الأسواق تجني نتائج سلبية من انخفاض داو جونز وهبوط حاد في الأسهم البريطانية

TT

جر هبوط مؤشر داو جونز وتهاوي الاسهم الاميركية في وول ستريت يوم الجمعة تأثيراته هبوطا على الاسواق العالمية، وتابع المستثمرون بقلق ذلك الهبوط الحاد. فقد هبطت الاسهم البريطانية الممتازة بنسبة حادة بمقدار 70 نقطة منذ بدء التداول امس وبنسبة بلغت حوالي ثلاثة في المائة وليبقى مراوحا حول حاجز الـ4000 نقطة.

وقادت اتجاه الهبوط في بورصة لندن اسهم القطاع المالي مع تجدد المخاوف من قدرة الشركات على الوفاء بالتزاماتها.

وانخفضت أسهم شركة شل العملاقة للنفط أكثر من خمسة في المائة بعد ان خرجت من مؤشر ستاندرد اند بورز/500 مع المجموعة الشقيقة رويال داتش.

وهبط سهم يونيليفر 6،4 في المائة اذ انه سيخرج ايضا من المؤشر.

وفي الساعة 0748 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر فاينانشال تايمز المكون من أسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 98 نقطة اي بنسبة 39،2 في المائة الى3،4000 نقطة.

وكان المؤشر قد هبط في وقت سابق الى 4،3973 نقطة مقتربا من أدنى مستوياته منذ ستة اعوام والذي سجله الاسبوع الماضي عند 3860 نقطة وذلك بعد هبوط الاسهم في وول ستريت يوم الجمعة وسط مخاوف جديدة من انتشار فضائح الشركات وتراجع التوقعات بالنسبة لارباحها.

وانتعشت اسهم طوكيو من ادنى مستوياتها في خمسة اشهر لتغلق أمس على هبوط طفيف بعد ان استردت خسائرها بفضل ارتفاع اسهم البنوك في المعاملات المتأخرة وتحدت الضغوط الناجمة عن احدث هبوط حاد لوول ستريت.

واغلق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما ممتازا على 01،10189 نقطة بانخفاض 35،13 نقطة توازي 13،0 في المائة بعد ان فقد خلال اليوم اكثر من اثنين في المائة ليصل في احدى المراحل الى 24،9982 نقطة متجاوزا الحاجز النفسي عند عشرة الاف نقطة للمرة الاولى منذ خمسة اشهر.

وقال متعاملون ان جولة من عمليات الشراء لتغطية مراكز مكشوفة دفعت نيكاي للارتفاع مرة اخرى فوق مستوى عشرة الاف نقطة.

وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 17،0 في المائة ليغلق على 44،991 نقطة.

الا ان بعض الاسهم الممتازة تعرضت لخسائر جسيمة امس. وهبط سهم سوني كورب عملاق الالكترونيات الاستهلاكية 53،2 في المائة الى 5390 ينا ليفاقم بذلك خسائر الجمعة التي بلغت 66،4 في المائة.

وقال ماساتوشي ساتو المدير في ميزوهو انفستورز سيكيوريتيز «لا تزال الظلال القاتمة تخيم على شركات الالكترونيات اليابانية بسبب المخاوف من ارتفاع الين والطلب في الولايات المتحدة». كما تعرض سهم توشيبا اكبر منتج للرقائق الالكترونية في اليابان لضغوط وهبط 21،1 في المائة الى 489 ينا.

وقال محللون ان المستثمرين اقبلوا على شراء اسهم امنة مثل اسهم شركات السكك الحديدية والتأمين والبنوك التي رأوا انها توفر لهم الحماية من هبوط الاسهم الاميركية وارتفاع الين.

وفي قطاع البنوك ارتفع سهم ميتسوبيشي طوكيو فاينانشيال جروب 49،3 في المائة الى 860 الف ين مما ساعد في ارتفاع المؤشر الفرعي لاسهم البنوك 54،2 في المائة.

وفي اسواق العملات الرئيسية عاشت الاسواق حالة ترقب لاتجاه وول ستريت، واستقر الدولار الاميركي في المعاملات الاوروبية أمس على مستوى يزيد سنتا على أدنى مستوياته منذ عامين ونصف العام الذي سجله الاسبوع الماضي أمام اليورو الاوروبي.

وجاء انخفاض الدولار بعد ان امتد الى أسواق أوروبا اثر الهبوط الشديد الذي شهدته الاسهم في وول ستريت يوم الجمعة وانباء دعوى الافلاس التي رفعتها شركة وورلدكوم عملاق قطاع الاتصالات في الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى ارتفع الدولار قليلا مقابل العملة اليابانية الى مستوى 25،116 ين بارتفاع يقرب من ين عن أدنى مستوى له منذ 17 شهرا والذي سجله الاسبوع الماضي بفضل تصريح لوزير المالية الياباني ماساجورو شيوكاوا جدد فيه استعداد بلاده للتدخل في اسواق الصرف الاجنبي بهدف الحد من قوة الين.

وقال متعاملون ان المستثمرين راهنوا بشدة على انخفاض الدولار بسبب المخاوف المحاسبية المثارة حول الشركات الاميركية مما يجعل المجال أمام مزيد من عمليات البيع محدودا في الوقت الحالي ولذلك فقد اختاروا البيع لجني الارباح عن المكاسب الكبيرة التي حققها اليورو.

وقبل ظهر اليوم بلغ سعر اليورو الاوروبي 0112،1 دولار بدون تغيير يذكر عن سعر الاغلاق السابق ولكن بانخفاض سنت عن أعلى مستوى للعملة الموحدة منذ عامين ونصف العام والذي سجل في أوائل المعاملات يوم الجمعة.

وانخفض مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى في السوق الاميركية 64،4 في المائة يوم الجمعة مسجلا سابع أكبر خسارة بالنقاط.

ودفع ذلك أسواق الاسهم الاوروبية الى الهبوط بشدة امس، بينما تشير اسعار التعاملات الاجلة الى مزيد من الانخفاض في وول ستريت.

و تراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني في أوائل المعاملات الاوروبية أمس عن أعلى مستوياته منذ 27 شهرا مقابل الدولار الاميركي والذي بلغه في جلسة التعامل السابقة بعد ان استرد الدولار توازنه عقب هبوطه الحاد أمام العملات الاخرى الاسبوع الماضي.

وقال متعاملون ان تقريرا نشرته صحيفة صنداي اكسبريس البريطانية قالت فيه ان شركة جلاكسو سميثكلاين العملاقة للادوية تفكر في التقدم بعرض قيمته 36 مليار جنيه استرليني لشراء منافستها الاميركية ايلي ليلي ادى الى انطفاء بعض بريق الجنيه الاسترليني.

وقال متعامل في بنك أوروبي «البنوك الاميركية تبيع الاسترليني صباح أمس وهذا التقرير الصحافي يشجع الناس ايضا على بيع الاسترليني وجني أرباحهم. لكن المشاعر مازالت في غير صالح الدولار ولذلك بمجرد انتهاء عمليات البيع لجني الارباح فربما نشهد مزيدا من الارتفاع للاسترليني». وأمام اليورو الاوروبي استقر الاسترليني بدون تغير يذكر اذ بلغ سعر العملة الاوروبية الموحدة 12،64 بنس.

وليس من المقرر صدور بيانات اقتصادية بريطانية مهمة اليوم الذي تصدر فيه بيانات مبيعات تجارة التجزئة لشهر يونيو (حزيران).