الأسواق المالية تعاود انتعاشها بعد أكبر موجة هبوط حادة منذ عام ومؤشر نيكاي ما زال منخفضا

TT

بعد موجة الهبوط الحادة التي غمرت الاسواق العالمية اول من امس، استعادت البورصات حيويتها مشفوعة بحصول بعض الصفقات المربحة في وول ستريت وارتفاع بعض الاسهم القيادية في بورصة لندن.

و صعدت الأسهم الاميركية في المعاملات الصباحية في وول ستريت امس مع بحث متصيدي الصفقات عن صفقات مربحة بعد الهبوط الحاد في السوق اول من امس عقب بيانات اقتصادية اميركية ضعيفة.

وفي الساعة 1400 بتوقيت غرينتش كان مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية مرتفعا 46,63 نقطة بنسبة 76,0 في المائة الى 51,8371 نقطة بعد ان هوى اول من امس ليغلق منخفضا 45,355 نقطة بنسبة 1,4 في المائة.

وكان مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا مرتفعا 88,19 نقطة بنسبة 57,1 في المائة الى 72,1283 نقطة بعد ان هوى اول من امس 01,51 نقطة بنسبة 88,3 في المائة وكان مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا الذي يشمل اسهم 500 شركة كبرى مرتفعا 09,9 نقطة بنسبة 04,1 في المائة الى 11,887 نقطة.

وهبوط يوم الثلاثاء اكبر نسبة هبوط منذ يوم استؤنفت تداولات البورصة بعد اسبوع من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) من العام الماضي.

وفي بريطانيا تحول مؤشر فاينانشال تايمز لاسهم الشركات البريطانية الكبرى من الانخفاض الى الارتفاع امس مع ارتفاع اسهم قيادية تصدرها سهم مؤسسة شرودرز لادارة الاستثمارات بفضل عدة تقارير رفع فيها محللون تصنيفهم للسهم.

وجاء الارتفاع مغايرا لاتجاه الانخفاض الذي ساد في بداية المعاملات بعد الهبوط الشديد الذي منيت به الاسهم الاميركية في وول ستريت الليلة الماضية.

وكان مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى انخفض في الصباح الى 3,3990 نقطة بالمقارنة مع اغلاقه اول من أمس على 6,4028 نقطة.

لكن مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات الذي اصدره معهد تشارترد للمشتريات والتوريدات أظهر ارتفاعا مفاجئا في نشاط الاعمال.

ويترقب المتعاملون فتح الاسواق الاميركية لمعرفة اتجاهات الاسهم بعد هبوطها الحاد اول من امس.

وفي أسواق العملات الرئيسية صعد الدولار قليلا في التعاملات الاميركية الصباحية امس في انتعاش محدود مقارنة مع يوم الثلاثاء مدعوما بتوقعات اداء افضل في وول ستريت.

ومع ندرة البيانات الاقتصادية الاميركية تركز سوق الصرف الاجنبي اهتمامها على سوق الاسهم. وهبط الدولار الى ادنى مستوياته في عدة اسابيع اول من امس بعد هبوط حاد في سوق الاسهم وضعف بيانات قطاع الصناعات التحويلية.

وبحلول الساعة 1311 بتوقيت غرينتش بلغ اليورو 9926,0 /9936,0 دولار بزيادة نحو 3,0 في المائة عن اليوم السابق. وبلغ الدولار 92,117 /97,117 ين بزيادة نحو 6,0 في المائة عن يوم الثلاثاء.

وفي لندن انتعش الدولار امس بعد انخفاضاته الحادة التي شهدها في الجلسة السابقة مع ترقب السوق لاداء بورصة وول ستريت امس بعد صدور بيانات ضعيفة عن الصناعات التحويلية الاميركية.

وقال متعاملون ان التوترات المتوقعة بعد انخفاض مؤشر داو جونز الاميركي بنسبة 10,4 في المائة امس والمخاوف المتعلقة بانتعاش الاقتصاد الاميركي والتوترات قبيل ذكرى مرور عام على هجمات 11 سبتمبر ستبقي الضغوط على سعر الدولار.

وانخفض الدولار بنسبة واحد في المائة تقريبا امام اليورو والين اول من امس مقتربا من التعادل مع اليورو لاول مرة منذ اواخر يوليو ( تموز) الماضي وانخفض الى ادنى مستوياته منذ اسبوعين امام الين.

