاميركي على ارتفاعه مقابل اليورو الاوروبي والين الياباني امس مع عودة المستثمرين الذين باعوه ودفعوه للتراجع في الفترة الاخيرة الى الاقبال على شرائه تحسبا لما قد يحدث خلال عطلة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة.

وفي ضوء اغلاق الاسواق الاميركية امس بمناسبة ذكرى الاستقلال وترقب بيانات البطالة والوظائف الجديدة التي تصدر اليوم، لم يبد أحد اي رغبة في المراهنة على اتجاه العملة الاميركية.

وقال شهاب جالينوس خبير استراتيجيات العملات لدى «يو.بي.اس واربورج» «لان الكل يدرك ان الولايات المتحدة في عطلة فمن المستبعد ان نشهد تحركات مفرطة اليوم».

وأضاف «اذا حدث شيء فلن يتجاوز استمرار عمليات تسوية المراكز وهذا سيفيد الدولار من بين العملات الرئيسية».

وانخفض سعر صرف العملة الاميركية صباحا ثلث نقطة مئوية امام اليورو الاوروبي الى 0.9770 دولار استمرارا لاتجاه التحسن الذي سار فيه بعد هبوطه الاسبوع الماضي الى أدنى مستوى منذ عامين، مقتربا بشدة من نقطة التعادل مع العملة الاوروبية الموحدة.

وارتفع الدولار نحو نصف ين عن مستواه في أواخر المعاملات في نيويورك الليلة قبل الماضية ليصل الى 120.18 ين، مرتفعا عن أدنى مستوى لها منذ تسعة اشهر والذي سجله الاسبوع الماضي عند 118.30 ين.

ودعم الدولار أمام الين مخاوف من استعداد السلطات اليابانية للتدخل في أسواق الصرف للحد من ارتفاع الين الذي يضر بالصادرات.

وارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني أمام اليورو الاوروبي المتراجع يدعمه تقرير صحافي افاد ان الحكومة قد لا تجري استفتاء على الانضمام للعملة الاوروبية الموحدة قبل عام .2005 وساعدت ارقام تظهر ارتفاعا كبيرا في أسعار المساكن ببريطانيا على دعم الجنيه قبل صدور قرار بنك انجلترا المركزي.

وارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني عن 64 بنس لليورو للمرة الاولى منذ اسبوعين بعد ان قالت صحيفة «التايمز» ان الحكومة ربما ترجئ الاستفتاء بشأن الانضمام لليورو الى ما بعد الانتخابات المقبلة أي أبعد مما كان متوقعا.

وكان الجنيه الاسترليني قد انخفض بشدة مقابل اليورو في الاشهر الاخيرة لكن العديد من الاقتصاديين يعتقدون ان العملة البريطانية ما زالت بحاجة للانخفاض أكثر من ذلك قبل الانضمام للعملة الاوروبية الموحدة.

وقال نيل باركر خبير استراتيجيات الاسواق لدى «ار.بي.اس فاينانشال ماركتس» ان «مقال التايمز دعم الاسترليني بالتأكيد على الرأي القائل انه ما زال هناك العديد من العقبات في طريق انضمام بريطانيا لليورو، وأكبر عقبة ما زالت هي الرأي العام».