اليورو يتساوى مع الدولار مع استمرار القلق إزاء الأسواق الأميركية

TT

ارتفع اليورو الاوروبي امس متجاوزا نقطة التعادل مع الدولار الاميركي للمرة الاولى منذ فبراير (شباط) عام 2000، اذ شجعت المخاوف بشأن اتجاه اسواق وول ستريت المستثمرين على سحب استثماراتهم من الاصول الاميركية. ومنذ أوائل أبريل (نيسان) الماضي يتعرض الدولار لضغوط بسبب شكوك في مدى الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة ونزاهة المعايير المحاسبية للشركات الاميركية. وفي الساعة 11.18 بتوقيت غرينتش ارتفع اليورو الى 1.0019/1.0025 دولار مسجلا أعلى مستوياته منذ فبراير عام 2000 لتتجاوز مكاسبه أمام العملة الاميركية منذ بداية العام 12 في المائة. وفي الشهر الماضي ارتفعت العملة الاوروبية الموحدة ما يقرب من سبعة سنتات مع تفجر فضائح عن مخالفات محاسبية في شركتي وورلدكوم وزيروكس الاميركيتين.

وبدأ تداول العملة الاوروبية في الرابع من يناير (كانون الثاني) عام 1999 بسعر 1.17 دولار لكنها تراجعت باطراد منذ ذلك الحين لتصل الى أدنى مستوياتها عند 0.8225 دولار في اكتوبر (تشرين الاول) عام 2000 بانخفاض يعادل 30 في المائة عن السعر الذي طرحت به.

وهبط الدولار امام معظم العملات الرئيسية امس فنزل الى ادنى مستوى امام الين منذ اواخر سبتمبر (ايلول) وسجل ادنى مستويات منذ سنوات امام الفرنك السويسري والجنيه الاسترليني. وقال لي فريدج في رابوبنك «الرأي السائد هو انه سيكون هناك المزيد من خسائر الاسهم. ومثار القلق هو انه اذا تلقينا ارقاما جيدة للعائدات فمن ذا الذي سيصدقها». وهبط الدولار الى 115.95 ين مخترقا مستوى 116 ينا للمرة الاولى منذ اواخر سبتمبر، بينما تحدى المستثمرون السلطات اليابانية ان تتدخل لاضعاف عملتها مثلما فعلت سبع مرات على الاقل منذ اواخر مايو (ايار). كما نزل الدولار لادنى مستوى منذ اكتوبر امام الفرنك السويسري مسجلا 1.4711 فرنك وبلغ ادنى مستوى امام الجنيه الاسترليني منذ مايو عام 2000 عند 1.5591 دولار. كما تعرض الدولار الواهن لهجوم جديد من الين في اواخر معاملات اسيا امس بعد ان رجحت كفة مشاعر القلق بشأن مصداقية الشركات الاميركية وبيانات ضعيفة عن الاقتصاد الاميركي على المخاوف من تدخل ياباني محتمل في السوق لدعم الدولار. وهبط الدولار الى ادنى مستوى في عشرة اشهر مسجلا 116.20 ين ليغلق على ادنى مستوى منذ الحادي عشر من سبتمبر عند 115.80 ين.

وقال كويتشي ابي المدير في اوزورا بنك «السوق تبحث باستمرار عن مبرر لبيع الدولار». وجاء احدث مبرر امس من غياب بنك اليابان المركزي عن سوق العملات رغم هبوط الدولار عن مستوى 117 ينا الذي كان كثيرون يتوقعون تدخل السلطات عنده لاضعاف الين. ولم تتدخل السلطات اليابانية في السوق منذ 28 يونيو (حزيران).

وفي سوق الاوراق المالية، فقد مؤشر نيكاي القياسي للاسهم الممتازة في بورصة طوكيو اكثر من اثنين في المائة ليغلق امس على ادنى مستوى في ثلاثة اسابيع متأثرا بهبوط شركات السمسرة ومصدري التكنولوجيا المتطورة بسبب استمرار القلق ازاء تهاوي الاسهم الاميركية وارتفاع الين. وانخفض مؤشر نيكاي المؤلف من 225 سهما 226.30 نقطة توازي 2.13 في المائة لينهي امس على 10375.15 نقطة مسجلا ادنى اغلاق منذ 27 يونيو.

وفقد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.87 في المائة واغلق على 1000.48 نقطة وهو ادنى مستوى ايضا في ثلاثة اسابيع. وقال تيتسويا ايشيجيما المحلل في اوكاسان سيكيوريتيز «اي هبوط جديد في الدولار او مزيد من الارتفاع للين مصدر قلق لانه سيكبد تويوتا وغيرها من كبار المصدرين خسائر بمليارات الينات». ويؤدي ارتفاع الين الى تقلص ارباح المصدرين في الخارج عند تحويلها الى العملة اليابانية ويهدد بوأد الانتعاش الاقتصادي الياباني الوليد الذي تقوده الصادرات. وهبط سهم تويوتا موتور كورب اكبر منتج للسيارات في اليابان 0.17 في المائة الى 2900 ين بينما فقد سهم سوني اكبر منتج للالكترونيات الاستهلاكية في العالم 2.65 في المائة الى 5880 ينا.

كما اتجه موءشر فاينانشال تايمز الرئيسي للاسهم البريطانية الممتازة للانخفاض في المعاملات الصباحية في بورصة لندن للاوراق المالية امس بعد ان فتح على ارتفاع بفضل تنفيذ برنامج للشراء لم يتفق مع الاتجاه العام في السوق. وفي الساعة 08.28 بتوقيت غرينتش انخفض مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 7.3 نقطة، اي بنسبة 0.17 في المائة الى 4216.8 نقطة. وبلغ أعلى مستوى للمؤشر في المعاملات الصباحية 4258.7 نقطة وأدنى مستوى 4202.4 نقطة. وكان المؤشر تراجع 400 نقطة في الاسبوع الماضي لاستمرار مخاوف المستثمرين بشأن الفضائح المحاسبية في الولايات المتحدة.