وقال ميتول كوتيتشا من كريدي اجريكول ايندوسويز «الدولار يبدو ضعيفا في الظروف الراهنة... اضطرابات اسواق الاسهم تزايدت بشدة واسواق الاسهم نفسها انخفضت للغاية بعد البيانات الضعيفة الصادرة اول من امس. دخلت الاسواق حالة من الهبوط مما يزيد من توقعات ان يخفض المجلس الاحتياطي الاتحادي اسعار الفائدة». وتزايد المخاوف المتعلقة بانتعاش الاقتصاد الاميركي أول من امس عندما اظهرت بيانات معهد ادارة التوريدات عن الصناعات التحويلية ان نمو المصانع توقف تقريبا في شهر اغسطس (اب) الماضي. وتترقب السوق الان بيانات العمالة عن شهر اغسطس المنتظر صدورها يوم الجمعة المقبل لاعطاء صورة اوضح عن حالة الاقتصاد الاميركي.

واشار متعاملون الى حالة من عدم التيقن فيما يتعلق بالعراق الذي تتهمه واشنطن بتطوير اسلحة دمار شامل. ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش زعماء الكونغرس الى البيت الابيض امس لاجراء محادثات من المتوقع ان تتركز على العراق رغم ان متحدثا باسم البيت الابيض قال ان بوش لم يحدد بعد ما سيفعل.

ورغم ان مؤشر نيكاي للاسهم اليابانية انخفض امس الى ادنى مستوى اغلاق منذ 19 عاما وهبط لفترة وجيزة عن حاجز 9000 نقطة النفسي يقول المتعاملون ان اثر ذلك على سوق الصرف ظل محدودا.

غير ان المزيد من الانخفاض في اسعار الاسهم اليابانية قد يؤدي الى اقبال مستثمرين يابانيين على تصفية استثماراتهم في الخارج مما يخلق موجة شراء للين مقابل العملات الاخرى.

وفيما يتعلق باليورو يتوقع المحللون ان تحد البيانات الضعيفة الصادرة من منطقة اليورو من ارتفاع العملة الموحدة رغم بيانات اشارت الى نمو اجمالي الناتج المحلي الفرنسي بنسبة 5,0 في المائة في الربع الثالث من العام بانخفاض طفيف للغاية عن توقعات السوق.

وخفضت شركات الخدمات الاوروبية عمالتها في اغسطس بعد ان حد تراجع الطلب الداخلي والخارجي من نمو القطاع.

وفي اليابان هبط مؤشر نيكاي الرئيسي للاسهم في بورصة طوكيو للاوراق المالية لليوم السابع على التوالي ليغلق امس على ادنى مستوى في 19 عاما في تراجع عام قادته اسهم بنوك كبرى مثل مؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية بعد تهاوي اسواق الاسهم العالمية اول من امس.

وادت بيانات جديدة من الولايات المتحدة اظهرت ضعف قطاع الصناعات التحويلية الى تفاقم المخاوف من ان تكون قاطرة الاقتصاد العالمي بدأت تفقد قوة الدفع.

وقال متعاملون ان السوق تأثرت سلبا بمخاوف جديدة من ان يفجر تباطؤ الاقتصاد الاميركي كسادا عالميا.

وقال معهد ادارة المعروض ان مؤشره الذي يقيس احوال الشركات العاملة في قطاع الصناعات التحويلية استقر في اغسطس على 5,50 نقطة مسجلا نموا للشهر السابع على التوالي الا انه جاء دون التوقعات التي تكهنت بارتفاع المؤشر الى 6,51 في المائة.

وكانت اسهم الاتصالات والبنوك من اشد القطاعات تضررا أمس اذ هوى سهم سوميتومو ميتسوي 55,7 في المائة الى 514 ينا وفقد سهم ان.تي.تي دوكومو 92,4 في المائة ليصل الى 232 الف ين.

وانخفض مؤشر نيكاي 95,141 نقطة توازي 54,1 في المائة ليغلق على 09,9075 نقطة وهو ادنى مستوى اغلاق منذ 17 اغسطس عام .1983 وقد نزل المؤشر في وقت سابق عن مستوى الدعم عند 9000 نقطة ووصل الى 20,8995 نقطة.