البنك الأهلي التجاري السعودي يحقق أرباحا بقيمة 380 مليون دولار في النصف الأول من العام الحالي

TT

كسر البنك الاهلي التجاري حاجز «المليارية» في ارباحه نصف السنوية لأول مرة منذ الاعوام الخمسة الماضية، معلنا عن تحقيقه 1.4 مليار ريال حوالي (380 مليون دولار) مقارنة بـ944 مليون ريال (251.7 مليون دولار) لنفس الفترة من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 49 في المائة. وبذلك يتصدر «الاهلي التجاري»، الذي يعد اكبر مصرف عربي برأسمال 6 مليارات ريال، قائمة المصارف السعودية الاعلى ربحية في الارباح نصف السنوية لهذا العام. ويبدو أنه يخطط لكسر حاجز «الملياري ريال» ارباحا في نهاية العام الجاري لتكون بذلك ايضا سابقة جديدة أخرى قد يفاجئ بها الاوساط المصرفية قريبا.

ومما يلفت النظر في اعلان «الاهلي التجاري» هو افصاحه التام عن اسباب القفزة في الارباح في بيان وزع امس وتسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، حيث يوضح عبد الله باحمدان رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب، أن رصيد الارباح شمل مكاسب رأسمالية استثنائية بلغت قيمتها 229 مليون ريال (61 مليون دولار). مع الملاحظة هنا أن هذا البند سبق ان ساهم في ارباح الربع الاول وبقيمة 168 مليون ريال (44.8 مليون دولار). ويرى باحمدان في تصريحه، ان هذه النتائج تدعم القاعدة والمكانة التي يتمتع بها البنك في ما يتعلق بـ«جودة وتصنيف موجوداته»، حيث صعد العائد على متوسط الموجودات بنسبة 2.8 في المائة مقابل 2 في المائة العام الماضي. وبلغ رصيد الموجودات 101.9 مليار يال (27.2 مليار دولار) مقابل 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) لنفس الفترة من العام 2001، أي بنسبة زيادة بلغت 6.1 في المائة.

وتقدم الارقام السابقة دلالة على أن «الاهلي التجاري» مستمر في استراتيجية واضحة المعالم في اعادة هيكلة موجوداته بالتركيز على المردودات العالية مع عدم اهمال عنصر المخاطرة، حيث نرى مثلا أن النمو في الموجودات تمثل في محفظتي القروض والاستثمارات، فالاولى صعدت الى 41.4 مليار ريال (11 مليار دولار) مقارنة بـ 37.8 مليار ريال (10 مليارات دولار) في الفترة المقابلة من العام الماضي وبنسبة زيادة بلغت 9.6 في المائة، اما الثانية فقد ارتفع رصيدها الى 41.8 مليار ريال (11.14 مليار دولار) مقارنة بـ 36 مليار يال (9.6 مليار دولار) في عام 2001 وبنسبة بلغت 16 في المائة. وهنا يتحدث باحمدان حول الزيادة في محفظة القروض والسلف، مشيرا الى ان السبب الرئيسي يعود الى توسع البنك بشكل عام في نشاطات التمويل المختلفة من خلال منتجاته الرائدة في هذا المجال. ولا تزال محفظة قروض وسلف «الاهلي التجاري» ذات ثقل نوعي وكمي في سوق الائتمان المصرفي السعودي، وتعد مؤشرا مهما لقياس تطور ونمو هذا السوق على اعتبار انها الاكبر حجما في القطاعين الحكومي والخاص.

ويعتقد باحمدان أن «الابتكار» هو عنصر رئيسي في منظومة عمل البنك وريادته في السوق السعودية وبما ينعكس على موارده اخيرا، حيث طرح في النصف الاول عددا من المنتجات الجديدة، منها اصدار صندوق المرابحات باليورو كأول صندوق استثماري من نوعه، كما قدم أيضا منتج «التيسير» التجاري كوسيلة تمويل اسلامية مبتكرة لعملاء قطاع الشركات. وفي ذات الشأن، تكشف نتائج «الاهلي التجاري»، زيادة بند الودائع بنسبة 4.5 في المائة، بلوغا عند مستوى 79.2 مليار ريال (21.12 مليار دولار) مقابل 75.8 مليار ريال (20.2 مليار دولار)، وهو ما يدل على تنفيذه سياسة تسويقية اشبه بـ «الهجومية» في سوق الودائع المصرفية السعودية التي تشهد حاليا انخفاضا كبيرا بالنظر الى الانخفاض في اسعار الفائدة على الريال السعودي اتساقا مع الانخفاض في اسعار فائدة الدولار، وبما يعني اخيرا أن البنك يحرص على دعم موارده الاساسية وإعادة ضخها في السوق على شكل قروض، وهو ما يعرف في العرف المالي بأنه «تكوين النقد».

ويبقى القول أخيرا، إن «الاهلي التجاري» اثبت أنه يدرك حقيقة التحولات المقبلة التي يشهدها القطاع المصرفي السعودي، والمتمثلة في انخفاض الهامش الربحي من الخدمات المصرفية التقليدية العامة، مثلما حدث في المصارف الغربية والاميركية، خاصة ما تبعها من شيوع المحافظ والصناديق، فأدار «ماكينته» نحو «الابتكار» في الخدمات المصرفية التي تعتمد على التمويل والعمولات من دون التأثير على حجم سيولته أو حجم المخاطر التي يتحملها.

=